اتصل بنا
 

البيت الابيض .. سياسة ثابتة ورؤساء متغيرون

صحفية وكاتبة عربية

نيسان ـ نشر في 2016-12-13 الساعة 03:07

انحدار المستوى القيادي في الرئاسة الأميركية يكلف الشرق الأوسط أثماناً باهظة، ولا يشكل وصول هيلاري كلينتون أو دونالد ترامب تهديداً مصيرياً، والعناوين الكبرى في الاستراتيجية الأميركية تتضمن منع تحوّل روسيا والصين إلى إمبراطوريات مستقبلية ومواجهة الانتشار العالمي للإسلام كإيديولوجية. ولا ينتظر الشرق الأوسط سوى المزيد من الشرور والأخطار بغض النظر عن الرئيس الأميركي الجديد.
نيسان ـ

كرستينا مراد -

ابتداء من الرئيس السابق جورج دبليو بوش، ووصولاً الى المرشحين للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، ينحدر المستوى القيادي وألمعية الفكر والشخصية لمنصب الرئيس الاميركي التي رافقها مزيج من القصور وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية، على نحو يكسر الثقة بها ويكلّف الشرق الأوسط أثماناً باهظة طويلة الأمد.

هيلاري وترامب كل منهما صاحب شخصية مثيرة للجدل، وليس فيها ما يبهر. وقد لا يشكّل وصول أي منهما تهديداً مصيريا للولايات المتحدة والعالم معاً، في هذه الحقبة من الزمن والتاريخ، والخطر الحقيقي في استمرار انحدار المستوى في العهد الجديد والعهود المقبلة.


انهم متغيرون في البيت الابيض, لكنهم رؤساء باستراتيجية امريكية ثابتة في العالم على مرّ السنين والعقود، ولا تتغيّر إلاّ بعد تحقيق أهدافها.


عناوين كبرى

تضم الاستراتيجية الأميركية عناوين كبرى في مرحلة ما بعد الانهيار السوفياتي, ابرزها العمل على منع تحوّل روسيا والصين الى امبراطورية مستقبلية لها امتداداتها في العالم، ومن شأنها منافسة وحدانية القطب الدولي الممثل بالولايات المتحدة الأميركية.


والعنوان الثاني الانتشار العالمي للاسلام كايدولوجية والذي يحمل في طياته تهديداً مصيرياً لأميركا كامبراطورية وكإيديولوجية رأسمالية معاً.


ساكن البيت الابيض الجديد

غالبية صناع القرار بالوطن العربي مرتاحين وهم يرون الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوشك أن يغادر البيت الأبيض, مرتاحين لانتهاء ثماني سنوات مما يصفه معظمهم بأنه مزيج من القصور وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية، على نحو يكسر الثقة بها ويكلّف الشرق الأوسط أثماناً باهظة طويلة الأمد.


أياً يكن الساكن الجديد في البيت الابيض – هيلاري أو دونالد – فلا تنتظر هذه المنطقة سوى المزيد من الشرور والأخطار لتفتيت الأنظمة والدول ككيانات قائمة، وتفتيت الاسلام كإيديولوجية، بأيدي الخارجين من الاسلام وعليه، أي من التكفيريين المسلحين بالارهاب المتوحّش.

فلماذا هذا الارتياح لرحيل اوباما والترقب في انتظار هيلاري او ترامب, ألم يدرك العربي بعد الوقائع التي تقودهم الى مراجعة واعادة نظر بالسياسات، وذلك تحت ضغط الخسائر الخرافية اللاحقة بهم من جراء التبعية للسياسة الأميركية ؟؟!.

نيسان ـ نشر في 2016-12-13 الساعة 03:07


رأي: كرستينا مراد صحفية وكاتبة عربية

الكلمات الأكثر بحثاً