اتصل بنا
 

حكومة بلا مطبخ وشباب يتزاحمون على كراسي (أطباق البيض)

نيسان ـ نشر في 2016-12-01 الساعة 14:46

x
نيسان ـ

منذ حصلت حكومة الدكتور هاني الملقي على ثقة 84 نائباً، والشارع يبعث برسائل احتجاجية متتالية لصانع قرار ما ينفك عن تعطيل القانون، وإنتاج أزمات شعبية برعاية رسمية.
احتقان وأزمات شعبية عبّرت عن نفسها بمشاجرة طلابية في الجامعة الأردنية، ثم قدم من الجنوب 386 عاملاً، وجدوا أنفسهم متعطلين عن العمل، وفي طريقهم لمزاحمة 'القدامى' في الجلوس على الكراسي المصنوعة من أطباق البيض الفاضية في الشوارع وامام 'الدكاكين'، وهو السبب الرئيسي لخروج شباب خيمة ذيبان، قبل نحو عام، لكن لا شيء يبعث على التفاؤل.
القلق يكتمل حينما يواصل الرسمي وضع فنجان القهوة بنمطه العشائري فوق سيادة القانوني، ما يجرد الدولة من أهليتها وصلاحيتها، لصالح الإبقاء على سلطة المكونات العشائرية المتناثرة، التي عبرت عن نفسها بأشكال مختلفة بعد أن فقدت الأمل.
'أمل' مفقود في قواميس الشباب ومفرداتهم. بوضوح أكثر قال شباب ذيبان غرة الأسبوع الحالي، إنهم قرروا العودة إلى الدوار، بعد أن نجحوا في تشكيل حواضن شعبية ستدعم مسيرتهم، مقابل ما أسموه 'إبر تخدير' مكشوفة، حاولت خلالها الحكومة طي صفحة الاحتجاج من دون معالجات.
هل هذا ما تريده الحكومة التي تشاهد كما نشاهد كيف أجرى مصنع الأبيض للأسمدة هيكلة لموظفيه، قبل أن يدفعهم للإمضاء على اتفاقيات قسرية يتخلى بها العاملون عن مجمل حقوقهم لقاء فتات سينفد في أول شتوة قادمة؟.
صحيح أن لكل من تلك الحوادث سياقها المنفصل تماماً، لكنها تعبّر بشكل واضح عن مزاج شعبي سيئ اتجاه السياسات الحكومية في معالجة مطالباته، وحتماً سينتهي به المطاف إلى الدفاع عن حقوقه، ولا سيما أنه مؤمن بأن حلول الحكومة لا تأخذ باعتبارها مصلحة الناس.
'حلول' يفهما الشارع باعتبارها عناوين تأزيم، لا مشاريع حلول حقيقية، ففي الوقت الذي رحب به مواطنون بفكرة 'المصالحة' بين عشائر السلط والطفيلة، بعد نشوب مشاجرة في الجامعة الأردنية عبر آخرون عن خشيتهم من قفز فنجان القهوة وحلوله على سيادة القانون.
يدرك الأردني أن قرارات حكومته تعني تعطّيل سير القانون، وتراكم الأزمات في الشارع، ويدرك أيضاً أن الرسمي يستسهل الحلول 'التسكينية' بدلاً من تلك الجراحية التي تضمن إعادة الأمور إلى سكتها، وتخفف من حدة التأزيم وتهدئ من روع الشارع.
اليوم، يعيد المشهد إنتاج نفسه، فقد جرى تكفيل الطلبة الذين شاركوا باعمال شغب في الجامعة الاردنية الاسبوع الماضي، وتم تبرير قرار هيكلة العاملين في شركة الأبيض للأسمدة برغبة الشريك البحريني (شركة جافكو البحرين) الذي يملك حصة الأغلبية في الشركة، وكذلك شباب ذيبان، فالرد الرسمي لن يبتعد عن خيارات الاتهام والشيطنة المكرورة.

نيسان ـ نشر في 2016-12-01 الساعة 14:46

الكلمات الأكثر بحثاً