فقاعة الحباشنة
نيسان ـ نشر في 2017-04-27 الساعة 11:16
لا أحد مقتنع بالمشهد التمثيلي الدائر بين مجلس النواب ووزراء سابقين متورطين –على ما يبدو- بملفات فساد خفيفة، فيما يواصل الكبار شق طريقهم إلى قمة الفساد والإفساد وسط حماية ورعاية رسميتين.
رئيس مجلس النواب، المهندس عاطف الطراونة يتمسك اليوم بدور مجلسه الذي منح حكومة الدكتور هاني الملقي ثقة مريحة ووافق على موازنته؛ فوجد من المناسب جدا إحالة استيضاحات ديوان المحسبة للنائب العام.
من بين الاسماء التي ظهرت للشارع قبل وصولها المدعي العام، الوزير الأسبق سمير الحباشنة، الذي وصف كل ما يحدث في 'العبدلي' بأنه ليس أكثر من فقاعة.
'فقاعة' يبدو أن الرسمي يريد نفخها أكثر وأكثر لتنفجر بوجه الحباشنة وآخرين، فيما يضمن النواب استنبات ورقة شعبية جديدة، سيجري استخدامها لاحقاً.
على أية حال، شعر النواب أنهم قدموا قربانا ثمينا بتحويلهم وزيرين سابقين إلى القضاء بعد الانتهاء من مناقشة تقارير ديوان المحاسبة، وصلت حد مديح رئيس مجلس الطراونة الذي لم يبخل على زملائه في عبارات الشكر والامتنان، بعد أن قدموا دوراً رقابياً يليق بدور ممثلي الناس.
بالنسبة لنواب في المجلس الحالي فإن الأمور أبعد مما تبدو عليه، لا بل إنها خطوة أولى على طريق مراكمة الإنجاز التشريعي والقيمي، وأن ما حدث هو مجرد تمرين ميداني لمواجهات قادمة.
إذا صدق النواب في توجهاتهم- وهو أمر مشكوك فيه- فستنتقل عدوى الفخر إلى الشارع، حينها ستجد المؤسسة الرقابية نفسها في مأزق أخلاقي وقيمي جديد، فلن يستطيعوا المشي خطوة جادة باتجاه رؤوس كثيرة مطلوبة شعبياً، ولن يستطيعوا العودة إلى 'مشية الأمس.
المهم بالنسبة للشارع هو ان يرى الفاسدين خلف القضبان بعد ان يتم إلزامهم بدفع كامل الاموال العامة، أما ما يحدث من جلبة في العبدلي وما يتبعها من عقد مؤتمرات وردات فعل جانبية فلا تعني أكثر من أدوار مرسومة لكلا طرفي المشهد.