اتصل بنا
 

في العبدلي أيتام يعتاشون على (صدر) الحكومة

نيسان ـ نشر في 2016-12-14 الساعة 19:50

x
نيسان ـ

تفاجأ المراقبون بحديث رئيس مجلس النواب، المهندس عاطف الطراونة للحكومة نهار أمس، وقوله إن إجابات الوزراء غير مقنعة، قبل أن يرفع جلسة المجلس الرقابية الأولى. مثل هذا السلوك تجاوز عنه الأردنيون منذ أدركوا أن في العبدلي 'أيتام' يعتاشون على 'صدر' الحكومة؛ لقاء أدوار تطلب منهم بالقطعة.
تخيلوا بمجرد اقتراب المجلس من دوره الرقابي كان ذلك صادماً للناس، ومن قبلهم النخب والسياسيون الذين اعتادوا على أدوار مختلفة، أبعد ما تكون عن نبض الشارع ورغباته، بل إنها شكلت على الدوام 'رفاساً' ودرعاً واقيا لظهر حكومات متعاقبة، نجحت في 'إخصاء' المجالس وإجلاسها في حضنها.
وفق هذا الفهم، فإن 'ديناميكية' العمل البرلماني ومرتكزاته بقيت قاصرة عن العمل إلا بعد أن يجري شحنها إما بـ'إبريز' الحكومة أو بـ'أباريز' رسمية أخرى مقابل أدوار جديدة، وبتالي فإن تفسير ما حدث أمس لا يخرج عن مسار من اثنين.
إما أن يكون المجلس قرر أن يستعيد دوره الرقابي والتشريعي في دورته الأولى، وهو الخيار المستبعد، بالنظر إلى آداء المجلس منذ انعقاده وحتى اليوم، أو أن 'حكومات الظل' رمت بالون اختبار في الشارع، قبل أن تحزم أمرها، وتقلب الطاولة على قلب الحكومة بعد أن تنتهي من سحب البساط من تحت أقدامها شيئا فشيئاً، من دون أن يتبع ذلك تغيير على قواعد اللعبة.
'قواعد' فهمها الناس وحفظوها عن ظهر قلب، لكنهم ارتاحوا أمس وهم يرون البرلمان يجدّف عكس التيار، في تأكيد على عطش شعبي لرؤية مؤسسته مهابة وصاحبة شكيمة.
ليس الشارع وحده من عبّر عن ارتياحه من 'انعطافة عاطف'، بل إن نواباً رأوا في سلوك زميلهم 'صحوة ضمير' في مكانها، لكنها تبنئ عن 'مطبات' كثيرة، سيجدون أنفسهم مضطرين لعبورها بسلام.
إفراط البعض بتعويلهم على دور مجلس النواب، وأنهم دخلوا مرحلة جدية، يواجه بقناعة راسخة لدى الكتلة الاكبر بين الناس بأن ما يحدث لن يخرج عن إطار دور مرسوم بعناية وبهدوء، وأن ابتعاد المجلس عن أدواره النمطية منوط بامتلاكه خطة عمل بديلة، خطة تقدم رؤية برلمانية للملفات؛ الاقتصادية، والسياسية، والتنموية، وهو ما يفتقره المجلس الذي ظهر خلال مناقشات الموازنة بأدوات هزيلة وشعبية ومكشوفة.
على أية حال، لنبتعد عن المشاعر قليلاً، ونتجاوز ليلة الأمس؛ للتفكير باليوم وغداً بعقل بارد. ماذا بوسع مجلس اعتاد اعضاؤه العيش على صدر الحكومة أن يعمل؟.
بعيداً عن أنياب الطراونة، وبعيداً عن كل الكولسات في صالونات عمان السياسية، يبدو واضحاً أن خيطا رفيعاً بدأ ينظم المشهد السياسي برمته، فقرر صاحبه بين ليلة وضحاها أن 'يرد الصاع صاعين' لرئيس الديوان السابق، باسم عوض الله باعتباره حجر 'الدومينو' الذي طالما أتقفن لعبة العبث بعش الدبابير.

نيسان ـ نشر في 2016-12-14 الساعة 19:50

الكلمات الأكثر بحثاً