بريطانيا تثأر من أمريكا
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-04-05 الساعة 10:34
ربما لن يصدق البعض ذلك ،فأنا شخصيا ترددت كثيرا قبل تثبيت هذه السطور على الورق الإليكتروني بدلا من تخزينها في ذاكرتي ، والسؤال المشروع هو :هل من المعقول أن يتحول العقل الإنجليزي إلى نمط العقل الصعيدي أو البدوي ،أو حتى الجمل الذي لا ينسى ثأره حتى لو مر عليه أربعون عاما ؟
وحتى لا نوغل في التيه أقولأن الإستدلال والقياس علامات مشروعة ومقرةلوضع النقاط على الحروف ، والوصول إلى الحقيقة ،أو الإقتراب منها على أقل تقدير،وعلينا أن نتذكر أن أمريكا وبمساعدة يهود ،هي التي قوضت نفوذ بريطانيا' الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس' ، كما أنها سرقت مستدمرة إسرائيل وسجلتها بإسم الطابو الأمريكي ، وهذا دليل على ان يهود بحر الخزر لا أمان لهم ،إذ أن بريطانيا التي أرادت التخلص منهم ، وخلق دولة بريطانية مسيحية خالصة خالية من يهود ، عملت على تأسيس مستدمرة إسرائيل ،بمساعدة كثيرين من الإقليم بطبيعة الحال.
هناك دليل آخر على ما نقول وهي أن اليهود أقنعوا كلا من رياض الصلح رئيس وزراء لبنان الأسبق ، والملك عبد الله الأول بتوقيع معاهدات صلح مع مستدمرة إسرائيل ،وقيل لهما بالحرف الواحد أن بريطانيا إلى زوال ، وأن يهود يستطيعون إقناع امريكا بدعم شرق الأردن ولبنان ،لكن بعد توقيع المعاهدات معها ،وقيل أن الملك عبد الله عقد العزم مع رياض الصلح على ذلك وإلتقيا في عمان ، وإتفقا على الإنجاز ،وأن الملك عبد الله أشّر بقلم الرصاص مبدئيا على إتفاقية الإطار 'إتفاقية الموادعة' ،لكن المخابرات البريطانية سارعت بإغتيال كل من رياض الصلح وهو في طريقه إلى بيروت قادما من عمان ، في حين قامت بإغتيال الملك عبد الله أمام المسجد الأقصى يوم الجمعة 20 تموز 1951 .
وحتى لا تظهر العملية وكأنها سرد للأحداث ،فإن رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير ، أراد توريط أمريكا بإعتذاره مبدئيا عن المشاركة في إحتلال العراق والإطاحة بنظام صدام حسين ، وهذا يعني أن هناك تحالفا جديدا ، أعيد بناؤه بين يهود بحر الخزر وبريطانيا ضد أمريكا التي تعد العدة لمغادرة الشرق الأوسط بعد عقود من الإقامة المزعجة فيه ، ووجهتها بطبيعة الحال منطقة الهند الصينية لمجابهة الصين وماليزيا والهند وروسيا هناك.
من الملاحظ أن القوات البريطانية التي شاركت الجيوش الأمريكية في إحتلال العراق ،قد إتخذت من الأطراف 'البصرة ' مقرا لها ،في حين أن الجنود الأمريكيين كانوا يتعرضون للقتل في بغداد ومناطقها ، وهذه في علم العسكريتاريا ذات معنى ،وقد وجهت سؤال ذات حوار إستفزازي لوزير بريطاني بعيد إحتلال العراق ، وقلت له أن بريطانيا هي التي ضغطت على أمريكا لإحتلال العراق من أجل توريطها وإضعافها ، فما كان منه إلا أن إنتفض وإمتقع وجهه ، وسألني من زودني بتلك المعلومة ، فأجبته أنها قراءتي الخاصة ، لكنه نفى ذلك ، وأنهينا الحوار ، وتركت في نفسه غصة كبيرة .
أستطيع القول أن بريطانيا الضعيفة عسكريا وسياسيا ،نجحت في إعادة التحالف مع يهود بحر الخزر ،وباتت تعمل معهم لتقويض النفوذ الأمريكي، وذلك ثأرا من الفعلة الأمريكية السابقة ، وهذه هي السياسة لا حليف دائما ولا صديقا دائما ولا حتى عدوا دائما فيها - إلا عداوة يهود بحر الخزر الصهاينة الذين إستولوا على فلسطين - بل كهانة ومصالح ،لا نعرف عنها نحن العرب شيئا.