أمة عاقلها أبكم
نيسان ـ نشر في 2015-05-31 الساعة 20:31
العرب ابتلاؤهم في راسمي سياساتهم. أدمنوا الركود وأدمنوا الكسل، وأدمنوا تكديس الأرصدة في بنوك أعدائهم .
العرب سر ضعفهم مزروع في الصف الأول للأمة ، تعلموا المخطوء وصار نهجا، تعلموا أن الفرقة بقاء للكراسي، وان التجزئة خلود لنعيم السلطة، ونسوا كلام الفاروق : " إن أشقى الولاة من شقيت به رعيته ".
حتى الأمة أدمنت التعايش مع الابتلاء، فغدت لا تكره الظلم إلا في أحلامها، وتفرش له السجاد الأحمر في صحيانها .
حتى الفساد الفته العين ولم تعد تنكره الجوارح، وأضحى رواده أبطال هذا العصر، يقول سياسي حكيم :" بدلا من إعطاء السياسي مفاتيح المدينة، قد يكون من الأفضل تغيير الأقفال ".
يقول جبران :" ويل لامة عاقلها أبكم، وقويها أعمى ، ومحتالها ثرثار ".
أوطان تنخرها الإقليمية وتغذيها الشحناء، وكل قبيلة تدافع عن لصوصها ، يقول حكيم :" ويل لأمة كل قبيلة فيها امة ".
رجال ركنوا للجلوس على الكراسي، شبوا على الخطأ، ووضعوا خطوط الامة العريضة على اساسه، فحين تكون البذار فاسدة، يكون الحصاد رمادا، يقول نابليون بونابرت :" فن الحكم ألّا تدع الرجال يهرمون في مواقعهم".
تستند حكوماتنا العمياء في استفتاءاتها السنوية الى إعلام أثقلت أقلامه المغلفات الدسمة، فتكون المخرجات أوراقا تنضح بالأكاذيب والتضليل .
نلتمس الخلاص من الله عز وجل ، بأن يمن على أمة العرب برجال يولدون تحت الضوء لا يخشون وهجه ولا يحرقهم بريقه .