طارق عزيز .. رجل أنفق عمره في (الفوتيك) الحربي
نيسان ـ نشر في 2015-06-06 الساعة 22:47
بقلم إبراهيم قبيلات
ذبحه عمر امتد 79 عاما أم ذبحه العراق. هل ما عادت شرايينه تطيق دمه الذي يغلي أم شرايين العراق.
ولد طارق ومات عزيزا، وقد أفضى الى ما أفضى إليه. سجينا وعجوزا ومتعبا من عنف ضربات قلبه. بل ضربات العراق.
مات ذبيح التهاباته أم التهابات العراق. قرحة هنا، وتضخم هناك، وشيء من ارتفاع ضغط الدم، وأشياء من السكري، والبروستاتا. كل ذلك لا يقتل الرجال. ما يقتل الرجال هو مرض اسمه اليوم: "العراق".
طارق عزيز أو ميخائيل يوحنا كما أسماه والداه؛ ولد 28 أبريل 1936 – 5 حزيران 2015م. ليس صحيحا ما قاله مظفر النّواب: هو الحزن الذي يضرب كيان الرجال.
مات نائب رئيس مجلس الوزراء، مستشار قامة اسمها صدام حسين، وهو يرى ما يرى من طاقة سجنه كيف يسقط شعبه؛ رأس طفل على الرصيف معجونة بالطين، وشيء من أشلاء امرأة كانت مشغولة بشراء بعض حاجيات أسرتها، فجاء من جاء ليفجر حقده في سوق مزدحم بالموت ليس لشيء، بل ليصبح العراق ما هو عليه اليوم.
ليس من السهل أن تحكم على رجل مثل طارق عزيز. هنا ستسمع فريقا يرفعه نحو غيوم الملائكة، وآخرين يهبطون به. هذا مربك حقا. لكنه على اية حال طارق عزيز الذي يمتلك من الجدلية ما ملكها رفاقه أيضا. الشهيد صدام حسين واحد منهم.
كان عزيز ضمن طاقم حربي في نظام لم يهدأ - ساعة - في شن الحروب. ما هي إلا برهة قصيرة، بعد أن تسلم الشهيد صدام حسين كرسي قيادة العراق حتى أعلن الحرب على إيران.
نحو عشر سنين، والعراق في حرب طاحنة، ثم هدأ شهورا ليفاجأ العالم بدخوله الكويت في حرب أنهكت الأمة بأسرها وليس العراق وحده.
تلك حرب خُلّعت فيها حتى بلاط أرصفة الكويت. منذ ذلك الحين. والعراق في طريقه السريع إلى الانهيار. حتى جاء موعد الاحتلال الأمريكي لدجلة والفرات، عام 2003م. فتبدأ حقبة لأمة لم تهدأ حتى الآن.
توفي عزيز الذي انفق جل عمره في الحروب متنقلا من حرب الى أخرى ومن صراع الى صراع. هذا هو قدر العراق على أية حال.
في مستشفى الحسين التعليمي وعلى بعد حجر من حروب طاحنة يلفظ طارق عزيز آخر أنفاسه بذبحة صدرية.
في سطور – وفق ويكيبيديا:
انتمى مبكرا لحزب البعث العربي الاشتراكي، وتدرج فيه حتى شغل منصب وزير الخارجية (1983–1991) ونائب رئيس مجلس الوزراء (1979–2003) وقد كان مستشاراً قريباً جداً للرئيس العراقي الراحل صدام حسين لعقود. تعود علاقة طارق عزيز بصدام حسين إلى النصف الأول من القرن الماضي عندما كانا أعضاءً في حزب البعث العربي الاشتراكي، يوم كان البعث ممنوعاً في العراق قبل أن يحكم ثم يصدر قانون لاجتثاثه بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. عندما كان صدام رئيس جمهورية العراق ورئيس الوزراء في نفس الوقت، لعب طارق عزيز في أغلب الأوقات دور ممثل رئيس الحكومة الفعلية ممثل صدام حسين والحكومة العراقية في الاجتماعات والقمم الدبلوماسية العالمية والعربية. قبل أشهر قليلة من الاحتلال الأمريكي للعراق صرح طارق عزيز بان تفتيش الأسلحة - القرار الأممي الذي مهد لاحتلال العراق كان "بدعة"، وقال: الحرب قادمة "لا محالة منها". بعد سقوط بغداد اختفى كما كل قادة النظام العراقي، لكنه ما لبث أن سلم نفسه للقوات الأمريكية في 24 ابريل / نيسان 2003. وكان المطلوب رقم 12 الذي يقع بيد القوات الأمريكية من مسؤولي نظام الرئيس العراقي صدام حسين. حكمت المحكمة في أبريل/نيسان 2011 على عزيز - الذي بدا شاحبا وضعيف البنية أثناء جلسات المحاكمة- بالسجن 15 عاما في قضية التطهير العرقي.


