اتصل بنا
 

الرابحة : كيمياء الحب والعطاء

نيسان ـ نشر في 2017-03-14 الساعة 09:45

نيسان ـ

للذكريات نكهة الحب وتضوع المسك وتسابيح الشوق ، وانا حبي للجيش ككتاب مقدس طويته في قلبي وتركته ينشر عبيره واريجه وشذاه ، ففي كل جلسة يذكر فيها الجيش تلمع محطات الحنين في وجداني ، الرابحة ، 17، عرين الدروع ، لواء ال40 وبناته الجميلات ، المنطقة الشرقية ، المنطقة الوسطى ، اللواء 2 ، مؤتة ، ....، فرغم الزمن يبقى شيء من عبق الماضي عالق بنا ينفث عطرا ، فالطريق الى الحقيقة يمر من القلب قبل فلترة الرأس ...
كنت قد كتبت عن الجيش ، وعن 17 ، وعن عرين الدروع ، فاسمحوا لي ان اقطف رحيق الذكريات من الرابحة ...
الرابحة اسم اول ما اطلق على كتيبة الحرس 4 ، كتيبة المشير حابس المجالي ، اطلق عليها لاستبسالها في الدفاع عن القدس ، فأخذت كل الكتائب التي تحمل الرقم 4 اللقب تيمنا وبركة ، ومنها كتيبة الدبابات الرابحة التي تشرفت بقيادتها وحمل رايتها في نهاية عام 2007 الى نهاية عام 2009 .
الرابحة يا عكاز الذكريات ، يا من تزيدي ذاكرتي العذية بللا وندى ، ان الحنين يزداد اتساعا ، والبعد بيننا استنشاق عبير يطوي مسافاته ، يا مصباح الصدق ، مصباح سراجه من نياط القلوب ، لو ان للقلوب مرايا لرأيتم حجم السرور واتساع الفرح ، عامان عنوانهما البهجة والصدق في القول والعمل ، والوفاء للعهد والقسم ، ترياق الفجر رياضة زغاريدها ' طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ' و ' دعوة الحق لدينا ' ، وسحابة نهارهم خلية نحل بلا قيلولة ، وليلهم عيون ترصد النجوم بلا كلل ، اقمار لا تغيب مطوية من منازلها منزلة المحاق ، من جذور الجبال الراسخة يطلعون براعم حب وامل وعمل ، في صمتهم اناقة وجاذبية وعنفوان ، وفي صيحاتهم معنوية تهز الجبال ، وخطواتهم تهمس في اذن الارض انا ههنا ، واجسادهم حطب الاوطان ان صاح حادي الركب .
رابحة الفرسان : لكِ في نابلس بصمة وفاء ، وفي جنين اكليل غار ، وفي قباطيا تاج بطولة ، وفي الجولان شامة عز ، وفي الامن الداخلي غصن زيتون ، وفي حفظ السلام رف حمام .
الرابحة : نسمة رقيقة عبرت روحي حين ذكرتك ، ورعشة حب اعترتني حين مر طيفك ، ' فكل الطرق لا تأخذني منكِ الا لتعيدني اليكِ ' ، فانتِ ' على قيد القلب مربوطة لا تنفكين ' ، ففي قاموس نشامى الرابحة من احب الوطن احب الجميع ، ورأى كل شيء جميل ، فانا حين اتعب ، اتروح بذكرياتك ، واشتهى الارتماء على شواطىء ميدانك ، فقلوب النشامى ليست بقالات تقايض الحب لمن يمنحها او ينقّدها ، الحب في قلوبهم فطرة وهبة وليس واجب او مزاد .
الرابحة : كيف ' اتفاداكِ وعطرك يملأني ' ، كيف اتفاداكِ وبي شوق وحنين لا يضاهى ،
ففي ثراكِ رائحة الوطن ، وقلبي لم يفقد ذاكرته ، وعرق الرجال لا يخون ميادينه ، ولا ينحني شجر نما على اديمك .
الرابحة : العزيزة على القلب والذاكرة ، يا من تتكئين كتف على القطرانة وكتف على خشيم متروك ، وافق يمتد الى الصحراء الى منتهى جذور يعرب ، غزيرة انت كالمطر ، بك تحيا الروح والقلب ويمتد البصر ، تقرعين باب القلب كلمسة سحرية توقظ جذوة الهوى وتباريح الوله .
الرابحة : مفتاح قلبك الحب ، ومفتاح ميادينك العمل ، ومفتاح حناجر النشامى الوفاء ، ومفتاح الفرسان تلويحة بالبرية السوداء معنوية تشرب من عنان السماء ، فكمياء الحب تنتصر ولا تهزم .
الرابحة : لا يوجد في قلبي الا اتساع الحب ، فقلبي مذ ولدتُ مزروع بالحب ولا يرمي الحجارة في نبع حبه ، والحب في قلبي فطرة لا تباع ولا تشترى وانما تهدى ، فهديتي اليكم احبتي نشامى الجيش باقة من حب وذكرى .

نيسان ـ نشر في 2017-03-14 الساعة 09:45

الكلمات الأكثر بحثاً