اتصل بنا
 

معركة الأردنية: حين يكون الطلاب ضحايا

كاتب صحافي وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-11-26 الساعة 13:46

بناء على الانتماء العشائري والجهوي في الجامعة الأردنية.
نيسان ـ

منذ سنوات عديدة بدأت مشكلة العنف الطلابي في الجامعات، وكانت تزداد أحيانا بشكل لافت حتى وصلت لاستخدام الأسلحة ومقتل بعض الطلاب، ونتيجة لذلك فقد تداعت المؤسسات التعليمية والمجتمعية لعقد المؤتمرات والندوات كل شهر، بل وكل أسبوع حتى أن المولات ونقابات السواقين والحلاقين لم تبخل علينا بدعم هذه المؤتمرات، وهذا الاهتمام شيء جميل ومحمود لكن الغريب في الموضوع أن الذي كان يتحدث ويعطي الحلول في هذه المؤتمرات هم في الغالب أساتذة الجامعات، والمشتغلين فيها، وكان الطلاب عادة غائبين عن الحدث، ومن ثم فإنني أعتقد أن الأساتذة الذين ينظّرون للسلم في صالات الفنادق وأمام الجماهير هم أنفسهم المحركون لفتائل الحروب في الغرف المغلقة والاجتماعات العشائرية والمناطقية، والطلاب في جميع الحالات هم ضحايا، فهم مادة اشتعالا وإشعال لوقود هذه المعارك، وهم أيضا مادة البحث والدراسة في المؤتمرات والندوات، وهم الذين توضع على عاتقهم المسؤولية في نتائج الأبحاث وعليهم أيضا تعبئة استبانات الدراسة التي يريدها الأستاذ.

الجامعة الأردنية ليست حالة فريدة، فكل جامعاتنا تعاني من نفس المشاكل، وإن اختلفت الصور والأشكال، لكن بعجالة سريعة يمكن استعراض الصور التالية التي حصلت في الجامعة الأردنية منذ شهر، وهي أمثلة فقط:

أولا: في اجتماع مع عميد إحدى الكليات من أجل انتخابات اتحاد الطلبة، احتج الطلاب وغضبوا، أتعرفون لماذا؟؟ لأن الاجتماع لا يضم مندوبين عن كل العشائر.

ثانيا: أستاذ في إحدى الكليات تم تعيينه بقرار من وزير الداخلية، بسبب جلوة عشائرية تعرض لها هذا الأستاذ.

ثالثا: هناك جهات طلابية كان مسموحا لها إدخال سياراتها إلى الحرم الجامعي والتجول بين الكليات، وللعلم فإن المشكلة الأخيرة وقعت لأن الأمن منع أحد الطلبة من الدخول بسيارته، حيث كان مسموحا له الدخول بها، فقام الطالب بضرب رجل الأمن، وبدأت المشكلة.

رابعا: الأساتذة في الجامعة منقسمون إلى الجهات التالية:
- جماعة إربد ويتبعهم أهل الشمال
- جماعة الكرك ويتبعهم أهل الجنوب
- جماعة السلط ويتبعهم أهل الوسط.

- جماعة الفلسطينية.

خامسا: تشكيل مجلس العمداء يتم على أسس جهوية ومناطقية في العادة، وحسب توازنات الجهات المذكورة في البند الرابع.

سادسا: التعيينات تتم حسب المعايير الشللية والجهوية، مع مراعاة التوازنات المذكورة في البند الرابع.

سابعا: إداراة الجامعة تميل في العادة إلى مفهوم الشلة وليس الفريق، يعني ليس للكفاءة أي دور فيها، وربما تكون تنفيعات وترضيات أحيانا.

ثامنا: بعض الأساتذة يرى في الطلاب عزوة له حين يريد الانتقام أو إثارة المشاكل، فيستعين بهم، ويحرك غرائزهم من خلال المناطق والجهات، (وأنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب).

تاسعا: بعض الأساتذة آخر همه التدريس، وتتم عملية النجاح والرسوب والعلامات بحسب المنطقة أو ثقل الواسطة.

عاشرا: يجتمع في الجامعة 45 ألف طالب دون أن يكون لدينا رؤية واستراتيجية لإشغالهم في البحث والدراسة والنشاطات اللامنهجية المفيدة.

بعد كل ذلك لا بد من إجراء دراسات على الأساتذة وليس على الطلبة لمعرفة أسباب العنف، فليس من اللائق أن نبقى نحمل الضحية مسؤولية المشكلة، أما الجاني فيمارس دور المصلح ويطعننا في الخفاء.

أما الملاحظة الأخيرة فإنني أعرف أن هناك أساتذة في الجامعة الأردنية وفي كل الجامعات يقدمون أفضل ما عندهم، ويعلّمون بشكل جيد، ويقدمون خدمات جليلة لجامعاتهم ووطنهم، وربما علي أن أعتذر منهم أيضا وأشكرهم مقابل ما قلته سابقا.

نيسان ـ نشر في 2016-11-26 الساعة 13:46


رأي: د. يوسف ربابعة كاتب صحافي وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً