اتصل بنا
 

"سراديب مرة"

نيسان ـ أماني فياض ـ نشر في 2017-01-16 الساعة 04:49

x
نيسان ـ

امرأة باواخر العشرين وشعرها أبيض كثلج الثمانين.
تتكئ على حائط ملوث بتلك الدموع وبقايا دماء حوادث ونزيف وكثير الكثير من الآلام،ممر ضيق يقودني أليها،عيناها تتحدث وجعا عشته، ذقت طعمه قبل ذلك وفي نفس هذا الممر الكئيب المعتم،أعرف جيدا تفاصيل وجه هذه المرأة لطالما لامست هذه التجاعيد الحزينة بيدي،متعبه،تعيش الخواء بصمت.
وفراشة جميلة بتلك الحقيبة الورديه ألتي تشبه خدودها كثيرا تقفز وتداعب لحية والدها ،وتخبره إنها تعبت من الأنتظار.
تشبهني كثيرا.......
وقفت ارتجف خوفا عليها اتكئ بجسدي المتعب بين هذه الدهاليز المقرفة أراقب نفسي في تفاصيل حركاتها الطفولية، عاد بي هذا الموقف إلى عشرين سنة .
عيناي ترفرف بينها وبين والدتها تشبهك يا امي كثيرا .
تبتسم كابتسامتي لك ربما لاتريد أن تقلق قلبك، تمسح تجاعيدك بيديها الصغيرتين ترسم ابتسامة تخبرك لا تقلقي كوني بخير فأنا بخير يا حبيبتي.
اخبروها أن السكر مرتفع جدا في جسدها النحيل وأنها تحتاج لابر لعينة تقبل جسدها صباحا ومساءا .
ربما المرض ليس كبيرا ولكن نظرات وتأملات من حولك تزيده وجعا ،الناس تزيد اوجاعك بمعاقبتك عما ليس بيديك،ربما هم لا يؤمنون باقدار ألله قله إيمانهم تخلل تفكيرهم.
'بابا بابا بابا أنا عطشانة كتير'هكذا اخبرت والدها ركضت جلست عند قدماها اعطيتها ماءا ابتسمت وشربت
فحصت لها والدتها السكر بجهاز اسود كئيب فصرخت ''اااي' نظرت إلينا وصمتت تشبهني كثيرا قوية حتى في قمة تعبها ،نظرت إلى أمها وابتسمت .
ضممتها وتمتمت لها ينتظرك الكثير لا تتالمي من الآن كوني حذره ياطفلتي ،لا تعيقي نفسك بأي وجع لن يشعر به غيرك،ضممتها وقبلتها كثيرا .
ما أسمك ؟أماني هكذا اجابتني .انتفضت بعد معرفتي الإسم وغادرت على عجلة من أمري وتركتها دون أن أنظر خلفي مردده......
أماني أماني أماني ....
كل من تشاركني الإسم تشبهني حتى في الوجع.
أماني فياض

نيسان ـ أماني فياض ـ نشر في 2017-01-16 الساعة 04:49

الكلمات الأكثر بحثاً