حرائق فلسطين المحتلة .... لم تحدثني نفسي بالفرح
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2016-12-01 الساعة 22:40
الحرائق في فلسطين: المستدمرون يحرقون أرضنا وأشجارنا وبيوتنا، والعرب يغيبون عن الدفاع عنها
أرضنا وإن سلبت ،وأشجارنا وإن أحرقها أو إقتلعها المستدمرون أعداء الحياة والإنسانية ، من يهود مستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينين التلموديين ،وبيوتنا وممتلكاتنا وإن صودرت وهدمت دون وجه حق على أيدي النازيين الجدد،وفي غفلة من العرب والمسلمين الذين ضيعوا طريقهم فضيعهم الله كما فعل مع بني إسرائيل الذين خرجوا مع نبي الله موسى عليه السلام فتاهوا في سيناء أربعين عاما ،بعد أن إستولت نساؤهم على مصاغ وذهب النساء المصريات بحجة أنهن سيحضرن إحتفالا ويردن أن يظهرن بمظهر الأغنياء ويغظن زوجات الأثرياء من بني إسرائيل،وهناك روايات أصدقها انهم لم يدخلوا فلسطين أصلا.
جبل الكرمل والقدس وحيفا ويافا واللد والرملة وعكا وكل ذرة رمل فلسطينية لنا وتسكن فينا ، وسأطالب بأي ذرة رمل ستعلق على بسطار أي جندي إسرائيلي عند مغادرته فلسطين مذموما مدحورا يوما ما إن شاء الله ،وإن كنا حاليا نغرق في عجز لسنا المسؤولين عنه بل من نصبتهم حكومة العالم الخفية لإدارة شؤون العالم ،وإرتضوا أن يكونوا أحجار شطرنج تحركهم هذه الحكومة الروتشيلدية التي تقبع في إحدى الجزر النائية في العالم .
لذلك لم تحدثني نفسي بالفرح ولم يداخلني السرور والبهجة وأنا أرى النيران النتنياهوية تلتهم أشجار فلسطين وإن كانت الوكالة اليهودية قد زرعت بعضها ،أو البيوت التي تعود لفلسطينيين فهموا اللعبة ولم يقبلوا بالخروج من قراهم وقاموا بمحاولات إطفاء النيران بأنفسهم ،بينما كانت الآلة الإسرائيلية تبذل مجهودا غير عادي لإنقاذ المستدمرين ،ومع ذلك رأينا من المسلمين والعرب من يهب لنجدة نتنياهو والإسهام في إطفاء الحرائق ليس من منطلق أنها تلتهم الممتلكات والأشجار الفلسطينية بل تزلفا للنتن ياهو،وفي المقدمة بطبيعة الحال الجوكر سلطة اوسلو المندثرة /وكيل الإحتلال الجديد التي إدعت أنها قامت بذلك من منظور إنساني ،ولم يجرؤوا على القول أنهم ذاهبون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أشجار فلسطين ،ولو قالوا ذلك لغفرنا لهم فعلتهم النكراء.
كيف أفرح وأنا أرى جزءا عزيزاعليّ يحترق وتلتهمه النيران من أشجار زيتون رومي عتيق وبيوت تعود لفلسطينيين ،وكيف تحدثني نفسي بالفرح وانا أرى قومي يهرعون لنجدة نتنياهو وهم الذين تكرسحوا عندما كان النتن ياهو يحرق أطفال غزة بالقنابل المحرمة دوليا جهارا نهارا؟ وعندما حرق السفاح شارون لبنان بالتعاون والتنسيق مع حافظ الجحش ، تماما كما فعلوا منذ بداية القرن المنصرم رغم كل المجازر والمذابح الشنيعة التي تفوق الإرهاب الذين يتحدثون عنه وهم صانعيه أصلا،وآخر التطورات تسليم كامل فلسطين وأراض عربية أخرة لمستدمرة إسرائيل الخزرية المتصهينة التي تحالف قادتها مع الشيطان لسرقة اليهود من الله، كما قال لي يوما صديقي الحاخام الراحل موشيه هيرش زعيم طائفة ' ناطوري كارتا ' أي حراس المدينة المعارضة أصلا لتأسيس مستدمرة إسرائيل ،الاتي طلبت من الأمم المتحدة منح أفرادها جوازات سفر لاجئين لكن الأمم المتحدة المختطفة صهيونيا لم تعرهم إنتباها.
لقد فرح السذج من العرب تنفيسا عن عجزهم عن تحرير المغتصب من أرضهم ،ورد العار عن انفسهم ولعلي لا اظلم احدا إن قلت أن بصمة الإهانة الإسرائيلية نافرة على أقفية الجميع ،حيث المجازر والمذابح وقتل الأطفال في مدارسهم وليس ادل على ذلك من مجزرة بحر البقر المصرية ومجزرة اطفال قانا في لبنان والإنتهاكات في كافة الدول العربية ولا أستثني هنا أحدا وأشفق عليهم من ذكر أسمائهم.
لقد قالوا ان الله إنتقم من يهود بحر الخزر لأنهم حاولوا منع رفع الأذان في المسجد الأقصى ، وهذا وأيم الله بدعة في التفكير وتسطيح للأمور،ومهانة ومذلة للنفس التي تسيء التفكير ،وبالتالي فإن كل من فرح عليه مراجعة نفسه ،وأن يستغفر الله طوال الدهر لأنه أساء الظن بالله ،فالله جل في علاه وضع لنا الأسس في كتابه العزيز المحفوظ وقال لنا 'غير المغضوب عليهم '،'ولا تتولوهم ومن يتولهم فهو منهم 'ونحن قمنا بمصالحتهم أذلاء تعساء خاضعين لهم ،فقام الله بتسليطهم علينا ليعذبنا بأيديهم ويكوينا بحقدهم .
البعض الآخر فرح متوهما أن المقاومة الفلسطينية هي التي أضرمت النيران في الغابات الفلسطينية وهذا أيضا تسطيح وإغفال للمنطق ،فعن أي مقاومة يتحدث هؤلاء الذين يدعمون إدعاء النتن ياهو الذي قال فورا ان العرب يحرقون إسرائيل ،وهو يعلم علم اليقين أن العرب والمسلمين عاجزون عن حرق قشة تتعلق بمستدمرة إسرائيل الخزرية؟
نيسان ـ نشر في 2016-12-01 الساعة 22:40
رأي: أسعد العزوني كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية