اتصل بنا
 

الزرقان: (جمعية الإخوان) أسرع جمعية تحصل على ترخيص بالاردن

نيسان ـ نشر في 2015-06-01 الساعة 10:07

x
نيسان ـ

عكست ندوة نظمها حزب جبهة العمل الإسلامي أول من أمس، حول الأوضاع الراهنة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين، عقب ترخيص جمعية جديدة تحمل الاسم ذاته، تمسك قيادة الجماعة، بالــ "الإرث التاريخي"و بث رسالة اطمئنان حول مستقبلها السياسي، انطلاقا من الإيمان "بالبعد الإلهي"، الحامي للفكر الإسلامي، الذي "تحمله الجماعة".


، وبينت الندوة التي شارك بها عضو المكتب التنفيذي للجماعة أحمد الزرقان، وأمين السر السابق للإخوان خالد حسنين، إضافة إلى الخبير في شؤون الحركات الإسلامية حسن أبو هنية، تباينا في قراءات المشهد السياسي للجماعة، وفيما رأى أبو هنية ان الجماعة تمر بـ"منعطف هو الأخطر منذ تأسيسها"، لوجود صراع هوياتي أفرز الجمعية الجديدة، جاءت رؤى حسنين أقرب إلى التشخيص الواقعي القابل للحل، ولكن بشروط.
في أثناء ذلك، اعتبر الزرقان أن ما تمر به الجماعة هو "استراتيجية لإضعاف الجماعة"، لن تصل إلى حد "كسر العظم" مع الدولة، وقال "إن الجماعة مرت بمنعطفات أكثر خطورة، كان من بينها حلها العام 1954 في مصر، إلا أنها عادت بقوة بعد أن أتيح لها المشاركة في السلطة".
كما رأى الزرقان، في الندوة التي قدمها رئيس فرع تلاع العلي غيث القضاة بأن استراتيجية الدولة في التعامل مع الإخوان لم تصل إلى "حل الإخوان"، لأن هذا الخيار "له عقبات كبيرة على البلاد".
وحول اتهام وجه له بقيادة تنظيم سري داخل الجماعة، قال الزرقان "استراتيجيات الجماعة وخطتها المستقبلية.. هذا كلام كبير، ومن يسأل عن التنظيم السري.. نعم هناك تنظيم سري، أدى إلى إيجاد (جمعية) اسمها جمعية جماعة الإخوان المسلمين، الذي كان يمثله خليل عسكر، أما أن يكون أحمد الزرقان يقود التنظيم السري، فهذا كلام غير معقول.. لماذا سأكون في تنظيم سري، وانا في قيادة الجماعة".
وأضاف: "أريد أن اطمئن الإخوان.. هناك "بعد إلهي" يا إخوان، ليس كل شيء مادي ومصلحي وبراغماتي، الإسلام سيسود والمستقبل هو الإسلام، ومن يعمل للإسلام هو السائد.."، مشيرا إلى أن من يمثل هذا التوجه بحق "هم جماعة الإخوان المسلمين" على حد قوله.
وأشار الزرقان إلى أن الجماعة سبق وان قدمت خطة اقتصادية شاملة للحكومة الحالية، وذلك ردا على تساؤل عن خططها الأخرى للمستقبل، وقال "اسألوا الحكومة عن خطتها الاقتصادية، والإخوان من خلال حزب جبهة العمل الإسلامي أعدوا مشروعا اقتصاديا للحكومة، كلف أكثر من 25 ألف دينار، وقيل إنه أنضج مشروع قدم للحكومة، أما ما هي الخطط لدينا، عندما أستلم أقول لك ما هي الخطط".
وهاجم الزرقان ترخيص الجهات الرسمية لجمعية الاخوان، التي يترأسها عبد المجيد الذنيبات "بتلك السرعة"، قائلا إنه "الترخيص الأسرع في تاريخ الأردن لجمعية"، وحمل بشدة على من قاموا بطلب الترخيص، وقال "اتخذت الجماعة موقفها المؤسسي التنظيمي بالرد عليهم وأنها فشلت فشلا ذريعا".
وقال: "الترخيص وراءه ما وراءه من سياسات، والجمعية فشلت في الاخلال بتماسك الجماعة، فكريا وتنظيميا، وفي الالتفاف حول الشرعية، وهي مولود معاق.. الجمعية بهذه الصورة المختلة والإخراج الباهت لن يكتب لها الحياة".
وأوضح "ثمة بحث عن حلول رسمية لحفظ ماء وجه جمعية الجماعة، أو استيعابها ضمن الجماعة"، بحسب تعبيره، معتبرا أيضا أن ما يجري في الإقليم يصب في مصلحة الجماعة، قائلا إن ظروف البلاد والإقليم "لا تسمح بإيجاد خلل في الأمن المجتمعي".
من جانبه، أكد حسنين وجود أزمة تمر بها الجماعة، استطاعت جهات رسمية استثمارها، فيما اعتبر أن الخلاف الناجم عن إيجاد "جمعية الذنيبات" ليست المعضلة الرئيسية، إلا راى انه "تم استثماره".
واعتبر حسنين، الناشط أيضا في فريق ما عرف بحكماء الجماعة، أن الأزمة، التي تمر بالإخوان، هي "الأسوأ"، وأن الجمعية كانت الأداة بيد الجهات الرسمية، وأن تلك الجهات لا تريد لقوى مؤثرة أن تتصدر المشهد السياسي، في ظل استمرار ترك ملفات سياسية هامة مفتوحة، في مقدمتها القضية الفلسطينية وقضايا القدس واللاجئين والعودة.
وقال إن النظام الأساسي، الذي بنيت عليه الجماعة، "لايوجد قانون استطاع استيعابه"، وأن تأجيل إثارة الوضع القانوني للجماعة، جاء بحكم التطورات الاقليمية، بما في ذلك تغيير الإخوان في مصر.
ورجح حسنين أن الفترة المقبلة ستشهد رفع دعاوى قضائية و"استيلاء على مقرات الإخوان"، مشيرا إلى أن الجماعة قد تحتاج إلى إيجاد تفاهم جديد مع الدولة، عبر الاعتراف بوجود مشكلة قانونية، وإيجاد حل من خلال الجماعة، وليس من خلال أناس لايمثلون "الجسم التنظيمي للجماعة"، بحسبه.
وقال: "ليس لدي مشكلة مع الذنيبات و(ارحيل) الغرايبة، لكنهم لا يمثلون جسم الجماعة التنظيمي، ولابد من إيجاد حل يكون من خلال الجماعة، وإيجاد معادلة جديدة.. الجماعة لن تنته، والمشكلة ليست في اللافتة، بل مع الجسم التنظيمي القائم على شروط معينة".
ورأى حسنين ان المشكلة "هي في الطبقة القيادية في الجماعة"، وأن تحجيم الجماعة مرده إلى أن الجماعة تحاول إعادة الاعتبار للشعب، على غرار ما جرى في الربيع العربي، عندما بدأت الشعوب تأخذ دورها.
لكن حسنين رأى أن بقاء الأزمة لدى الإخوان في الحالة الراهنة "جزء من استراتيجية".
أما الباحث أبو هنية، فوجه نقده الواضح لجماعة الإخوان، التي ترفض الاعتراف بوجود أزمة قانونية تمر بها، قائلا "إن هناك خلطا كبيرا بين النظري والعملي في فكر الإخوان". واعتبر ان هناك تصورا خاطئا في التوفيق بين الجانب العملي البراغماتي والجانب النظري في فكر الإخوان، و"أن الإخوان في حالة نكران" للأزمة.
وقال: "الإخوان لديهم مشكلة حقيقية، ذات طبيعة بنيوية، وهي جزء من أزمة الدولة الوطنية.."، فيما أشار إلى أن هناك حالة "تصلب أيدولوجي من جهة، وجمود تنظيمي من جهة أخرى".
ورأى أبو هنية أن الاخوان، خاصة في مصر، أخطأوا في المراوحة بين هاتين الحالتين، عندما لم تمض الجماعة في مسارها الثوري، بالقضاء على النظام السلطوي، ولم تحافظ على النهج الاصلاحي، بالحفاظ على التعددية، عند الوصول إلى السلطة.
وشدد على أن الجهات الرسمية لن تستعين بجماعة الإخوان لمواجهة "داعش"، لاعتبارات كثيرة، في مقدمتها أن مفهوم الاستقرار في العالم قد تبدل، خاصة أن انخراط الدولة الأردنية وفلسطين في عملية السلام، أربك الإخوان، وأن ملف القضية الفلسطينية لم يعد يستحوذ على الأجندة الأردنية.
كما رأى هنية أن اخطر ما تمر به جماعة الإخوان هو ما أسماه "الصراع الهوياتي"، بين شرق وغرب أردنيين، فيما أشار إلى أن هناك غيابا للأفكار الخلاقة، لدى قياة الجماعة الحالية، واصفا إياها بـ"المنتج للمواقف وليس المنتج للأفكار".
واعتبر ان الخيار الذي لجأ إليه الأردن في التعامل مع الاخوان هو "خيار ذكي، لم يعتمد خيار الاستئصال".
وقال: "الدولة لم تكن تناهض وطنية الإخوان. وظهر الإطار الهوياتي الان، وحصل خلل كبير في بنية العالم، ودخلنا في العولمة... أزمة الدولة الوطنية أن لديها مشكلة مع مفهوم المواطنة، والاخوان كذلك، ومن يقول إن الدولة ستعود وتستعين بالاخوان، بسبب وجود "داعش" فهذا كلام خاطئ، لأن التحديات الجديدة، تقول إن مفهوم الاستقرار تغير في العالم".

نيسان ـ نشر في 2015-06-01 الساعة 10:07

الكلمات الأكثر بحثاً