اتصل بنا
 

الأردنيون في مواجهة الإرهاب.. حالة خاصة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2016-12-21 الساعة 02:13

نيسان ـ

عاش الاْردن خلال الأيام الماضية ساعات صعبة في مواجهة مع مجموعة إرهابية كانت تقيم في شقة سكنية في بلدة القطرانة في جنوب الاْردن، قبل أن تنتقل هذه المجموعة إلى مدينة الكرك وتقوم بمهاجمة دورية للأمن العام ومركزا أمنيا ثم تتحصن في قلعة الكرك التاريخية قبل أن يتم القضاء على هذه المجموعة الإرهابية.
تعرض الاْردن، الدولة التي تقف موقف حازما في الحرب على التطرّف والإرهاب، للاستهداف من قبل تنظيم القاعدة ومن ثم عصابة داعش الإرهابية. وخلال هذا العام كانت هناك عدة عمليات استهداف إرهابية في الاْردن.

وربما يكون هذا الرقم ثمنا رمزيا لوجود الاْردن في منطقه متخمة بالفوضى الأمنية والسياسية والتطرف وتحديدا في دول الجوار مثل سوريا والعراق.

عملية الكرك الإرهابية ورغم مرارتها على الأردنيين الذين قدموا عددا من الشهداء من رجال الأمن والمدنيين إلا أن ثناياها حملت درسا أردنيا كبيرا وهاما قدمه المواطن الأردني في مساندة الدولة في مواجهة الاٍرهاب.

شاهد كل المتابعين لساعات العملية الإرهابية الحالة الشعبية الأردنية، وتحديدا من أبناء مدينه الكرك الذين تداعوا من القرى المحيطة وكانوا بالعشرات والمئات يريدون الهجوم على الإرهابيين في مكان تحصنهم، ولعل رجال الأمن الأردنيين بذلوا جهودا كبيرة في حماية الناس ومنعهم من الاقتراب من المكان.

التدافع الإيجابي والحماس الشعبي الكبير من أبناء الكرك ضد الإرهابيين شكّل تجربة أردنية خاصة في التعامل مع قضية المحاصرات الاجتماعية للإرهاب التي تتوفر في دول أخرى.

ورغم أن معظم أعضاء المجموعة الإرهابية أردنيون إلا أن الناس تعاملت معهم باعتبارهم حالة إرهابية، وأن القضاء عليهم واجب المواطن إلى جانب رجال الأمن، وربما تكون من العمليات الفريدة التي يكون فيها المواطن مندفعا بشجاعة وغيرة تتجاوز حتى قواعد السلامة في مواجهة إرهابيين.

والحكاية الأردنية الخاصة كانت أيضا بالوعي الشعبي من سكان المنطقة التي كان يقيم بها الإرهابيون والذين قاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية عندما لاحظوا سماع صوت غريب ودخان من هذه الشقة السكنية.

وهذا الذي أفسد على الإرهابيين عملهم وتخطيطهم الذي كانوا يعملون من أجله والذي كان تخطيطا للقيام بعمليات إرهابية كبيرة وهذا ما كان واضحا من طبيعة المواد والأسلحة التي تم ضبطها في الشقة السكنية.

في الاْردن هنالك حالة شعبية جميلة رغم مرارة فقدان الشهداء، فالناس تتعامل مع الشهادة بالمفهوم الرفيع للشهادة وأنها دفاع عن كل بيت.

والناس لديها حالة رافضة للتطرف والفوضى السياسية والأمنية تمارسها بشكل عفوي وفطري صادق، ولعل تلك هي الغاية التي تسعى كل عمليات التوعية للوصول إليها .

عندما يكون الناس هم الحصن وخط الدفاع الأول عن أمنهم وحقهم في الحياه الطبيعية فإن مهمة الاٍرهاب تكون صعبة جدا، بل مستحيلة.

وحتى لو نجح الاٍرهاب في إيقاع بعض الخسارة في أي ساحة فإنه يفشل في أن يجد له وطنا في جغرافيا يقف أهلها إلى جانب رجال الأمن في الدفاع عن أرضهم.

نيسان ـ نشر في 2016-12-21 الساعة 02:13

الكلمات الأكثر بحثاً