اتصل بنا
 

حصار آخر.. ويكملون المهمة

كاتب وصحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2016-11-29 الساعة 10:36

للفلسطينيين في المنافي، لكن الحصار يضيق عليهم في لبنان وغزة، والجدران العازلة تتزايد، والكيان الصهيوني يختبئ وراء جداره العنصري، والفلسطينيون ينتظرون العودة إلى أرضهم.
نيسان ـ

حصار آخر.. ويكملون المهمة محمد محيسن برغم اتساع رقعة المنافي التي ذهب اليها الفلسطينيون منذ الشتات الاول والحصار الثاني ومتوالية المجازر الاخرى، الآن رقعة الحصار تضيق على المخيمات والحارت المتلاصقة حتى باتت تئن من ساكنيها. لبنان ليس البلد الوحيد الذي يحاصر الفلسطينيين، ويضيق عليهم العيش، ولن يكون الاخير، بل هو متوالية ضمن سلسلة اقرها الكبار لتعيش اسرائيل ايام مجدها الاخير.

جدار آخر جديد يبنيه لبنان حول مخيم عين الحلوة حجب الجدار العنصري الصهيوني بحيث أصبح هذا الجدار ثانويا بالنسبة لما يعانيه فلسطينيو لبنان، وقد يتعاظم هذا الجدار حتى يتوارى الجدار العنصري الفاصل تماما وراءه. الحصار الذي اعتاد عليه الفلسطينيون سبقه منفى وسجن وتشريد وحرب ليس لهم فيها ذنب الا انهم حاولوا البقاء احياء بين كومة من الاموات وفاقدي الضمير والانسانية.

الحكومة اللبنانية التي شرعت ببناء جدارٍ عازل مع أبراج حراسةٍ حول مخيم عين الحلوة -أكبر مخيمٍ للاجئين في لبنان- يعد مثالا فاضحا وواضحا، وصورة قاسية اخرى للوضع الذي يعيشه الفلسطينيون في منافيهم القصرية.

سبقت لبنان مصر التي حاصرت قطاع غزة وأقام النظام العسكري هناك جدارا من الفولاذ تحت الأرض لعزل القطاع، يقال إنه مول يشكل الكامل من قبل أميركا وبتزكية من تل أبيب، إضافة إلى إغلاق معبر رفح وتحويل غزة التي يسكنها مليونا نسمة على أرض مساحتها 360 كليومترا مربعا إلى سجن كبير يفتقد إلى مقومات الحياة الإنسانية الطبيعية.

وإذا كان الكيان الصهيوني يختبئ وراء جداره العنصري لأنه خائف، فما الذي يدفع دولا شقيقة لأن تبني جدرانا أخر؟ سؤال لا يمكن تفسيره. الفلسطينيون الذين ضاقت رقعة المنفى حولهم، وبعد ان اضطروا لإلقاء انفسهم في سفن الموت، ولا يريدون إلا أن يحيوا ليعودوا لأي شيء من أرضهم، فقد طالت زيارتهم القصيرة، وطال معها الانتظار ولم يبق الا العودة.

اما الكيان الصهيوني الذي حاكى تجربة النازية بالجدار العنصري فلم يتوقع في يوم من الايام ان تكمل المهمة جهات اخرى ادعت يوما انها شقيقة على الاقل في الانسانية والتاريخ المشترك. يصف كاتب الوضع فيقول: «لقد كان المدى مفتوحا وفسيحا أمام العرب لاستكمال تجريم وإدانة الجدار العنصري، لكنهم ذهبوا إلى ساحة أخرى واختصموا على ما هو أقل من زبيبة، لأن الوطن كله محتل، والبحر واليابسة والفضاء تعاني كلها من اعتقال علني». ليست فلسطين هي المسلوبة إنما القلوب والضمائر والعقول وكل ما هو انساني، اما الارض فهي محتلة فقط وستعود....

نيسان ـ نشر في 2016-11-29 الساعة 10:36


رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً