أهكذا يرتقي الوطن؟
نيسان ـ نشر في 2016-12-25 الساعة 21:27
يبدو أننا منذ بداية هذا العام (2016)، بدأنا نعتاد حياة جديدة في هذا الوطن، وأضحت بكل ما فيها من قتل، وسلب، ونهب، وضيق، وقلق، وإرهاق، نوعا من المقر المزعج الذي روضنا أنفسنا على الاستقرار فيه، دون أن تدرك الغالبية العظمى من الناس أن الخيبات والانتكاسات تتغلغل في حياتنا يوما بعد يوم .
عام 2016 لم يكن بشير خير على الأردنيين، ابتداء من الغضب العارم والمسيرات الحاشدة التي عمت ذيبان، ومأدبا، ومليح، أثر سياسة القمع والترهيب وغياب لغة الحوار في قضية المعطلين عن العمل، ومرورا بحادثة الاعتداء على صناديق الاقتراع في البادية الوسطى في انتخابات مجلس النواب، دون إن يحرك الرسمي ساكنا حيال ذلك، مما يعد إجحافا بإرادة الشعب .
كما أن المصير الدامي الذي أودى بحياة واحد وعشرين فردا من أفراد الأجهزة الأمنية في حوادث إرهابية متفرقة وقعت في إربد، ومخيم البقعة، والرقبان، والكرك، على امتداد هذا العام، أثارت غصة قاسية في نفوس الأردنيين الذين أدركوا في أعماقهم أن الأمر أبعد من أن يكون عابرا إذا لم تحسن حكومتنا التعامل مستقبلا مع هذا الواقع المرير.
ما زلت في معترك الحديث عن عام 2016 الذي أصبح نذير شؤم عند أغلب الناس للأيام القادمة التي لا يعلم مداها إلا الله - سبحانه.
العدالة ليست كلمة فجة، فقد تعرض الكاتب الأردني ناهض حتر للقتل أمام قصر العدل الذي ينشد فيه الناس العدالة الاجتماعية والمساواة، والجامعات ليست ساحة للوغى حتى يستبيحها ثلة من المستهترين، ممن يظنونها امتداد لملكياتهم الخاصة، والعراك الأخير الذي وقع في باحات الجامعة الأردنية ينم عن مدى الانحطاط الفكري لأولئك الشباب الذين نالوا عقابهم؛ لأنه الوسيلة الأجدى لدرء هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا .
وفي حديثي عن مخرجات التعليم، ثارت ضجة عارمة هذا العام ضد تعديل المناهج الدراسية، والسؤال الذي يطرح، هل يستحق الأمر كل هذا الانفعال ؟ أجزم أن دور الأسرة (آباء وأمهات ): هو الذي يشكل شخصية ووعي الطالب، وفكرهة إن المنهاج قد ينمي أو يهدم أجيالنا مبالغة .
لقد صار جليا، حقيقة لا مراء فيها، أن الوطن يحتاج إلى انتفاضة كبرى يتعاضد فيها أناس مخلصين صادقين، محبين للوطن، فإلى كل أولئك الذين كتبوا لمدينتهم ولبلادهم صفحة رائعة من صفحات المجد والخلود ألف تحية وسلام .


