من الثورة الى الدولة ..تطايرت الفكرة
هشام عزيزات
صحافي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2017-05-06 الساعة 17:13
حينما اعلن عن ولادة حماس كحركة للمقاومة الاسلامية 'نهضة' في 14 ديسمبر 1987انشغلت الغرف المغلقة في الشارع الفلسطيني والعربي عموما بالهمس تارة وبالعلن تارة اخرى في الحديث عن ظروف النشأة والميلاد والظهور الصاخب لتيار سياسي فكري يتبنى الجهاد المقدس ويحمل مشروعا للتحرير من 'النهرالى البحر' فيما رافق ذلك سلسلة مترادفات من التشكيك والتخمينات وعلامات الاستفهام الكبيرة حول توقيت الظهور، وخصوصا ان الشارع الفلسطيني المسيس كان قد دخل في حالة من اليأس المطبق؛ جراء استحالة تحقيق حلم التحرير وحلم قيام الدولة المستقلة على الارض المحررة؛ فبدأ يدير ظهره لكل الفصائل والتنظيمات والاحزاب، منتظرا الفرج من سابع سماوات وربما من سابع مستحيلات!.
وفي وقت كان القاصي والداني في الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج لا يدين بالولاء الا 'لفتح ' كحركة للتحرر الوطني الفلسطيني ولقيادتها التاريخية ولبعض التنظيمات الاخرى، بدأ واضحا ان الشارع الفلسطيني مقبل على الانقسام بين تيارين احدهما اجبرته الواقعية السياسية 'والبيس بروسس 'على التخلي عن مشروع التحرير من 'البحر الى النهر 'واخر اعلن تمسكه وجهاده المقدس للتحريرمن 'النهر الي البحر' الى ان اكدت انتخابات 2006 التشريعة الفلسطينية وصناديق الاقتراع ان 'حماس' مالكة للشارع الفلسطيني برمته وانها الاقوى تأثيرا ونفوذا، و تملك قوة عسكرية اهلتها لاستباحة غزة فنرى مشهدا دراماتيكيا وبام العين كيف يسحل فلسطيني فلسطينيا بقوة السلاح؟ وكيف تكون غزة لحماس والضفة لفتح ومشروع الدولة المستقلة على الارض المحررة ذاب تحت وقع الانقسام والاقتتال، ومشاريع الحلول العربية والدولية التي ظلت على الورق ولم تر النور الا بنموذج هش اسمه السلطة الوطنية وانموذج اكثر هشاشة حكومة غزة المقالة.!
واذا كان همس 1987 ووشوشاتها انذاك قد نضحت الى ان صاغ منها الواقع المؤلم وجهة نظر مؤلمة ومرة افادت بانه لكي ترفض الامر الواقع سياسيا لا بد ان تكسر ظهر'فتح' وتستولي ديموقراطيا على شارعها ونبض الناس، ومن ثم تجهض عليها في وضح النهار وانت رافع راية الايمان والجهاد 'وفتح 'ام الحركات المقاومة التى لها خلفية دينية متعارف عليها تحمل راية الكفر والاستسلام!!.
اليس في ذلك تناقض ومفارقة مذهلة.!فاذا كان التناقض بين حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' وحركة التحرر الوطني الفلسطيني 'فتح' قد ترجم بالصدام الدموي وبانسداد الافاق في الشارع الفلسطيني سواء من ناحية الحل الشامل بمفاوضات الحل النهائى أو بالانتحار العبثي الذي مثلته العمليات الاستشهادية لنصل الى وثيقة حماس الجديدة التي اكثر ما يؤذي فيها وصادم اننا نحن اصحاب الارض والحدود نعترف بحدود ما قبل الخامس من حزيران بينما الاخر المعتدي بالاصل لم يغير من خارطته الجغرافية المرسومة على باب الكنيست ارضك يا اسرائيل 'من النيل الى الفرات 'قيد انملة.!
والمهم وبعيدا عن الشطط والمزايدات بعد 30 سنة من الانطلاقة آثارنا الانتكاسة ومن اجل فقط من يملك الشارع ومن بحوزته مفاتيحه فقدمنا في الحرب الفلسطينية الفلسطينية عشرات الشهداء ومئات الجرحي واسرى فلسطينيين في سجون فلسطينية ومشردين أيضا .!
فطارت الثورة والدولة في الهواء بانتهاء مفعول السكرة