صـراخ " فـادي القـنـبـر" لا يسمعه الساقـطـون ..!!
عادل أبو هاشم
كاتب فلسطيني يقيم في الرياض
نيسان ـ نشر في 2017-01-09 الساعة 18:33
من خلال أصحاب التمنيات والنوايا الحسنة وصلواتهم وأحلامهم وظنونهم الذين ظنوا منذ اتفاق أوسلو عام 1993 م بأن ' إسرائيل' ستنسحب من الأراضي العربية المحتلة ، وتـناسوا أن الطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة .!
ومن خلال الذين راهنوا على قرارات هيئة الأمم المتحدة و مجلس الأمن والشرعية الدولية في إنهاء الإحتلال البغيض لأرضنا .!
ومن خلال الذين ساوموا وتراجعوا ولهثوا وتهافتوا وراء الحلول ، وعاشوا الأحلام الوردية بالإستقرار والخلاص .!
ومن خلال الذين يعتقدون بضرورة الخنوع والإستسلام لإرادة المحتل من أصحاب شعار ' التنسيق الأمني المقدس ' لتحقيق حياة أفضل لشعبنا .!
من خلال تمنيات وأحلام وتنازلات ومنطق أولئك وهؤلاء من أبناء جلدتنا انطلق المجاهد البطل فـادي أحمد حمدان القـنـبر بشاحنته في مدينة القدس ليدوس على جماجم قتلة أطفالنا و نساءنا و شبابنا و شيوخنا صارخا في سماء المدينة المقدسة بنداء ' الله أكبر ' ويقتل أربعة جنود إسرائيليين ، ويصيب ما لا يقل عن 15 آخرين ، و يهرب جنود العدو من أمامه كالجرذان المذعورة .!.
و رغم ادراك فـادي إن صراخ الشرفاء لا يسمعه الأعداء والساقطون و المتساقطون إلا أنه رفع صوته عالياً ليثبت للأعداء بأن جميع قوانينهم العنصرية بمنع الأذان لن تستطيع أن تمنع مجاهداً ينادي الله أكبر ... الله أكبر ... حيً على الجهاد .!
ولن يستطيع هذا العدو أن ينجو من لعنة الدماء التي يسفكها ، وسيكتشف وهو يولغ في سفك هذه الدماء ، أنه كالقط الأجرب الذي يلحس مبرد الحديد ، وأنه يغرق في دمائه . !
لقد اختار ' أسد جبل المكبر ' المجاهد البطل فـادي القـنـبر بين التساقط .. أو السقوط شهيدًا ..!!
وقد اختار ..!!
عندما اختار المجاهد فـادي القـنـبر طريق الجهاد ضد عدو مغتصب دنس الأرض وأنتهك الحرمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في حملات قتل منظمة ، فقد اختار طريق الشهادة ..!
ولأننا أمة من الشهداء ، وشعب الشهداء ، وكل فلسطيني هو مشروع شهيد ..
علينا أن ندرك أن كل الشعب الفلسطيني مطلوب للقتل عند الإسرائيليين ..!!
على الجميع أن يفهم أنه مطلوب للعدو..!!
أطفالنا .. نساءنا .. شبابنا .. شيوخنا .. قادتنا ..!!
حتى الهواء الفلسطيني مطلوب لعصابات القتلة ..!!
لقد أثبت الشهيد المجاهد ' فـادي القـنـبـر' بدمائه الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال ، وأن الشعب الذي يزرع أرضه بالتضحية لا بد وأن يحصد النصر .
لقد أدرك ' أسد جبل المكبر ' بأن دمائه الزكية التي سالت على أرض فلسطين ستضيف خطوات واثقة على الدرب السائر في اتجاه العزة والكرامة والإباء .. الدرب الوحيد إلى فلسطين .. درب الشهادة والتضحية والفداء .
شهيدنا المجاهد ' فـادي القـنـبـر' :
لقد عرفت مبكراً أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة واحدة وهي لغة القتل فخاطبته باللغة التي يفهمها ، وبالأسلوب نفسه الذي ابتدعه وأدخله إلى المنطقة ، وأثبت للعدو أن هذا الأسلوب ليس حكرا عليه فقط .!
شهبدنا البطل يا أسد جبل المكبر :
لقد أعدت لنا بعملك البطولي سيرة أبطال شهداء و أسرى ' إنتفاضة السكاكين ' مصباح أبو صبيح و مهند الحلبي و بهاء عليان و علاء أبو جمل و إياد العواودة و أحمد الخروبي و مهند العقبي و فادي علون و أحمد كميل و ثائر أبو غزالة و محمود غنيمات و نشأت ملحم و قاسم سباعنة و محمود نزال و احمد أبو الرب و إيهاب حنني و خـالد ومحـمـد مخـامرة ومئات من الشهداء و الشهيدات والأ سرى .!
لقد كشفت دماء شهيدنا المجاهد ' فـادي القـنـبـر' ــ ومن قبله دماء محمد أبو خضير ويوسف الرموني وشهداء عمليات الدهس والقتل للصهاينة في مدينة القدس الأبطال غسان و عدي أبو جمل وعبد الرحمن الشلودي و معتز حجازي و إبراهيم العكاري و محمد الجعابيص و حسام دويات وغسان أبو طير ــ كشفت الشرعية الدولية العوراء التي لا ترى إلا بعين واحدة لصالح العدو الصهيوني ..!
و أن دماء الشهداء التي سالت ولا تزال على ثرى فلسطين الطاهر يوميـًا لهي دليل و اضح على مدى العجز العربي والإسلامي ، وعلى الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني من ذوي القربى ، والإنحياز الصارخ للدول ــ التي تتشدق يوميـًا بحقوق الانسان والحيوان ــ مع العدوان والطغيان ضد الفلسطينيين ..!
و إن هؤلاء الأبطال ليسوا كارهين للحياة ، ولكنهم كارهون للظلم.!
وليسوا راغبين في القتل ، ولكنهم هم القتلى وقد إغتالهم الإجرام والظلم والغطرسة والإضطهاد الإسرائيلي ..!!
هكذا وبكل بساطة فهم المجاهد ' فـادي القـنـبـر' إنتفاضة السكاكين ، وهكذا يفهمها أبناء شعبنا ، وهكذا نفهم حقنا الكامل بالتراب الفلسطيني والعربي ، من خلال الصمود والنَـفـَس الطويل والكفاح المسلح وحرب الشعب التي تجلت بأبهى صورها في عمليات الدهس و الطعن بالسكاكين لتعطي المضمون الحقيقي لمعنى الإنتفاضة ومفهومها الحقيقي .
ومع ذلك يجب علينا الاعتراف بأن التخاذل الذي أبداه البعض من أبناء جلدتنا تجاه أعدائنا الذين يفاخرون بأنهم أصاحب فكرة إغراق قطاع غزة بمياه البحر ، وأن أجهزتهم الأمنية نجحت منذ بداية ' إنتفاضة السكاكين ' في أكتوبر 2015 م في إحباط أكثر من 200 عملية ضدّ الاحتلال ، واعتقال 100ناشط فلسطيني و داهمت عشرات المنازل و صادرت كميات كبيرة من الأسلحة خلال ثلاثة شهور ، وقامت باعتقال المجاهدين و الأسرى الذين أطلق العدو سراحهم هو الذي جعل هذا العدو يتجاسر على محاولاته المتكررة لإلغائنا وابادتنا ..!
نقول لهؤلاء إن عزاؤنا الوحيد أمام كل مظاهر العجز والتخاذل والإستسلام ، وجود هذا الزخم الجهادي في صدور أبناء شعبنا الفلسطيني ، وهذا الكم الهائل من أبطال ' انتفاضة السكاكين ' قافلة بعد قافلة ، وجيلا بعد جيل الذين يوجهون بنادقهم وسكاكينهم دومـًا صوب العدو الصهيوني .
هذه البنادق و السكاكين التي لن تسقط من أيديهم إلا على أشلائهم وجثثهم ...
هذه البنادق و السكاكين التي من حقها وحدها أن تقود وأن تنظر وأن تخطط وأن تناضل للنصر ، دون أن تلتفت للمعادلات والتسويات والتراجعات .. ومن غير أن تأذن لأحد ، أو تسمح لطامح أو ضعيف أو متخاذل في القضاء على الحلم الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .