اتصل بنا
 

عيون وآذان (برلمان كويتي جديد لا أراه سيعمّر)

نيسان ـ نشر في 2016-11-29 الساعة 10:29

انتخابات مجلس الأمة الكويتي الجديد تضم معارضين من الإخوان المسلمين وآخرين كانوا قاطعوا الانتخابات السابقة، ويعمل كثيرون في المجلس لمصالح حزبية أو شخصية، وتحتاج الكويت إلى العمل للجماعة والابتعاد عن الأنانية والمصالح الضيقة. المعارضون في المجلس لهم 24 مقعدا من 50، والعمل لتخفيف الاعتماد على الدخل النفطي في الموازنة العامة فكرة طيبة.
نيسان ـ

أرجح أن أعود إلى الكويت قبل بدء الصيف المقبل لمتابعة انتخابات مجلس أمة جديد، فالمجلس الذي انتخِب السبت الماضي لا يبدو أنه «ابن عيشة» (كما يقول اللبنانيون عن الوليد) فهو يضم معارضين من «الإخوان المسلمين» يتسترون باسم الحركة الدستورية، وآخرين كانوا قاطعوا انتخابات البرلمانَيْن السابقَيْن، ثم قرروا الاشتراك في المنافسة هذه المرة.

أرى أن كثيرين في مجلس الأمة الجديد يعملون لمصالح حزبية أو شخصية، لا لخير الكويت، وأرى أن الديمقراطية الكويتية لن تتحمل مثل هؤلاء أصحاب الولاء الآخر.

بعد أيام، ستكون هناك حكومة جديدة أرجح أن تضم وزراء من الحكومة المستقيلة، والجلسة الأولى للبرلمان الجديد في 11 كانون الأول (ديسمبر)، فآمل أن يعمل النواب الخمسون لمصلحة البلد، أو أن يقدموا المصلحة العامة على أية مصلحة حزبية أو شخصية مع أنني لا أتوقع ذلك. الكويت ودول الخليج الأخرى تواجه تحديات سياسية واقتصادية تحتاج إلى تقديم الوطن، والعمل للجماعة والابتعاد من الأنانية والمصالح الضيقة أو الشخصية. المعارضون في مجلس الأمة الجديد لهم 24 مقعدا من 50، إلا أن الوزراء يصبحون أعضاء ويصوتون ما يعني أن تضمن الحكومة غالبية موالية.

أقدِّم الأمل والرجاء على بعض تجارب مجالس الأمة السابقة، وأجد في البرلمان الجديد أعضاء تحدوهم المصلحة العامة، وطنيين يطلبون الخير لأهل الكويت والأمة كلها.

العمل لتخفيف الاعتماد على الدخل النفطي في الموازنة العامة فكرة طيبة، وضمانة للمستقبل، وأعرف من كبار المسؤولين الكويتيين أنها ستستمر، فأرجو أن تؤتي ثمارها. الكويت كانت في مقدم الدول العربية في بناء محفظة من الاستثمارات الخارجية الناجحة، وهي مع عناصر أخرى في أساس اقتصاد الكويت تكفي للسير في طريق، لا أقول أنه طريق الحرية من النفط، وإنما طريق توسيع قاعدة الاقتصاد الكويتي حتى لا يظل أسير عنصر واحد. أكتب هذا وقناعتي الشخصية أن النفط سيظل في أساس عمل الاقتصاد في كل بلد لاعمال مقبلة وعقود.

يكفي حديثا عن المستقبل وأعود إلى تاريخ الانتخابات الكويتية بالأرقام:

مجلس الأمة الجديد هو السابع عشر منذ 1993، وقد أكملت ستة برلمانات مدتها، وحُلّت ثمانية، وأبطِل اثنان. هي سادس انتخابات في خمس دوائر انتخابية بعد أن كانت عشرا ثم 25 دائرة. وهي المرة الثالثة التي تجرى فيها الانتخابات على أساس الصوت الواحد.

عدد الناخبين بلغ 483.100 ناخب الرجال بينهم 230.430 والنساء 252.696، أو نحو خمسة من مئة أكثر من الرجال. على أساس طائفي كان الناخبون 414.500 من السنّة، أو نحو 86 من مئة، و68.600 من الشيعة، أو 14 من مئة. فازت امرأة واحدة هي صفاء الهاشم.

إذا لم تخنّي الذاكرة فكل برلمان في الكويت ضم معارضة عالية الصوت تعكس الممارسة الديمقراطية في البلد. مع ذلك أزعم أن هناك قدرا واضحا من التشاؤم، أو القلق، في المجتمع الكويتي، ولعله طبع، أو تطبع بعد الاحتلال.

الكويت هي الأولى بين الدول العربية في الممارسة الديمقراطية، ثم أقرأ أن المرحلة المقبلة خطرة، أو أن الوضع العربي والخليجي ينذر بالخطر، أو أن الكويت تعيش فترة عصيبة. بل قرأت أن موجة غلاء كارثية على الأبواب وبدلات إيجار التعاونيات ورسوم الخدمات سترتفع 300 من مئة.

ما سبق دخول في الاستحالة، فالوضع في الكويت مستقر، والاقتصاد نشط ويسير في الطريق الصحيح، ثم إن الرقم 300 من مئة خرافة. هناك صباح الأحمد الصباح أميرا، وصِفته الغالبة الحكمة. أعرف الشيخ صباح منذ 45 سنة، ولا أتكلم هنا عن صداقة، وإنما عن معرفة هي من عمر عملي في الصحافة، وأراه بين أفضل ثلاثة قادة عرب أو أربعة ممن عرفت منذ ستينيات القرن الماضي.

أقول لأهل الكويت دعوا القلق جانبا وانعموا بحياتكم.

الحياة

نيسان ـ نشر في 2016-11-29 الساعة 10:29


رأي: جهاد الخازن

الكلمات الأكثر بحثاً