اتصل بنا
 

صدور كتاب "مواطن المستقبل" للباحث بطرس الحمارنة

نيسان ـ نشر في 2016-12-06 الساعة 11:42

x
نيسان ـ

يطل علينا الباحث والعقيد المتقاعد بطرس إسحق الحمارنة، المهتم بموضوع تنمية الإنسان والمجتمع، بكتابه الثاني مواطن المستقبل الصادر مؤخراً عن الآن ناشرون موزعون، ليطرح علينا جملة من القضايا ووجهات النظر التي تستحق النقاش.
تنبني مواد هذا الكتـاب على فكرة أساسـية مفادها أن الإنسـان، بقدرته وكفاءته وثقافته وانتمائه وشهامته ونبله، هو الأساس في بنـاء المجتمع القوي المتكـامل، وصقل شخصـيته يساهم في بناء الوطن الذي ننشد. ما يعني أن يكون هذا الإنسـان منذ طفولته الأولى، وطوال المراحل التالية في حياته، تحت المراقبة، لملاحظة أي ضعف في مسـيرته، وتطبيق أساليب المعالجة المناسبة للتخلص من ضعفه في أي ميدان من ميادين الحياة.
تنطلق فلسفة الكتاب من أن القوة والضعف هي من صنع الإنسان نفسه، وإذا ما كان حال الأمة العربية في هذه المرحلة التاريخية في أسوأ مراحله من الضعف والهوان، فإن الخروج من هذه الحالة لا يكون إلا بامتلاك القوة والإرادة.
الباحث الذي ولد سنة 1924، كان قد عاش ودرس في مدارس فلسطين، قبل أن تعود عائلته إلى الأردن سنة 1944، كان قد تأثر بالفكر الفلسفي الألماني، كما يشير الدكتور معروف البخيت في تقديمه للكتاب، لذلك جاء فكره، كما هو الفكر القومي على العموم، مستندا إلى فلسفة القوة.
يقع الكتاب في (112) صفحة من القطع الكبير، ويتكون من أربعة فصول. ألقى المؤلف في الفصل الأول نظرة على موضوع السياسة والتنمية القومية، مقدما فهمه الخاص لعدد من المفاهيم والمسائل مثل: الانتماء القومي، والأمن القومي، وتثبيت أسس الدولة، والعلاقة بين المجتمع والدولة. أما الفصل الثاني فقد خصص للحديث عن موضوع التنمية البشرية، وعلاقة الإنسان بالبيئة، وتناول الفصل الثالث موضوع التربية والتعليم والثقافة والشباب، مبديا الباحث وجهة نظره بالمراحل التعليمية، وبالتعليم العالي، والمعلم العربي، والمناهج الدراسية، وموضوع التربية الجمالية، ودور الكشافة في صقل شخصية الشباب. وخصص الفصل الرابع للحديث عن التنمية الاقتصادية في مجالات الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة، وكذلك علاقة التنمية بالعولمة.
من هنا نجد أن مادة الكتاب تعطي أولوية كبيرة للتنمية البشـرية والتربية والتعليم والتنمية الاقتصادية. وفي هذا تتجلى الثقافة الموسوعية للباحث، ورؤيته الشمولية الواضحة، فضلاً عن المثابرة والمتابعة، وامتلاك الإحساس الراقي بالمسؤولية الوطنية، بالرغم من سنوات التقاعد الطويلة.
ويخلص المؤلف إلى نتيجة أنه ليس أمراً مستحيلاً الوصول إلى الأمل المنشود في تكوين المواطن القادر، وتنشئته على التعامل مع المستقبل بتفوّق، إنما هو نتيجة للعمل المتواصل والتقصـي والبحث وتحفيز الإبداع لنصل بالإنسان إلى ما نريده له، وما يرغب فيه هو من قوة وازدهار واستقرار. إنها المثـابرة والعمل المستمر دون كلل اسـتنـاداً إلى العلم والقـانون، وعدم الاكتفـاء بما يتوافر وما هو متاح على ضآلته.
يذكر أن الكاتب هو من مواليد مأدبا، سنة 1924، وكانت عائلته قد هاجرت إلى فلسطين واستقرت في مدينة بيت جالا من سنة 1927وحتى سنة 1944.
عمل مترجما في الجيش العربي من اللغة الإنكليزية والألمانية إلى العربية في الفترة( 1944-1947)، ثم تطوع في الجيش العربي الأردني 1963، وشغل منصب آمر الكلية الحربية الملكية( 1960-1963)، و عيّن قائداً للشرطة العسكرية( 1963-1967)، وعمل مديراً لأمن «عالية للطيران»( 1970-1980).
ومن مؤلفاته كتاب «زراع الحياة» الصادر سنة 2001، والذي أعادت وزارة الثقافة طباعته ضمن مشروع مكتبة الأسرة الأردنية سنة 2015.

نيسان ـ نشر في 2016-12-06 الساعة 11:42

الكلمات الأكثر بحثاً