الحكومة من دون روافع تحت (القبة) و(شتاء نيابي) ساخن بانتظارها
نيسان ـ نيسان ــ محرر الشؤون البرلمانية ـ نشر في 2016-12-14 الساعة 16:59
نيسان- حظي موقف رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة تجاه الحكومة في جلسة المجلس التي عقدها صباح امس، مستكملا فيها جلسته الرقابية الأولى بدعم عشرات النواب الذين عبروا له عن اعجابهم بموقفه الذي اعلن فيه عن عدم اقتناعه باجوبة الوزراء على اسئلة النواب، وعدم دقتها؛ لينهي انتقاده الشديد والمباشر للأداء الحكومي برفع الجلسة لتلك الأسباب.
الرئيس الطراونة اصدر حكمه على ردود الوزراء دون الحاجة للمزيد من الوقت للاستماع لوزراء اخرين، فكل ما قدمه الوزراء المتحدثون امام النواب ما هو إلا استعادة لأخبار نشرت عن وزاراتهم في الصحف ووسائل الإعلام، في سياق اخبار العلاقات العامة التي تعدها الوزارات عن نفسها؛ ما جعل الحكومة مكشوفة تماما امام النواب.
وموقف الطراونة الذي قضى بعدم استكمال الاستماع الى ردود الوزراء؛ سيدفع بالحكومة لإعادة النظر جديا باية مواجهة اخرى مقبلة أمام النواب، وهو ما توقعه اكثر من نائب تحدثوا لـ'نيسان' تعليقا على رفع رئيس المجلس للجلسة ،بسبب عدم اقتناعه باجابات الوزراء.
ويمكن وصف موقف رئيس المجلس بالموقف نادر الحدوث في مجالس النواب السابقة، ولم تتكرر مثل هذه الحادثة كثيرا، ما يفتح الباب للتكهنات عن شكل العلاقة بين المجلس والحكومة في قادمات الأيام، في الوقت الذي رأت فيه مصادر نيابية ان الحكومة ستواجه شتاءا ساخنا امام المجلس، في حال لم تحسن اداءها واداء وزرائها.
رئيس الوزراء د. هاني الملقي الذي تعهد امام النواب بوضع الية عمل جديدة تجاه مناقشة تقارير ديوان المحاسبة العام المقبل اذا استمرت حكومته في الدوار الرابع فتح شهية مراقبين للتساؤل عما اذا كان كلام الرئيس الملقي جاء من فراغ ام ان ثمة ما يتم طبخه في قمة هرم الدولة لحكومته، في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة الحديث عن تعديل حكومي واسع النطاق سيتم انجازه بعد اقرار مجلس الأمة للموازنة العامة للدولة في النصف الأول من شهر كانون الثاني من العام المقبل.
لقد بدا الفريق الوزراي مضطربا، وفي حالة تشبه الصدمة وهو يغادر قبة مجلس الأمة بعد ان رفع الرئيس الطراونة الجلسة لعدم قناعته باجابات الحكومة، فيما كانت علامات الرضا تظهر على وجوه النواب الذين سارع العشرات منهم لتاييد الطراونه في مكتبه ودعم موقفه.
مصادر نيابية كشفت لـ'نيسان' عن استياء رئيس الوزراء من قرار الرئيس الطراونة، فيما وصفه وزراء فيما بينهم بانه موقف غير مريح للحكومة، وبين هذين الموقفين بدت الحكومة وكانها ستكون هدفا مكشوفا ومفتوحا للنقد النيابي، فقد جرت العادة في المجالس النيابية السابقة على ان يكون رئيس المجلس من اشد الداعمين للحكومة، لكن في حالة الطراونة والملقي لا تبدو ان تلك القاعدة ستحافظ على استمراريتها.
مصادر نيابية المحت الى ان ثمة امرا يجول في الكواليس، فموقف الرئيس الطراونة من الحكومة غير معهود، ما يعني ان ثمة من يريد لهذه الحكومة ان تكون مكشوفة تماما امام النواب لتعريضها لاهتزازات قد تعجل برحيلها من خلال تكريس حالة ضعفها، واشتداد هجمات النواب ضدها في قادمات الأيام، حتى قبل ان ينجح الرئيس الملقي باجراء تعديل موسع على حكومته قد يخرج فيه العديد من الوزراء سيكون في مقدمتهم وزير الداخلية وهو الوعد الذي قطعه الملقي لعشرات النواب اثناء مشاوراته الكتل النيابية ابان مناقشة البيان الوزاري، ما سيجعل الرئيس الملقي في موقف صعب للغاية اذا لم يستطع إنفاذ وعوده، وهي اكثر من أن يحتملها منفردا.