اتصل بنا
 

احذروا الجياع

كاتب اردني

نيسان ـ نشر في 2017-01-10 الساعة 04:27

نيسان ـ

الاعتراف سيّد الادلة، لست ضليعا بالسياسة و لا اعرف كيف تدار الامور، ولعل هذا يعود لعلاقتي السيئة بالمطبخ، رغم صداقتي الدائمة للاكل ، لكني أمل عند دفعي مبالغ الضريبة وهي كثيرة في بلدننا الحبيب ان اجد ما يسرّني من خدمات ترقى للمتميزة.
أحب ان ادفع لأجد شارعا مرصوفا والاحظ أيضا تلفزيونا وطنيا متقدما محترما يحترم مواطنيه، وأسعى لنوعية طعام وجودة انتاجية عالية ، واطمح لتعليم ذي قيمة يُخرج اجيالا نافعة بعيدة عن مصطلحات التطرف و العنف ، اجد عملية توافقية بين النواب و الشعب ، حتى بشأن المحروقات مقارنة بجيراننا من الدول فهي ذات جودة رخيصة ، فلماذا ادفع؟ وابتسامة لا أجد .
كل الاشياء في بلدي لديها ضريبة او رسوم تحصيل ، و في الغالب تكون متمنناً علي في تقديمك للخدمة في حال قُدمت اساسا ، ولا ننسى ان بحثك العلمي ضعيف للغاية و المشكلة انك تفتخر بإنجاز ابن بلدك و هو في الخارج ، الا تخجل من نفسك ، اسطورة الموظف و الكفاءة الاردنية باتت حلما قديما انزعج حين اتذكره ، زراعتُكَ و انتاجك الحيواني في انحدار ، حتى اعلامك المهترئ اصبحت تؤسس لمافيات اعلامية وانت لا تدرى ، إما رجال اعمال او رفاق ( ديناصورات ) الاردن ، و بقي عسكر الميدان ، الميدان فقط ، هم من يحملون فعليا و حرفيا رخاء و راحة مواطني هذا البلد فوق اكتافهم ، الا تدري بذلك سيّدي المسؤول ، هات سيدي اعطني حق الحوار و خذ مني مواطنة بالروح اسديها .
لماذا نخاف اذا ؟ ممن نخاف اذا ؟ لماذا هذا الجُبن في توجيه تهمة الفساد للفاسد بعينه و نقول له انت فاسد و ابن فاسد ، نريد تطبيق القانون ، نريدك ان توضع في اتعت السجون الى ان ترد عليك عظام من سبقوك ، و اعيدوا للبلد نقوده و ممتلكاته التي اغتصبت في وضح النهار، ممتلكات هذا الوطن المحتكر لعائلة فلان لو لفلان ، بعتوا تراب هالوطن و خليتوها مثل لوح الزجاج تعكس الكذب فقط.
اه يا وطن ، والان قد استقبلت ضيوف بلادك ، مكسورين جار عليهم الزمن ، استغللت وجودهم و دعم المنظمات الدولية لك و حين انتهيت من النهب ، اصبحوا مشكلة حقيقة تواجه الاردن ، صحيح ، اذكر انني كنت اعيش هنا قبل عام 2011 ، حتى حينما حاول البعض في خضم الاحداث الارهابية الاخيرة رمي اللوم على اللاجئين كان الاردني اوعى من ذلك، من الذي يُشرع في هذا الوطن ؟ سؤال صعب الاجابة عليه ، من المستحيل ان يحمل صفات ابن العشيرة او الوطنية او الاردنية ، قلما تجد من فيه هذه الصفات النبيلة
حكومتنا الرشيدة ، ارجوكِ لا تتوقعي من اي شخص ان يحترمك او ان يثق بك ، ممكن احترمك تحت مباني المؤتمرات و خصوصا تلك المحشية باستراحة غداء ، لان الفقير لن يملك اجرة المواصلات حتى يأتي و يحضُر بعض من الرويبضة تتحكم في امور هذا الشعب ، و لن يملك انترنت حتى يرى ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي ، هو يشعر و انتم لا تشعرون هو يرى و انتم لا ترون هو يعلم و انتم لا تعلمون هو الخط الاول لنتيجة فسادكم و سرقاتكم .
تذكير بأهم الانباء المنسية ، الاراضي التي بيعت ، المشاريع التي بيعت على الورق ، فضائح الصفقات التي لا أحد يعلم عنها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ، مشروع الطاقة النووية و البديلة والابار الارتوازية و الفوسفات و البوتاس و الصخر الزيتي و رصف الطرق و عطاءات تُعرض و تراها بنفس الصحيفة لأكثر من مرة ، لا من رقيب او حسيب ، لماذا ، الكل قد استلم المغلف .
عزيزي المواطن المهموم ، ابن القرية و ابن اللواء و ابن المحافظة المنسية لن يتذكرك أحد و لن يعرف عنك أحد و لن يرعاك أحد و لن يلتفت اليك أحد ، أعلم انك بارع في النجارة و الحدادة و الميكانيك و الرسم و الغناء و رياضي ماهر و مبدع في دراستك و ذكي فطين لكن بإختصار ( اعرفلك واسطة بعمان بتمشي امورك )
بناء النهضة الحضارية للشعوب تأتي من ثقتك بالشعب و بالمواطن ، لا بالمؤتمرات و المبادرات التي تنتهي نتائجها بتوزيع شاحن هاتف محمول ، اذهب و انزل الى الشارع و تحدث معهم بصوت مسموع ، بإنصات ، و ستسمع همهمة الحزين المكسور ، الاردني الذي لم ينكسر من الحروب و الارهاب ، انكسر من الجوع و الغلاء .

نيسان ـ نشر في 2017-01-10 الساعة 04:27

الكلمات الأكثر بحثاً