اتصل بنا
 

(اليوم السابع) تكشف عن كواليس و حقائق اغتيال وصفي التل

نيسان ـ نشر في 2016-11-28 الساعة 15:35

x
نيسان ـ

نشر الكاتب سعيد الشحات مدير تحرير (اليوم السابع) يوميات في الموقع كشف فيها عن كواليس الساعة وحقائق ربما تكون جديدة عن عملية اغتيال الشهيد وصفي التل بعنوان…ذات يوم..«أيلول الأسود» تغتال «وصفى التل» رئيس وزراء الأردن بالقاهرة هنا نص المقال:

دخل القائد الفلسطينى صلاح خلف «أبو إياد»، الرجل الثاني في قيادة حركة فتح الفلسطينية، منزل رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، المقيم فى عمان، وكان رئيس الوزراء الأردني وصفي التل موجودا، وفور أن رآه «أبو إياد» هاجمه بوابل من الشتائم: «يا سفاح، يا قاتل»، وحسب كتاب «فلسطيني بلا هُوية» الذي يروي فيه «أبو إياد» سيرته، فإن «التل» لم ينطق بكلمة واحدة ردا على الهجوم فى اللقاء الذي تم أول شهر يوليو 1971، وترك أبو إياد يكيل الهجوم، ولما انتهى منه نظر «التل» إليه، قائلا: «دعنا نعقد ما اتفقت أنت والملك عليه، وهو إخراج السلاح من عمان»، أي «سلاح مقاتلي الفصائل الفلسطينيين الموجودة فى الأردن لشن عمليات ضد إسرائيل»، فرد أبو إياد متحمسًا: «نعم سنخرج لأننا شرفاء ولا نريد قتل الشعب أو اندلاع حرب أهلية»، فنهض هاني الحسن، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وكان حاضرًا اللقاء، واستأذن من أبي إياد في الحديث معه على انفراد، وفي حديثه قال له: «لِمَ تقول هذا الكلام؟ وكيف نخرج من عمان؟ وإذا خرجنا فلِمَ نخرج إلى جرش؟ إذا خرجنا فلنخرج إلى «إربد» حيث نضع قواتنا فتتصل بالحدود السورية، وكثير من القوات قد خرجوا إلى سورية، وأضاف الحسن فيما يشبه الرجاء: «يا أبا إياد ماذا يعود علينا من تجميع قوات الفصائل وعزلها فى جرش؟».

خرج مقاتلو الفصائل الفلسطينية من عمان، لكن فور الخروج طوق الجيش الأردني جبال جرش فسقطت عسكريا وجرت مواجهات جديدة مع الفصائل الفلسطينية، فكتم «أبو إياد» أحزانه، لكنه قرر الانتقام من الأردن والملك الحسين وأعوانه، وجاءت البداية فى القاهرة بعد ظهر «مثل هذا اليوم 28 نوفمبر 1971»، ضد ما يصفه زعما «أبو إياد» بـ «رمز الخيانة الفلسطينية».

كانت القاهرة تشهد اجتماع دورة «مجلس الدفاع العربى»، التابع لجامعة الدول العربية، وحضره « وصفي التل»، وفى فندق «شيراتون» المطل على «النيل» أفرغ «عزت أحمد رباح» مشط مسدسه على «التل» حيث يقيم، وفى الوقت نفسه تم إطلاق النار عليه من بهو الفندق ليتوفى بعد ثوانٍ، وتم القبض على منفذي الحادث وعددهم أربعة، ومن بيروت تبنت «منظمة أيلول الأسود» الارهابية الحادث، وهى المنظمة التى تم تشكيلها بعد القتال بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني في المدن الأردنية المشهور بـ «معارك أيلول الأسود»، وكان وقفها المواجهات هو آخر ما فعله جمال عبدالناصر قبل وفاته بساعات يوم «28 سبتمبر 1970».

قاد أبو إياد منظمة أيلول الأسود، وتكونت من الفصائل الفلسطينية، للقيام بعمليات ضد إسرائيل والثأر من المسؤولين عن خروج الفصائل الفلسطينية من الأردن، ويكشف «أبو إياد» عن أن عدة مشروعات سابقة تم إعدادها لاغتيال «التل» ليتم تنفيذها فى عمان أو القاهرة، لكنها «نبذت فى اللحظات الأخيرة»، وأن الذين نفذوا عملية الاغتيال انتظروا فى القاهرة يومين قبل التنفيذ، ويؤكد أن أحدهم وهو «مشير خليفة» صاح فور أن أردي «التل» قتيلا شهيدا أثناء القبض عليه: «أخيرا نفذتها، أشعر برضا، لقد أرقت دم التل». شنت الصحف المصرية هجوما حادا على منظمة التحرير الفلسطينية، وفتح موسى صبري النار ضد منظمة التحرير الفلسطينية على صفحات جريدة الأخبار، وذهب وفد من اتحاد المرأة الفلسطينية لزيارة جيهان السادات عبرت فيه عن أسفها من الحوادث الدامية.

فى كتابه «رسائل المحب إلى الأحب» الذى يحتوي على رسائل أبو إياد، زعيم ايلول الاسود الارهابية، الشخصية إلى زوجته وأبنائه، وأخرجته أسرته عام 2002 يذكر أن السيدة جيهان كان لها رأى مخالف عن رأي زوجها السادات الذي هاجم منظمة التحرير بضراوة، حيث قالت له: «ألم تكن مثل الشباب الفدائي الفلسطينى في شبابك؟»، فهدأ السادات وتغيرت لغة الصحافة المصرية من النقيض إلى النقيض فى تعاملها مع الموضوع، بل زاد الأمر إلى حد قرار السادات بقطع العلاقات مع الأردن في إبريل 1972 أثناء انعقاد الدورة العاشرة الاستثنائية للمجلس الوطني الفلسطيني، وبناء عليه قدم حسين الشافعي، نائب السادات، استقالته لعدم مشاورته في الأمر، وسمح السادات لـ«أبو إياد» أن يزور المتهمين الفلسطينيين في سجن القلعة، وتنكر أثناء الزيارة في ثياب «شيخ كويتى».

في 29 فبراير 1972 قضت محكمة أمن الدولة بإطلاق سراحهم، وقضوا في القاهرة 12 شهرا، ثم عادوا للالتحاق سرا بقوات المقاومة الفلسطينية.

اليوم السابع

نيسان ـ نشر في 2016-11-28 الساعة 15:35

الكلمات الأكثر بحثاً