اتصل بنا
 

صنع في الصين ~ ( سِروال بــــِــــدون دِكّــه)

نيسان ـ نشر في 2017-02-12 الساعة 21:58

نيسان ـ


خلال حياتي الطويلة نسبيا كوني من نتاجات أواخر ستينيات القرن الماضي لم يصدف يوما وأن شاهدت صينيا يرتدي دشداشة عربية أو سروالاً (بدكّــه)، ورغم ذلك تصدمني عبارة( صنع في الصين ) كلما توجهت لشراء دشداشة أو سروال.. فلماذا يتكبد الصينيون عناء الاهتمام بصناعة الدشاديش والسراويل رغم انعدام حاجتهم لهما؟! ولماذا يتفننون في ابتكار الأشكال والأنواع حتى لا يفلت منهم أي ذوقٍ حتى لو كان غريباً أو شاذاً!!
لن أستغرب إذا فوجئت بأحد المؤرخين (النعانيع جاهزي التفصيل) ينبري ليجيب تساؤلاتي بأن كلمتي (سروال ودكه) أصلهما صيني وقد تم تعريبهما واستيعابهما في اللغة العربية خلال الفتوحات الصينية للشرق وأن ما يحدث أمر طبيعي على اعتبار أن الصين هي صاحبة الحق الأول بهما.
القهوة المرة أيضا هي امتياز عربي خالص لم تزاحمهم في ملكيته أبداً أية قومية على مر العصور.. ودلّة القهوة العربية المرة تعيدني كلما جالستها أميراً في إحدى المضافات العتيقة التي ما تزال شامخة ابتداء بتبنـة ودير أبي سعيد وبيت يافا والمزار مرورا بذات رأس وأدر وبتير ومؤتـة والموقر وانتهاء بيافا وحيفا وبيسان والناصرة والخليـل.. وكلما لامست شفتاي ما فيها اختلست قطعة من فؤادي وطارت بها إلى مضارب بني هلال وعبس والطائييـن.. وعرجت بقطعة أخرى إلى حلب الشهباء حيث كان الحمدانيــون سادة الكون.. ثم أخذت ما تبقى من فؤادي إلى بني أميّــــة والعبـّاس في دمشق ونينـوى وبغــداد عندما كانت الدنيا وما فيها تحت أقدامنا!
أصحو من أحلامي لتزكم عيني عبارة (صنع في الصين) كإسفين عثماني عتيق وتتسمر نظراتي أعلى وأسفل دلال القهوة المرة المختلفة الأشكال والأحجام المنتشرة في أسواقنا وكلها تحمل نفس العبارة البغيضة (صنــع في الصيــن)!
فنجان القهـــوة المُّرة إرثي الذي لا يمكن أن أتنازل عن ملكيته بكنوز الأرض وهو يهديني شموخ تاريخي الغابر أيام عنترة العبسي وأبو زيد الهلالي والزير سالم.. وهو نفسه ما يهديني ألـق الحاضر وأمـل المستقبل وعشقي له يجعلني أحتار وأتساءل: ما دخل الصين بموروثاتنا وحضارتنا؟! هل أصبح إخواننا (الصواينــــــــــة) ورثـة شرعيون لبني هلال والدولتين الأمويـة والعباسية؟! مع تسجيل اعترافي للصين بأحقية الملكية الفكرية وحقوق الطبع والإنتاج (لبوابير الكـاز) و(النكّاشات) وعلب الكبريت باختلاف أحجامها وأنواعهـا.
ودون جهد تقودني الحقائق الدامغة لأجد الإجابات الشافية على كل تساؤلاتي في سلوكنا واعتقاداتنا.. فمن الطبيعي الاستنتاج أن صناعة الدشاديـش والسراويل ومن بعدها صناعة دلال القهوة أصبحت مع مرور الزمن والتطور الصناعي تحتاج إلى يورانيـوم مخصب وأجهزة طرد مركزي وقضبان وقود لصناعتها كتفسير منطقي لتكون حكراً على إحدى الدول النوويـــة وعليه فيجب أن تحال هذه القضيـة إلى هيئة الطاقة النووية الأردنية بالسرعـة القصوى ودون إبطاء من أجل دراستها عله يوفق في إيجاد الحلول الناجعة لها.. فقد نصل إلى مصاف الدول المتقدمة يوماً ونتمكن من اختراع دشداشـــةٍ أو سِروال حتى لو كان بـِدون (دِكّـــه)!
ayman_dolat@yahooi.com

نيسان ـ نشر في 2017-02-12 الساعة 21:58

الكلمات الأكثر بحثاً