الوحش الليبرالي ينفرد بالرابع
نيسان ـ نشر في 2017-01-15 الساعة 23:09
مفاجآت عديدة حملها التعديل الأخير على حكومة الدكتور هاني الملقي، سواء لجهة أسماء الداخلين إلى البيت الحكومي وطبيعة الوزرات التي سيتحملون مسؤوليتها أم لجهة التيار الليبرالي الذي يواصل تحكمه في مفاصل الدولة الأردنية بهدوء.
أن يخرج الوزراء الثلاثة؛ سلامة حماد، ومحمد الذنيبات، وناصر جودة؛ ليدخل حديثة الخريشا، وأيمن الصفدي وعمر الرزاز فإن الرسالة تصبح أكثر من واضحة، والتي تقول إن الرابع بات مرتعاً لوحوش الليبراليين، بعد أن تخلصوا من كبار البيروقراطيين.
طوال الفترة الماضية كانت 'الحرب الباردة' قائمة بين الليبراليين والمحافظين رغم ما أشيع في مناسبات عديدة عن مصالحة 'وطنية' تهدف إلى تعزيز مسيرة الإصلاح في المملكة، لكن الليبراليين التقطوا الفرصة بعد أن هاج الشارع مطالباً برأس سلامة حماد بوصفه مسؤولاً وحيداً عن أحداث الكرك.
كان المزاج العام فرصة ذهبية وقد شكل في الآن ذاته تربة خصبة لإشعال النار برأس المحافظين، وجعلهم يحترقون بعيداً عن الرابع، ليتفرغ فريق 'الديجتال' إلى عرقلة المشروع الإصلاحي، والاكتفاء بلعبة توزيع الكراسي.
منذ دخول الدم الليبرالي إلى عروق الحكومة ظهرت أعراض كثيرة على أجساد الدولة والناس، تبدّت في توالي الأزمات الاقتصادية في البلاد، بعد أن اعتمد الرسمي بشكل كلي على نصائح الليبراليين وأدواتهم التي لم تر غير صندوق النقد الدولي وقروضه ملجأ وملاذاً للدولة.
يدرك الليبراليون أهمية الامتيازات التي جنوها بعد ان نجحوا بإقناع الرسمي مجدداً بفكرة الخصصة وجدواها في تخفيف العبء عن كاهل الحكومة، فقد امتلأت جيوبهم بفعل جملة من الامتيازات النوعية بعد أن أخضعوا القوانين لعمليات جراحية حرمت الخزينة من مليارات الدنانير.
ما زال المشهد رغم احتفالية التعديل غامضا، لجهة ديمومته، والتحدي اليوم ليس في اقناع صانع القرار بالاداء الليبرالي بل في فتح طاقة في الجدار الشعبي، تنفّس الاحتقانات، وتفرز حالة شعبية متماسكة في مواجهة المد الداعشي.
هنا سيكون لصاحب الكاريزما الشعبية، وطبيب العيون، الدكتور ممدوح العبادي دور في اجراء 'عمليات تجميل' لا نريد لها ان تعورنا، فالهدف هو الكحل.