اتصل بنا
 

السبايلة للرسمي الأردني: ابقوا جنودنا على أرضنا ولا تعادوا احداً

نيسان ـ نشر في 2017-04-13 الساعة 16:09

x
نيسان ـ

حوار إبراهيم قبيلات

أوصى المحلل السياسي الدكتور عامر السبايلة الأردن الرسمي بعدم الاستجابة إلى الضغط الأمريكي والبريطاني لاتخاذ خطوات سريعة وغير محسوبة في الأزمة السورية، يقول : 'علينا الإمساك بفكرة أن لا يكونوا جنودنا إلا داخل أرضنا'.
يدرك السبايلة في حواره مع صحيفة نيسان أن موقف بلاده يتماهى مع المحور الامريكي، ولا يستطيع الأردن الخروج من العباءة الأمريكية، لكنه يدرك أيضاً أن الأردن معني أكثر بانتزاع أسباب الفوضى من تراب حدوده .
في الحقيقة يرى السبايلة أن الأردن معني كذلك بإزالة تنظيم داعش خاصة من المناطق الحدودية، إضافة إلى تثبيت المنطقة الجنوبية، بإطار من الحذر والتروي، وبما يعزز من أمنه القومي، بعيداً عن تشكيل قواعد لوجستية للإرهاب على حدوده، 'ولا يعني ذلك أن يتخذ الأردن مواقف معادية لأي طرف فكلفة العداء عالية، ونحن على مفترق طرق'.
بوضوح يقول السبايلة: إما نعود إلى الحل السياسي أو الانتقال إلى التصعيد والذي سيغير من شكل الحل السياسي، وبالتالي كسر جميع المحرمات وجعل المنطقة مسرحا مفتوحا.
السبايلة ما أن انتهى من وصاية العقل الرسمي الأردني حتى التفت إلى جاره السوري ليقرأ الهجوم الكيميائي على خان شيخون من زاوية أخرى.
ببساطة، يعتبر السبايلة ان استخدام الكيماوي في سوريا بغض النظر عن بشاعته، إلا أنه جرى تسييسه منذ اللحظة الأولى، فمنطقيا وعسكريا لا يخدم النظام السوري استخدام الكيماوي، لا بل لا يحتاجه مطلقاً.
لتدعيم وجهة نظره، يستحضر المحلل السياسي ما رافق استخدام الكيماوي من حملة واضحة لإعادة ترميم موقف المحور الأمريكي من النظام السوري.
بالنسبة له فإن الامور المتعلقة بجرائم الحرب يجب أن تنتظر نتائج التحقيق، إلا أن الوضع في سوريا كان مختلفا، وكشف عن رغبة سياسية مبنية على فكرة بناء المحور الأمريكي مجدداً، ومن ثم التصعيد، والذي تبدى لاحقاً على شكل ضربة أمريكية عسكرية رمزية.
'الضربة الأمريكية ليست ضربة حرب، بل هي ضربة لتغيير المعادلة' يقول السبايلة الذي التقط من ذلك رسالة أمريكا تقول 'الولايات المتحدة حاضرة في المشهد السوري، وتريد أن يكون لها دورا وحضورا على الأرض السورية'.
الأمريكي يؤسس لفكرة تحرير الرقة بمساعدة المحور الأمريكي، وهي عملية لن تكون قصيرة الأمد، فنمط التسليح وتدريب الأكراد شواهد لوجود أمريكي طويل الأمد، وهو ما يعني أيضا أن الضربة الأمريكية العسكرية هيأت لظهور الولايات المتحدة عسكريا في سوريا.
'ضربة' مكّنت الولايات المتحدة من إعادة الجميع إلى مظلتها، ونأت بنفسها عن فكرة التماهي مع موسكو، إضافة إلى إعادة ترتيب محورها والذي أفضى إلى ورقة موقعة من الدول السبعة الكبرى إضافة إلى دول الخليج والمحيط السوري؛ تركيا والاردن حول الحل في سوريا، إلى جانب التصعيد المباشر باتجاه شخص الأسد وليس النظام.
وفق هذه الرؤية فإن استهداف شخص الأسد لا تستدعي حربا تؤدي إلى إسقاط المؤسسات العسكرية، بل لربما تكون ورقة للضغط باتجاه خروج الأسد من المشهد.
إلى اليوم شكل التصعيد كما يراه السبايلة محصور في فكرة خروج الأسد من النظام، وذلك لأن أوروبا غير معنية بإنتاج حالة من الفوضى، وكذلك الولايات المتحدة لا تسعى إلى إعادة سيناريو العراق، لهذا ستعمل على تحقيق مرادها وغاياتها في إخراج الأسد ومن ثم تثبيت الأكراد وتثبيت مكونات مقربة لها من خلال عملية سياسية في سوريا، ومن ثم البدء بإعادة إعمار سوريا.
أخطر ما يلمسه السياسي السبايلة اليوم، هو المنافسة الاقتصادية على إعادة إعمار سوريا، ولا سيما ان الأرقام في المرحلة الأولى تتحدث عن 200 مليار دولار، هذا يعني أن عدم وجود أي من الدول في المشهد اليوم سيخرج غدا من السلة بلا غنائم اقتصادية، فضلا عن الثروات التي بدأت تقتسم.
المحرك الأساسي اليوم هو محرك اقتصادي، وغالبا ما يرتبط بموضوع الطاقة، وهذا من شأنه التأثير على مستقبل المنطقة مستقبلا، ومن الواضح أن غاز المتوسط من أكبر الثروات خلال الخمسين سنة القادمة؛ وهو ما يفسر سعي الولايات المتحدة لوضع اليد عليها.

نيسان ـ نشر في 2017-04-13 الساعة 16:09

الكلمات الأكثر بحثاً