اتصل بنا
 

الجنرال عدنان الجندي.. لا تلتفت لمديحهم

نيسان ـ نشر في 2017-04-01 الساعة 13:46

x
نيسان ـ

لعله من المحرمات، لا بل من الموبقات السبع الحديث عن جنرالات دائرة المخابرات العامة، خاصة من يجلسون منهم في قمرة القيادة، فبقيوا على الدوام محصنين، ولا تطالهم أقلام الصحافيين إلا مدحاً.
لا أعرف لماذا تذكرت مشهد زميل صحافي كان أحد المقربين إلى مجلس مدير المخابرات الأسبق، محمد الذهبي، وكان لا يحفظ حينها إلى جمل المديح والثناء التي ترتقي أحياناً إلى مكانة التقديس، لكنه وضع لم يستمر طويلاً، إذ وبمجرد اعتقال الذهبي استبدل قلمه وقناعاته.
استحضر تلك القصة وأنا أقرأ ردود الفعل على حادثة استقالة مدير المخابرات العامة، فيصل الشوبكي وتعيين الجنرال عدنان عصام الجندي مديرا عاما لدائرة المخابرات العامة في مشهد يعكس حدة الانقسام التي وصل لها المجتمع المخملي حيال الشخصيات لا المؤسسات.
قلة قليلة من وضعوا الأمور على مسارها الحقيقي، فقد انحرف النقد عن مساره ليطال الشخصية بعينها، في حين التزم هؤلاء الصمت حين كان النقد فرض عين، لا نزال نتذكر تفاصيل هروبكم من المشهد حين تعرضت المملكة لأكثر من حادثة إرهابية وأشرت بوضوح إلى ثغرات أمنية كبيرة.
أن يستمر مسلسل التمجيد للقادم والردح للمغادر، فإن ذلك يعني أن الدولة لم تعمل على نهضة مؤسساتها وتمتينها، بل انشغلت طوال عقود ببناء شخصياتها بعد أن وفرت لهم أسباب الزعامة فيما يستمر الأردن في دفع أكلاف وخطايا الفريقين.
ندرك حساسية المشهد، وندرك أيضاً أن فن المزاودة الوطنية غزا جميع مؤسسات الدولة، فشكل مع الأيام 'علاقات ذنائبية' تنتهي عند أول منعطف، فلا يستفيد الشخص الذي سمّن ورعى، ولا تستفيد المؤسسة من بناء علاقات وهمية صيغت على عجل، وبنية استخدامها لمرة واحدة فقط.
صحيح أن العقل الرسمي هو المسؤول أولا وأخيراً عن سموم صالونات عمان التي تنام وتفيق على نميمة سياسية، ولا شك أن استقالة الشوبكي وتعيين الجندي مدّت كل التيارات بعناوين جديدة، فيما يسير الأردن على صفيح ساخن، ويحتاج إلى 'تبريد' دائم لا يتقن إنتاجه إلا مطبخ أمني يؤمن بمؤسسية الدولة ومدنيتها.
على أية حال يجلس اليوم الجنرال الجندي على كرسي الجندويل الأول، وسط ملفات إقليمية ودولية بالغة التعقيد، فيما تواصل ملفاتنا المحلية الصعود إلى رأس الشجرة. نرجوك لا تلتفت لمديحهم إنهم يزفون القادم على أكتافهم و يشيطنون المغادر بألسنتهم وأقلامهم.

نيسان ـ نشر في 2017-04-01 الساعة 13:46

الكلمات الأكثر بحثاً