اتصل بنا
 

عن الأوراق النقاشية للملك والنخب الأردنية.

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-04-17 الساعة 09:30

نيسان ـ

أعتقد أن جلالة الملك عندما يطرح الأوراق النقاشية يقدم مجموعة من الأفكار التي يريد أن يسمع ويقرأ أفكارا حولها ، وهي ليس أدوات لقياس شعبية الملك أو محبة الناس له ، غير أن الاعلام الأردني يحول الأوراق التي هي مجموعة أفكار للنقاش إلى استفتاء على محبة الملك التي لايختلف حولها الأردنيون، فلماذا تغيّب النخب الأفكار التي هي موضع نقاش ومحل لتبادل الآراء ويتحولون للحديث عن جلالته ، لو أراد جلالة الملك لهذه الأفكار أن تنفذ دون نقاش لاصدرها بصورة قرارات من خلال الحكومة ، ولكّنه يريد وجهات نظر حولها تتفق وتختلف معها ،توافقها أو تعترض عليها ، تؤمن ببعضها وترفض بعضها.
الورقة النقاشية السادسة التي تضمنت الحديث عن 'الدولة المدنية' ، أين أصبحت ، وهل وضعت الحكومة والنخب أفكارا محددة لتنفيذ مافيها من رؤى جليلة ، وأين ستصبح الورقة السابعة عندما ستطرح الورقة الثامنة .
أتريدون الحقيقة ؟
إذن ، فلنعلم أن الكثيرين ممن يشيدون بالأوراق النقاشية ' لاتروقهم الأوراق' وسيعملون بصورة مناقضة لمضامينها . لقد تفاجأ 'دعاة الدولة العلمانية ' بأن الدولة المدنية ' في ذهن وتصور جلالة الملك هي دولة 'لاتقصي' الدين ولاتتعارض معه ولاتتجاوز ثوابته ، فعندها ' أكلت القطة ألسنتهم'.
والذين يتحدثون عن الورقة السابعة بحماس ، لن يفكروا بالسير قدما في تنفيذ الأفكار المهمة الواردة فيها ، أتعرفون لماذا ؟
- هناك زمرة متنفذة لاتفكر بغير تطوير المناهج ' الإنسانية' ،إذ المباحث العلمية خارج اهتمامهم ، ولذلك فهم لايفكرون بغير العبث بكتب التربية الاسلامية واللغة العربية والتاريخ والتربية الوطنية .
سيدرك هؤلاء أن الورقة النقاشية 'السابعة قد وضعت حدا لتطلعاتهم ، فلن يكون أمامهم إلا تجاوزها أو تجاهلها بعد مدة قصيرة لأنها لم تمنحهم الضوء الأخضر لاطلاق 'مبادراتهم التطويرية'العابثة . وهم بالمقابل لايملكون رؤية حقيقية لتنفيذ الأفكار المهمة المتعلّقة بتطوير التعليم كما أرادته الورقة السابعة لجلالة الملك .
لقد أكّد جلالته في ورقته النقاشية السابعة على أن التطوير الذي نريد 'لايتنكر لماضينا المجيد أولتراثنا الخالدوحضارتنا العربية والإسلامية ،بل يستلهمه ويبني عليه'
كما اكّد على ' القيم العالية واللغة الثرية '...' وهي لغة القرآن الكريم ولسان الأمة فهي التي تشكّل ثقافتهم وتكوّن بناءهم المعرفي الأصيل '
إن هذه الاقتباسات تمثل حقيقة الرؤية الملكية ، وهي بلا شك ستصطدم مع أفكار دعاة التغريب والانسلاخ عن فكر الأمة ودينها وتاريخها .
لا أتوقع أن أرى ترجمة حقيقية للورقة النقاشية لانها لم تطلق يد العابثين المتربصين الذي تمثل 'الانسانيات ' غايتهم وهدفهم في حين أن جلالته يريد تطوير العلوم والتكنولوجيا وطرائق التدريس .
وبانتظار الورقة الثامنة...

نيسان ـ نشر في 2017-04-17 الساعة 09:30

الكلمات الأكثر بحثاً