إرهاب الجهات الأربع!
سميح المعايطة
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2017-02-22 الساعة 02:10
لكن المسافة الزمنية بين الموعدين حملت كميات كبيره من التشويه والأذى الذي لحق بصورة الإسلام، وقتل عشرات الآلاف من البشر وتدمير في بنية الدولتين السورية والعراقية، وعشرات العمليات الإرهابية في دول عديدة في المنطقة والعالم، واستنزاف للجيوش وقلق الشعوب ودوران نشيط ومنتج لمصانع السلاح بأنواعه في الدول الكبرى.
نحن اليوم على موعد مع عام ربما يكون عام نهاية جيل من التطرف والإرهاب ظهر تحت اسم داعش، لكنها مهمة ليست سهلة فهذه العصابة استفادت من كل حلفائها أو مستخدميها في تعزيز قدراتها، وها هي رغم تراجعها وهزيمتها في ما مضى من معركة الموصل إلا أنها تستنزف من الجيش العراقي جهدا كبيرا وشهورا طويلة.
وحتى الآن لم تنته المعركة، فالجغرافيا التي يتواجد فيها التنظيم واسعة جدا وتمتد إلى الأرض السورية وتقترب من حدود دول أخرى.
اليوم أيضا لا يمكن الوصول إلى هدف إنهاء داعش دون تحالف أو على الأقل تنسيق حقيقي بنوايا حسنة وجدية كبيرة جدا.
فداعش، وإن كان يتمركز في مركزين أساسيين في الموصل والرقة إلا أنه قادر على استعمال جغرافيا أخرى في الصحراء وحتى في مدن في البلدين وعلى امتداد الجهات الأربع، وبالتالي فان ادعاء القضاء على داعش من طرف واحد، مهما كان قويا، غير ممكن.
ربما تكون المرحلة التي نرى فيها حماسا أميركيا للقضاء على داعش بوابة لظهور تحالفات جديدة عنوانها التقارب الروسي الأميركي، سيحمل معه دولا إقليمية أخرى ـ ليس بالضرورة أن تكون مواقفها متجانسة من الأزمة السورية.
لكن الجهات الأربع لمنظومة التطرف تفرض تحالف الجهات الأربع، بعضها من المحور الروسي وأخرى من المحور الأميركي وبعض آخر قريب من روسيا وأميركا معا.
وحتى النظام السوري، فإنه يبحث عن مكسب سياسي استراتيجي بالنسبة له هو الاعتراف بشرعيته السياسية بعد سنوات من استبعاده من خلال بوابة الحرب على داعش.
ولهذا أعلن الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا ترحيبه بمشاركة أميركا في الحرب على داعش بشرط التنسيق مع الدولة السورية.
وهذا الأمر ربما لا يكون بعيدا، لأن الإدارة الأميركية الجديدة تبنت مواقف جديدة أهمها أن إسقاط الأسد ليس أولوية.
قد ينتج إرهاب الجهات الأربع تحالف الجهات الأربع، وربما خارطة مواقف سياسية جديدة من الكثيرين فيما يتعلق بالأزمة السورية.