اتصل بنا
 

عن الملقي وبدران و أوهام النخب الأردنية

نيسان ـ نشر في 2016-11-28 الساعة 14:42

x
نيسان ـ

تواصل النخب الأردنية انفصالها عن المجتمع الأردني، وعيشها في أبراجها العاجية، في تأكيد أن للشارع هموما لا تدركها نخبه، ولا حتى ممثلو الشعب في العبدلي، الذين منحوا ثقتهم للحكومة بنسبة 65% من أعضاء مجلس النواب، وهي أعلى بنحو 20% مئوية من النسبة التي منحها المواطنون للحكومة في آخر استطلاع لمركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، نشر قبل عدة أيام ولم ير الاهتمام الكافي، من الاعلام، لأنه ربما لا يحمل أخبارا جيدة للحكومة.

قراءة سريعة لنتائج الاستطلاع الذي نفذه المركز في الفترة من 9 – 19 – تشرين ثاني الحالي، لآراء المواطنين ونخبهم حول اتجاه الأمور في الأردن، وقدرة الحكومة على إدارة المرحلة المقبلة، تكشف عن مواصلة قادة الرأي التعمية على نبض الشارع الحقيقي، وقفزهم عن أولوياته لمصاحة شيء ما في نفس يعقوب.

حكومة الملقي تتماهى في تواضع أدائها مع حكومة عدنان بدران، حيث ان حكومة كليهما نالت أدنى مستويات الرضا لدى العينة الوطنية مقارنة بالحكومات الأردنية منذ 1996 حسب دراسة المركز. فهل تصمد حكومة الملقي طويلا؟، لا أخالها، فبدران أيضا لم يصمد طويلا عندما كانت أرقامه بالتواضع ذاته.

تظهر النتائج تراجع نسبة مستجيبي العينة الوطنية الذين يعتقدون أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح من 62% في حزيران 2016 لتسجل 52% في تشرين الثاني 2016.

كيف تفسر الحكومة هذه النسبة؟ ألا تستحق هذه الحقيقة المؤلمة تفسيرا؟ الا نستحق نحن المواطنين الناخبين أن تقول لنا الحكومة لِمَ هذا التراجع؟ وهل لدى الحكومة شئ تعمله لتحسين المزاج العام؟.

بالمقابل، يتضح وفق الدراسة ذاتها، أنه كلما زاد مستوى التعليم، زادت معه نسبة الذين يعتقدون ان البلد تسير بالاتجاه الخطأ، وهذا يعني أن الوعي الموجود لدى الناس لا يستحق هذا التجاهل والاستغفال من قبل الحكومة ومجلس النواب العتيد.

تؤكد نتائج الدراسة التي شملت 700 شخص من قادة الرأي أن تقويمهم للامور في البلد قد تراجع كذلك بواقع 10 نقاط مقارنة بشهر حزيران الماضي من 67% إلى 57%، ولكن النخبة يرون ان الأمور تسير بشكل ايجابي أكثر من العامة.

ربما يكون هذا إنعكاس لواقع النخبة الذين يقيسون على مقياس مصالحهم، وهم بكل تأكيد أفضل حالا من العامة، ولكن المشترك بين هذا وذاك أن الجميع وفي غضون فترة وجيزة لا تتجاوز ستة أشهر يشعرون بأن الوضع العام يتراجع بشكل كبير.

إذ زادت نسبة الصفوة الذين يرون أن الأمور تسير بشكل سلبي من 28% في حزيران إلى 36% في تشرين الثاني. ألا يُقلق هذا التحول في مواقف النخبة الحكومة؟ وإذا لم يقلقها، ألا يقلقها ارتفاع نسبة المواطنين الذين يعتقدون أن الامور تسير بالاتجاه السلبي من 36% إلى 45% في الفترة عينها. ألم تسأل الحكومة نفسها لِمَ حصلت هذه التحولات وبهذا الشكل السريع؟ ألا نستحق أن تبتسم لنا الحكومة بتفسير لعلنا نكون أكثر تفاؤلا في الاستطلاع المقبل؟

بالنسبة لكبار رجال الأعمال وسيداتها، وكبار رجال الدولة وسيداتها فكانوا الأعلى تقويما لسير الأمور في الاتجاه الصحيح مقارنة مع باقي الفئات، هذا يعني أنهم يحاولون إبقاء الأمور في نصابها؛ ليحتفظوا بمكتسباتهم بغض النظر عن أوجاع الأردنيين ومشاكلهم.

نيسان ـ نشر في 2016-11-28 الساعة 14:42

الكلمات الأكثر بحثاً