اتصل بنا
 

دمـاء باسل الأعـرج تكشف أحفاد " أبن العلقمي " ..!!

كاتب فلسطيني يقيم في الرياض

نيسان ـ نشر في 2017-03-15 الساعة 10:26

نيسان ـ

ذات يوم سـأل ناجي العـلي رسام الكاريكاتير الشهير الذي إغتيل في لندن عام 1987م أحد أصدقائه قائلا :
هل تعرف بيير صادق رسام الكاريكاتير في صحيفة ' العمل ' الناطقة باسم حزب الكتائب ؟ إنه فلسطيني ..!
وقبل أن تجحظ عينا صديقه دهشة واستغرابـًا تابع ناجي العـلي كلامه :
أجل .. أجل ، بيير صادق شخصيـًا المتخصص بشتم الفلسطينيين والتعريض بهم فلسطيني لحمـًا ودمـًا وأسرة ، وهو تحديدًا من قرية البصة ( قضاء عكا ) .!
ثم ختم ناجي العـلي مفاجأته متسائلا :
ما هو المدهش في الأمر .. عندما يتخلى المرء عن كونه فلسطينيـًا فيجب أن نتوقع منه كل شيء .. !!
نتذكر حديث الشهيد ناجي العـلي بعدما شاهدنا و شاهد العالم أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية من أحفاد أبن العلقمي ، و أيتام الجنرال الأمريكي كيث دايتون ( الذي استدعاه محمود عباس لتدريب الأمن الفلسطيني بعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 م ، ووضع الخطط للقضاء على المقاومة ) و هي تقمع النساء والرجال في مسيرات التأييد للشهيد باسل الاعرج في مدينة رام الله والتي خرجت تنديدا بمحاكمة الشهيد ورفاقه في محاكم امن السلطة ، و يدوسون على رأس القائد المجاهد الشيخ خضر عدنان ـــ هذا الرأس الذي رفع رأسنا عاليا ً ـــ و قامت بنزع حجاب النساء وسحبهن من شعورهن ، وضرب والد الشهيد وتهديده بالحاقة بابنه..!!
نستطيع أن نكتب مجلدات عن ممارسات أفراد أجهزة السلطة الأمنية ضد أبناء شعبنا ، و تصريحات قادتهم في الضفة الغربية الذي يؤكدون دائمـًا بأنهم على استعداد للقضاء على الانتفاضة ، وبأن رجال الشرطة الفلسطينية هم عبارة عن مجموعة من أكياس الرمل تتلقى الرصاص دفاعـًا عن مواخير وبارات ومقاهي تل أبيب وبيوت المستوطنين الذين سرقوا الأرض والوطن والماضي والمستقبل الفلسطيني ، وحرموا أطفالنا من طفولتهم ، وشبابنا من عنفوانهم ، والسعادة من عيون الملايين من أبناء فلسطين في الداخل والخارج ..!!
فمنذ إقامتها بموجب اتفاقات أوسلو فقدت البندقـية الفلسطينية في بوصلتها ، وأصبحت هذه البندقية موجهة في خدمة الجانب الإسرائيلي ــ إن لم نقل في صدور أبناء الوطن ــ وكأن هناك إصرار من بعض قادة الأجهزة الأمنية على التحول إلى ' لحـديين ' ، والدخول في مواجهة شاملة مع جماهير الشعب الفلسطيني إرضاءً للعدو الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، حيث واصلت أجهزة السلطة الأمنية إجراءاتها ضد المجتمع المدني الفلسطيني، و شملت هذه الاجراءات حملات اعتقال واسعة وعنيفة ومداهمات ليلية شهدت عمليات تخريب وترويع ، وامتدت لتطال مؤسسات المجتمع الفلسطيني وحريات أفراده في التعبير والاعتقاد ، ولتنتهك الحقوق الأساسية للإنسان والسياسية للمجتمع وسط تعتيم إعلامي شامل بلغ أحياناً حد التواطؤ بحجة عدم التشويش على مسيرة التسوية .!
تارة بشن حملات الاعتقال ضد مؤيدي فصائل المقاومة الفلسطينية ــ بالتزامن مع حملة اعتقالات موازية يقوم بها جنود الاحتلال الصهيوني ـــ وطالت مئات الطلبة والأكاديميين والناشطين في المجالات الاجتماعية، .!
ولم تتوقف الاعتقالات عند النشطاء المشتبه بعلاقتهم بهجمات بطولية استهدفت المحتلين الصهاينة، بل امتدت إلى عدد من الصحفيين والحقوقيين والأكاديميين وحتى القادة السياسيين إذ اعتقل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي , والدكتور محمود الزهار والشيخ أحمد بحر والشيخ سيد أبو مسامح وهم من المشاركين في حوارات سابقة مع السلطة استهدفت نزع فتيل التوتر في الأراضي الفلسطينية ، كما طالت الاعتقالات أكاديميين بارزين مثل الدكتور عبد الستار قاسم المحاضر في جامعة النجاح ، والدكتور ابراهيم المقادمة المحاضر في الجامعة الاسلامية في غزة ، والدكتور محمد شبط رئيس الكلية التكنولوجية، والدكتور عاطف اسماعيل المحاضر الجامعي في غز ة، بالاضافة إلى عدد من الصحفيين ، ونشطاء في منظمات حقوقية كانوا قد أشاروا بانتقاد الى ممارسات السلطة وطالبوا بوقف انتهاكاتها المتكررة لحقوق الانسان .!
وتارة أخرى بمداهمة عشرات المؤسسات الاجتماعية والتعليمية والصحية بحجة الاشتباه بعلاقتها مع الفصائل المقاومة مثل جمعية الصلاح والجمعية الاسلامية والمجمع الاسلامي وفروعها والمدارس ورياض الأطفال والعيادات الصحية التابعة لها، ، و اقتحام الجامعة الاسلامية في مدينة غزة ، وجامعة النجاح في نابلس .!
تارة بتعذيب قادة المقاومة في مراكز الاعتقال التابعة للسلطة ، حيث تعـرض الدكتور ابراهيم المقادمة لعملية تعذيب شديدة أدت الى تكسير قفصه الصدري وتجمع الدم تحت مناطق مختلفة من جلده ،وتمّ ادخاله عدة مرات إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة لعلاجه من آثار التعذيب الوحشي المستمر الذي يتعرض له أثناء التحقيق معه في سجون السلطة، وذلك بسبب رفضه تقديم اعترافات ومعلومات صاغتها أجهزة السلطة حول حركة ' حماس '.!
وتارة أخرى بعمليات اغتيال ضد قادة و كوادر العمل المقاوم ، منهم 14 فلسطينياً استشهدوا عندما فتح أفراد الشرطة النار على المصلين خارج مسجد فلسطين في 18 / 11 / 1994م ، و اغتيال الشابين عمر الأعرج وأيمن الرزاينة وهما مجاهدان من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تتهمهما سلطات الاحتلال الصهيوني بالتخطيط لعملية بيت ليد البطولية في فبراير 1996 م ، وتصفية قائد كتائب عز الدين القسام محيي الدين الشريف في مارس 1998م ، ومن ثم تصفية الشقيقين عماد وعادل عوض الله في سبتمبر من نفس العام ، و الشيخ مجد البرغوثي في فبراير 2008م ، و عبد المجيد دودين و محمد السمان و محمد ياسين في مايو 2009 م .!
ومحاولة اغتيال القائد الشيخ خضر عدنان شيخ معارك 'الأمعاء الخاوية' مفجر ثورة الإعتقال الإداري ، و مفجر الإضرابات الفردية المفتوحة عن الطعام والذي خاض أطول إضراب عن الطعام في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة طلبا للحرية في شهر اكتوبر الماضي أثناء استقبال الأسير المحرر عبيدة أبو حسين .!
تارة بمحاكمة رجال المقاومة في ' محكمة أمن الدولة ' بعد منتصف الليل دون حضور محامي الدفاع، وبشكل سري جداً، ولم يتم نشر أي تفاصيل حول التهم أو المستندات الثبوتية للأحكام الصادرة او مداولات المحكمة .!
و تارة أخرى بتسليم المقاومين للعدو كتسليم معتقلي حماس أبطال خلية صوريف عبد الرحمن غنيمات وإبراهيم غنيمات وجمال الهور عام 1997م ، و عملية إستسلام مقر الأمن الوقائي في بيتونيا عام 2002 م ، وتسليم 23 مناضلا من نشطاء المقاومة المعتقلين في المقر لقوات الإحتلال .!
وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد بل وصل الأمر بهم أنهم يفاخرون بأنهم أصاحب فكرة إغراق قطاع غزة بمياه البحر ، وأن أجهزتهم الأمنية نجحت منذ بداية ' إنتفاضة السكاكين ' في أكتوبر 2015 م في إحباط أكثر من 200 عملية ضدّ الاحتلال ، واعتقال 100ناشط فلسطيني و مداهمة عشرات المنازل ، و مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة ، و اعتقال المجاهدين و الأسرى الذين أطلق العدو سراحهم .!
بل تعداه إلى اقتحام الأجهزة الأمنية للمخيمات الفلسطينية ، و الأشتباكات بين قوات الأمن و عناصر حـركة فـتـح في مخيمات بلاطة و الأمعري و جنين و نابلس ، و قتل أبناء الشعب بالرصاص و الهروات واللكمات و الأحذية بدم بارد .!
لقد كشفت دماء الشهيد المجاهد باسل الأعرج المواهب الخيانية لبعض قادة و أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية ، حيث تفوق هؤلاء في العمالة و الحقارة على ' ابن العلقمي ' الذي سلم بغداد للمغول ، وصدق فيهم قول قائدهم الأمريكي دايتون :
( لقد استطعت أن أصنع من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية ' الفلسطينيون الجدد ' ) .!
لقد أتقن ' الفلسطينيون الجدد ' و على رأسهم الناطق بإسمهم عدنان الضميري صناعة الفتن وتدبير المؤامرات وتلفيق الأراجيف والأكاذيب الرخيصة وتزوير البيانات التي تعبر عن شخصياتهم وأخلاقهم ، فلا دين يردعهم ، ولا أخلاق تلجمهم ، ولا وطنية تحكمهم .!
فهم يدعون الوطنية . . وليسوا بوطنيين . .!!
ويدعون المقاومة . . وليسوا بمقاومين . .!!
و يدعون الذكاء . . وهم أغبى مخلوقات الأرض ..!!
ويدعون الصدق . . وليسوا بصادقين ..!!
ويدعون الشفافية . . وهم باطنيون . .!!
ويدعون الطهارة . . وهم ملوثون . .!!
ويدعون الثورية .. وهم جواسيس و مخبرون صغار ، وكتاب تقارير بالقطعة عند العدو الصهيوني ..!!
و مع ذلك فإننا نؤكد إن ما تقوم به هذه الفئة الضالة لا تشين الشعب الفلسطيني صاحب التاريخ المجيد في التضحية والجهاد والنضال ، بل تشين ' حـركـة فـتـح ' التي تركت هذا الطابور الخامس من الأدعياء والدخلاء عليها من المأجورين الغارقين في وحل الخيانة والتفريط وبيع المواقف المجانية يتلاعب بماضيها وحاضرها ومستقبلها .!

نيسان ـ نشر في 2017-03-15 الساعة 10:26

الكلمات الأكثر بحثاً