اتصل بنا
 

حواديت إبراهيم الأمين وصناعة "القُبّة من الحَبّة"

نيسان ـ نشر في 2017-04-06 الساعة 09:06

حواديت إبراهيم الأمين وصناعة quotالقبة من
نيسان ـ

محمد قبيلات...لم يكن يعلم رئيس تحرير جريدة الأخبار اللبنانية، إبراهيم الأمين، وهو يطيل ويستطيل بمقالته' قصة رسالة ترامب الى الأسد'، وكل هذا الذي قَصّهُ علينا، سواء كان من مخيلته المشحونة بالولاء أو من خلال صناعة ما يشبه الحقائق سيطير في لحظة واحدة كما الغثاء.
موضوع القصة، زيارة تولسي غابارد، عضو في الكونغرس عن ولاية هاواي، والرسالة التي حملتها من ترامب إلى بشار الأسد.وهنا لا نملك إلا أن نقر للرجل بسعة خياله وجلده وإسرافه في اللغة، فقد نثر الكلمات بعد أن حشدها لصناعة قبة من حبة صغيرة على رأي المثل الدارج عند اخوتنا المصريين.
الحبة؛ أن رجل أعمال سوري استطاع أن يؤثر، من خلال عرض مغر بتمويل رحلة إلى الشرق الأوسط، تم عرضه على تولسي غابارد عضو الكونغرس المنتمية للحزب الديمقراطي من قبل المدعو'بسام خوام' وهو رجل أعمال مقيم في أمريكا موالٍ لبشار الأسد، الذي استطاع أن يجرها لزيارة دمشق ومقابلة الأسد.
أما القبة؛ فهي تلك القصة المترعة بالتفاصيل القريبة من الخيال، والتي بدأت أحداثها في واشنطن، والتوسع وتكبير تفاصيل تتعلق بنيّتها زيارة سورية وعلى إثر ذلك طلب الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقابلتها وسألها إن كانت ستقابل الأسد.
من ثم يتوسع في قصة علاقة النائب مع السفارة الأمريكية في بيروت، وينفخ في بالون الخلاف بين السفيرة وتولسي غابارد عضو مجلس الشيوخ إلى درجة أننا اعتقدنا أنه سيحصل الانفجار في أية لحظة، لكننا نكتشف في نهاية القصة أن لقاء قد تم بين السفيرة و غابارد.
بعد هذا الفصل يتحدث الأمين بإسهاب، لا ينقصه إلا غفوة يستريح بها القارئ من وعثاء وتلافيف الرواية، عن اللقاء الذي تم مع بشار الأسد والأحاديث ' المتخيلة على الأغلب' التي جرت بينهما والوثائق التي سلمّها لها الاسد عن الارهاب.
المهم، أن القصة جاءت في إطار اثبات الكاتب لنا، نحن معشر القراء، اطلاعه على معلومات خطيرة مهدت الطريق لتصريحات وزير الخارجة وسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية عن أن مصير الأسد مرهون بيد الشعب السوري فقط، واحتفالا بانحياز ترامب وادارته لبشار الأسد والمشروع الروسي في سورية.
لكن، وعلى رأي أخواننا المصريين، مرة أخرى، 'يا فرحة ما تمّت'.
قدّمت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن، أمس، مرافعة شديدة اللهجة في الجلسة المنعقدة حول مجزرة خان شيخون الكيماوية، وكان باديا أن لحظة الصدام بين ادارة الرئيس دونالد ترامب والكرملين قد اقتربت، وأظهر الرئيس الأمريكي الجديد هذا الموقف من خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد لقاء القمة بينه وبين الملك عبد الله الثاني.
وبرغم أن ترامب لم يتخلص بعد من آثار الحملة الانتخابية، واصراره على مهاجمة نهج ادارة الرئيس السابق باراك اوباما، بين لحظة وأخرى، إلا أنه أعلنها صراحة؛ أن موقفه قد تغيّر من بشار الأسد، بعد المجزرة البشعة، وقال للأسد: نظرتي لك تغيّرت.
بل إن تلميحاته ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث وصلت إلى امكانية أن يكون هناك اجراءات عملية خارج مظلة مجلس الأمن.
لنعد إلى ابراهيم الأمين وحواديته، فبرغم طلعته القوية بقصة الرسالة التي وصلت إلى الأسد، ونكتة الحوار بين النائب الأمريكي والأسد حول امكانية اجراء اتصال مباشر من قبل ترامب وأنه، أي الأسد، اعطاها رقم موبايله الخاص!
بعد هذه التفاصيل كلها، لا بد أن سحابة من الخيبة تلف الكاتب الهمام الآن، وأن قبابه وقصوره التي صنعها من الرمال الناعمة، سرعان ما محتها هذه الموجة الهادرة.

نيسان ـ نشر في 2017-04-06 الساعة 09:06

الكلمات الأكثر بحثاً