اتصل بنا
 

ذيبان ليست وحدها في (طنجرة الضغط).. هلّا قرعنا الجرس

نيسان ـ نشر في 2016-11-23 الساعة 14:49

x
نيسان ـ

كتب إبراهيم قبيلات..حسنا فعل شباب ذيبان بتلويحهم بالكشف عن هويات المروجين والمتعاطين لمادة المخدرات، بعد أن وصلت لمستويات مقلقة، في مشهد يرفض سياسة الإنكار الماضية، لمصلحة الاعتراف بالمشكلة، والعمل على فكفكتها، خطوة أولى على طريق الحل.

تدرك الأجهزة التنفيذية أن خطورة انتشار ظاهرة المخدرات تتعدّى الشباب المتعاطين والمروجين إلى تفتيت بنية المجتمعات المحلية في المحافظات، التي بقيت على الدوام متكاتفةً كـ"زنار" يحمي خاصرة المدينة وأهلها، في مواجهة سلسلة من التحديات التي جعلت من المنطقة ربوة كبيرة لأزمات مركبة، تتطلب مكاشفة ومصالحة مع الذات أولاً، وهذا ما فعله الذيبانيون الشباب.

في ذيبان، شباب التقطوا الإشارة، وقرروا أن يغيروا قواعد اللعبة؛ بعد ان بدأت الظاهرة بالتكشير عن أنيابها، والتمدد أكثر فأكثر، وهم بذلك يزرعون بذور الحماية بين الناس وفي المكان.

ليست ذيبان وحيدة في "طنجرة الضغط"، بل إن نار المخدرات زحفت صوب القرى والمحافظات النائية والبوادي والمخيمات، وكأنها كارثة حلّت على المنطقة. من كان يصدق أن شاباً فقيراً لأب هرم سيكرّس وقته ثمناً لسيجارة حشيش يبتاعها في الشارع العام ويدخنها على مرأى الجميع؟.

في مشهد ذيبان اليوم، الحكومة لن تكون "جزيرة منفصلة" عن حملة الشباب وفلسفتهم، ولن تكون بعيدة عن مرتكزات الحملة وأهدافها، وعليها الاعتراف بأن المنطقة لم تعد ممراً للمخدرات، فهي اليوم بين الشباب في مدراسهم وجامعاتهم، وحتى على رفوف دكاكينهم الفقيرة، إلا من عبوات "الساردين" المجللة بالغبار.

إن توفير الحماية الأمنية بعمقها الاستراتيجي سيمكن الشباب من خوض معركتهم حتى النهاية، وسيمدهم بأسباب النجاح طالما الرغبة في أوجها لاجتثاث الظاهرة من جذورها، وسيفشل الغطاء الأمني أي محاولة صبيانية لزرع "فتيش" من نوع وشاية كاذبة؛ لتعطيل الحملة الإصلاحية، ولوضع الشباب في قفص الاتهام.

بالمقابل، ليس المجتمع المحلي وأبناؤه فقط المعنيين ببلورة حالة مجتمعية ناضجة، بل إن النخب أيضاً مطالبون بتشكيل حائط صد منيع، وتقديم الدعم الكافي للشباب، والعمل على إشراكهم في تنويع سلتهم أثناء الحملة وبعدها، بما يكفل تعطيل الأصوات النشاز ولجمها، طالما العنوان الأبرز (أبناؤنا ومستقبلهم وصحنهم).

إذا نجحت ذيبان في التأسيس لخلايا عمل شبابية لمحاصرة الوباء، فإنها بذلك تعمل على تمتين جبهتها الداخلية، وبناء شراكة حقيقية مع أدوات السلطة التنفيذية، لا يمكن لها إلا النجاح، بعد توسيع مظلة الفكرة وتأميمها في مختلف قرى ومحافظات المملكة.

يؤمن الشباب بأن الفقر والبطالة اللتين دفعتا المنطقة إلى تنظيم جملة من الحراكات الإصلاحية، هما اللذان شكلا على الدوام حواضن للمروجين والمتعاطين على السواء؛ ما يحتّم على الرسمي البحث عن حلول استراتيجية، تنقذ المنطقة وشبابها من حبل المشنقة، عبر جلب مشروعات تنموية، تحيل الأيدي المخدرة إلى منتجة؛ بعد إنفاذ القانون وتطبيقه.

في ذيبان فقر وبطالة وشح في المشروعات التنموية والاستثمارية، وغياب للعدالة الاجتماعية، وهناك أيضاً غياب قسري لخطط رسمية جعلت من المنطقة عربة منفلتة عن قطارها، ورهينة قروض بنكية لا تتزحزح، لكنها تمد يدها لمدير مكافحة المخدرات، العقيد أنور الطراونة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

نيسان ـ نشر في 2016-11-23 الساعة 14:49

الكلمات الأكثر بحثاً