اتصل بنا
 

القصة ليست كف عدس وأزمة العلاقة أعمق من كرة قدم

نيسان ـ نشر في 2015-06-02 الساعة 13:37

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

من يعتقد ان جماهير كرة القدم هم الاكثر غضبا اليوم على ما جرى في انتخابات الفيفا، لا بد وأن يكون مخطئا. القصة ليست كف عدس. ولا هي كرة بين الاقدام. بل مصائر ناس. على رأسهم اللاجئون الفلسطينيون، وبالتأكيد المصالح العليا للدولة الاردنية.

أما من ربط ما يجري بما جرى لقاضي القضاة الدكتور احمد هليل في المسجد الأقصى. فهذا خارج السياق تماما. فمن قام بواقعة هليل في الاقصى على خلاف شاسع مع الطرفين الحكومة الاردنية والسلطة معا.

البعض تساءل فيما اذا كان في جانب من الازمة خلافات محمد دحلان القيادي الفتحاوي السابق مع السلطة الفلسطينية. لكن مرة أخرى المسألة اكبر من هذا.

قبل أيام من أزمة انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم بين الأردن والسلطة الفلسطينية أعرب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور عن خشيته أن تتفاجأ الأردن بمفاوضات إسرائيلية فلسطينية سرية تفضي إلى اتفاق "هزيل" على غرار اتفاقية أوسلو.

النسور كان يتحدث للإذاعة الإسرائيلية فقال هناك ضرورة إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية يشمل الملفات كافة مع مراعاة مصالح الأردن العليا.

جاء هذا التصريح على لسان النسور خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت قبل أكثر من أسبوع. المنتدى الذي ظهرت في فعالياته برود في العلاقات الأردنية الفلسطينية، وهو ما دفع المراقبون الى القول إنها لأسباب تتعلق بحصول الأردن على معلومات حول مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تجري يظن الأردن أنها ستكون على حسابه.

قصة الأزمة بين الأردن والسلطة ليست كرة قدم. والثقة الأردنية معدومة بالسلطة الفلسطينية ومفاوضيها الذين اثبتوا كما قال قادة العدو الإسرائيلي بعد مفاوضات اتفاقية أوسلو عام 1993 إنهم كانوا يفاوضون الفلسطينيين وكأنهم يفاوضون أنفسهم، في إشارة الى أن مفاوضي الاحتلال لم يجدوا أية صعوبات تذكر خلال عملية التفاوض.

حينها أعرب الأردن عن انزعاج شديد مما جرى في أوسلو وعبر في ينه مسؤوليه عن صدمة من النتائج. وحينها ايضا سافر الملك الراحل فورا الى دمشق للقاء حافظ الاسد في رسالة فهمت جيدا معناها. بينما فتحت السلطات الاردنية لمؤسسات المجتمع المدني المجال لتتحدث بما تريد عن "أوسلو".

ما يؤكد ذلك اتصال هاتفي من الملك عبدالله الثاني لرئيس السلطة الفلسطينية الذي سمع ما قالت وكالات الأنباء عنه انه عتاب أردني .. لكن لم يأت حول ملف رياضي بل اخطر من ذلك هو معلومات أردنية عن اتفاق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية يشعر صانع القرار في الاردن انه لن يكون لصالح المملكة.

يقع كل ذلك، والحليفان المفترضان "الأردن والسلطة يسيران على ذات الخط السياسي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية المفاوضات، لكن الأردن كدولة أكثر تشددا مما تبدو عليه السلطة.

ومن المعروف أن المملكة مع استئناف عملية تفاوضية بل ويعتبر على رأس المشجعين لاستئنافها، لكنه أيضا يدرك أن التوصل إلى حلول مع الجانب الإسرائيلي بعد تشكيل حكومة نتنياهو الأخيرة، بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً، وهو أحد المأخذ على الحراك السري على ملف المفاوضات.

عمان تريد ببساطة وضع ملف المفاوضات على طاولة الأردن، ليس للإطلاع، للمشاركة، بينما السلطة لا تفعل الأمرين، وهي ليس فقط لا تشارك الأردن بالمفاوضات بل ولا تطلعه عليها بصورة واضحة، وهو ما جعل منسوب الشعور بالخطر بين المسؤولين الأردنيين مرتفعا عبر عنه النسور بوضوح شديد وهو يقول للإذاعة الإسرائيلية: لا نريد كأردنيين أن نفاجأ بمفاوضات إسرائيلية فلسطينية سرية تفضي إلى اتفاق "هزيل" على غرار اتفاقية أوسلو.

في أية حال العلاقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية مرشحة الى مزيد من التصعيد، رغم محاولات السلطة ترطيب الأجواء. لكن الريح عادت واندفعت في الأزمة عندما صوّت رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني جبريل الرجوب لصالح جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي نافسه في انتخابات رئاسة الاتحاد الأمير علي.

وما هو مؤكد أن الأردن لن يسمع عباس انه عاتب على ما جرى في الفيفا.. بل سيظهر له ما هو أوسع من العتب وعبث السلطة يريد أن يمتد الى مصير التسوية .. نعم تسوية .. لكن ليس على طريقة المفاوضين الفلسطينيين.

نيسان ـ نشر في 2015-06-02 الساعة 13:37

الكلمات الأكثر بحثاً