الموساد الإسرائيلي يتغلغل في أرجاء العالم العربي
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-04-12 الساعة 11:25
كان الموساد الإسرائيلي في السابق أي قبل إرتباط مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة بمعاهدات وإتفاقيات إستسلام ، يتواجد بين ظهرانينا من خلال مكاتب خاصة له في السفارات الغربية المعتمدة لدينا، والشركات الغربية عابرة القارات الناهبة لثرواتنا .
وكانوا في تلك المرحلة يرصدون كل شاردة وواردة ،ولهم حضور كبير كونهم متنفذون في الشركات الغربية وخاصة شركات النفط،ومعروف عنا أننا ننبطح أمام الجنبي كي ناخذ معه صورة تذكارية ونرطن معه بالإنجليزية.
وذات تحقيق مع أحد الفلسطينيين العاملين في إحدى دول الخليج على جسر الملك حسين الذي يربط فلسطين بالأردن ،سأل المحقق الموسادي ذلك الفلسطيني ،أين يعمل ،وبعد أن اجابه قال له :أنتم الذين ترون الحمارة على هيئة إمرأة !!
وعندما سأله الفلسطيني كيف عرف ذلك ،أجابه أنه كان يعمل في تلك الصحراء مع شركة النفط العاملة هناك!!وهكذا كانوا يعيثون في وطننا فسادا ،ونحن نسهل لهم ذلك بحسن نوايانا التي قادتنا إلى ما نحن فيه وعليه.
أذكر أنني عندما كنت يافعا قبل عدوان حزيران 1967 قد إلتفيت مع أحدهم ضمن وفد سياحي أجنبي، وتحدثت مع أحدهم وطلبت منه عنوانه بعد أن قال لي أنه من فرنسا وإسمه دانييل .
أعطاني عنوانا كاملا في فرنسا ،وبعد مدة كتبت له رسالة وأرسلتها بالبريد على عنوانه الذي أعطاني إياه ،وبعد أسبوعين تسلمت ذات الرسالة من البريد ومكتوب عليها أن العنوان غير موجود،وبعد أن كبرت أدركت أنه موساد إسرائيلي.
ولا يغيبن عن البال أن عناصر الموساد المزروعين في العالم العربي ،يتقنون اللغة العربية ويفهمون عاداتنا جيدا وحتى لهجاتنا ناهيك عن فهمهم العميق للدين الإسلامي لتمكينهم من الإندماج مع العرب الذين يتصفون بالكرم والسذاجة معا.
تطور الأمر بعد العام 1982 إلى فتح مكاتب خاصة للموساد في بعض العواصم العربية الطرية تحت عنوان 'مكاتب تمثيل تجارية خاصة '،ومن ثم بدأ الرقص الفاضح فوق الطاولة بعد إن إخترقتنا مستدمرة إسرائيل الحزرية بالمعاهدات وافتفاقيات التي لم تلتزم بحرف فيها لكننا غالينا في الإلتزام بها،وهذا له دلالة كبيرة .
بعد معاهدة كامب ديفيد وما تبعها من حمل سفاح ،أصبح وجود الموساد بيننا شرعيا ومشرعنا ورسميا ، وباتوا يعملون هلنا وفي وضح النهار وتشاركوا مع الأجهزة الأمنية العربية، التي منحتهم الثقة والمساحة وباتوا يفبركون لها تقارير على هواهم تحذرهم من التطورات المقبلة وهم الذين يرسمون الخطة طبعا.
وآخر ما بثوه من سموم أن الأردن بلد حاضن للدواعش ، وأن هناك خطر من إقامة إيران قواعد لها في الغوار ،وهذا ما دعاهم لإقامة الجدار الفاصل بين فلسطين والأردن.
ولا شك أن رئيس الموساد الأسبق مائير دوغان فضح الطباق مبكرا عندما قال أنه كان يركب طائرته وينزل في مطار دولة عربية إسلامية كبرى ،ومن ثم يتصل بأصدقائه في تلك الدولة يخبرهم فيها انه موجود في المطار ،فيأتونه ويقلونه في سيارة مارسيدس أكثر من فاخرة ويسلمهم التقارير التي أعدها الموساد عن الأوضاع في بلدهم ،ويجزلون عليه بالعطايا ،وبعد يعود إلى من حيث أتى.
وهناك صورة أخرى للتواجد الموسادي في المجتمعات الفلسطينية وهي فرق المستعربين الذين يرتدون اللباس الفلسطيني ويتحدثون باللهجات الفلسطينية العديدة وقد برزوا في الإنتفاضات الفلسطينية وقتلوا من قتلوا وإعتقلوا من إعتقلوا وما يزال هناك من يقدس التنسيق الأمني مع الإسرائيليين.
بعد أن إستقر عناصر الموساد في عواصمنا ،إتخذوا لهم امكنة اخرى في مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإليكترونية للهجوم على كل من يكشف حقيقة مستدمرة إسرائيل ،ويقومون بالتعليق بأسماء عربية ،ويدخلون فينا من كل الإتجاهات لجهل بعض القائمين على وسائل التواصل افجتماعي لحقيقة الموساد الإسرائيلي.