اتصل بنا
 

قرارات يومية

نيسان ـ نشر في 2016-12-15 الساعة 04:41

دورة تدريبية.. تتطلب قوة شخصية وإصرار وتفاؤل لتحقيقها.
نيسان ـ

نقرر.. وللكثير منا قراراته الحاسمة التي تبدو لمن يرصدها وكأن لا جدل فيها ولا مناص.. بيد أن الحقيقة التي يتغاضى عنها الكثيرون أو أنها لا تثير انتباههم أن قلة من البشر فقط هم القادرون فعلا على تنفيذ ما قرروا مع سبق الإصرار.

ففلسفة القرارات تضمر ضمنا تحديا للنفس والظرف.. لأن الإنسان بطبعه كائن مستقر ضعيف إزاء التغيير.. وهي صفة تنمو وتتفاقم بتقدم السن.. مهما بدا حبه للمغامرة طاغيا أو ملفتا.. ولذا يشكل القرار في جوهره تحديا من لحظة اتخاذه إلى لحظة تنفيذه والإصرار عليه.. فهو مهما بدا صغيرا متعلقا بالتفاصيل اليومية الدقيقة أو حاسما قد يصل إلى مصاف القرارات المصيرية التي تعني الوقوف على محك الحياة والموت.. إنما هو سير بعكس تيار المعتاد واليومي.. ونحن كبشر أسرى عاداتنا التي اخترناها أو فرضت علينا بفعل البيئة والتربية والمحيط..

وفكرة القرار هي تمرد أو رفض أو رغبة حقيقية في التغيير.. وقد ناقشنا في مقال سابق فكرة التغيير التي قد تربك الكثيرين دون معرفة حقيقية لأسبابها.. وأوضحنا أن الخوف من المجهول والجهل به هما أهم عائقين يقفان دون تحقيق الهدف في التغيير او المبادرة في اتخاذ القرارات أيّا ما كانت..

ولسنا هنا بصدد مناقشة القرارات المصيرية للشعوب والدول.. مثل اتخاذ قرار الحرب أو وقف إطلاق النار أو زيادة الأسعار أو تشريع القوانين أو أو.. إلخ.. وطالما أن موضوع القرارات واتخاذها وتنفيذها هو أمر نسبي يحتمل الكثير من الجدل والنقاشات التي تملأ صفحات لا تنتهي من الكتب.. فإن ما يهمنا هنا هو موضوع القرارات الشخصية التي تتعلق بيومياتنا وعاداتنا الاجتماعية والغذائية والبدنية وسواها من الأمور الشخصية..

وبحسب علماء النفس والاجتماع فإن قوة الشخصية تعتمد من جملة ما تعتمد عليه في أساسها على دعامتين أوّليتين هما الثقة بالنفس والتفاؤل.. وكلتا الصفتين تدعمان فكرة القرارات الشخصية والقدرة على تنفيذها وعدم التراجع عنها..

فقرارات مثل: الإقلاع عن التدخين.. أو ممارسة الرياضة اليومية.. أو التخلص من الوزن الزائد.. أو التحول إلى نظام غذائي صحي.. أو الانخراط في دراسة موضوع ما أو التسجيل في دورة تطويرية ما.. أو التقليل من اللقاءات الاجتماعية والتفرغ للقراءة أو الإبداع.. أو تخصيص الوقت الكافي للاهتمام بالعائلة.. حتى قرارات مثل الارتباط والانفصال والإنجاب والبحث عن عمل أو تغيير الوظيفة ومحل السكن.. كل ذلك قد يبدأ بفكرة.. أو انزعاج من شيء أو قناعة مفاجئة أو ملل.. أو إحساس باللاجدوى أو التعب.. لكن القرار يبقى قيد البال إلا إذا تمّ اتخاذه بصدق ونية حقيقية.. ولا يكون حقيقيا وحاسما إلا لحظة البدء بتنفيذه.. والأهم من كل ذلك هو الإحساس بمسؤولية القرار والإصرار عليه والمثابرة في تنفيذه.. حتى إذا ساورنا الشك بشأن صحته أو جدواه إنما نكون قد نلنا شرف المحاولة ومررنا بالتجربة ناجحة كانت أو فاشلة.. وتعلمنا معنى الإيجابية والسلبية في اتخاذ القرار..

وذلك يحتاج بلا شك أن يكون المرء عنيدا بما يكفي ليحقق ما يشاء.. فيصل في النهاية إلى غايته المنشودة.. وأيّا ما كانت النتائج فإنها ستغني الداخل وتساعد على تحقيق الذات وإثراء الثقة بالنفس وقوة الإرادة.

صباحكم قرارات جميلة..

نيسان ـ نشر في 2016-12-15 الساعة 04:41


رأي: ريم قيس كبّة

الكلمات الأكثر بحثاً