الغرب يتشدق بالديمقراطية
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-05-14 الساعة 12:40
يتشدق الغرب المتصهين بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وبحرصه على التنمية لرفاه شعوبه،لكنه في ذات الوقت يحرص أشد الحرص على دعم الديكتاتورية في الخارج ،وخاصة في دول العالم الثالث الواسع الغني الذي يشكل فرصة كبيرة للغرب كي يستمر بالتطور والتنمية ،على حساب مصالح شعوب العالم الثالث الذين يخضعون للحكم الديكتاتوري ويعانون من الفقر رغم ما لديهم من إمكانيات وثروات مهدورة لصالح الغرب المتصهين.
لو نظرنا إلى خارطة أصدقاء الغرب لوجدنا أنها تعج بالديكتاتوريات ، وتتسم هذه العلاقة بالصداقة مع رأس الحكم ،الذين يؤمنون له الدعم المادي والقروض والمنح لمشاريع يقولون له لا تنفذها'القاتل الإقتصادي' ، لكنهم عندما يحين موعد سداد القروض يخيرونه بين الموافقة على شروطهم أو الدفع ،فيختار منحعم كل ما يريدون ،ويتم إطلاق أيديهم في البلد لينهبوا ويسرقوا ما طاب لهم.
وهم أيضا يؤمنون له الدعم العسكري من خلال الرقابة الأمنية وتأمين الدعم العسكري المتمثل بأدوات القمع الداخلي من معدات وآليات ، يتم إستخدامها عند حدوث الإضطرابات ، كما أنهم يغضون الطرف عن جرائمه ضد شعبه مع انهم يتشدقون بالحديث المسهب عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية.
لكن عقيرتهم ترتفع إلى عنان السماء في حال لم يوافق هذا الديكتاتور او ذاك على مطالبهم ،فنراهم يحركون له المعارضة التي صنعوها مسبقا ووضعوها في ثلاجاتهم ،وهذا ما حصل مع بن علي في تونس ومبارك في مصر والقذافي في ليبيا،ولا يغيبن عن بالنا انهم رفعوا الغطاء عن شاه إيران المقبور بعد أن إختلف معهم، ولا ننسى أيضا أنهم تحركوا للقضاء على مصدق وثورته وإعادة الشاه عام 1956.
الأدلة فاقعة على إنحياز الغرب المتصهين للديكتاتورية وفي مقدمتها التعتيم الإعلامي على ما يحصل في بعض البلدان العربية والتركيز على بلدان اخرى ، كما أنه صامت حد الخيانة عن مجريات الأمور في سوريا ويتعامل مع إرهاب بشار'..' بطريقة مخجلة ،وهو الذي يحافظ على وجوده إرضاء لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية'مستدمرو إسرائيل ليسوا يهودا'.
كما أنهم يدعمون مستدمرة إسرائيل ليس حبا بها بل خشية أن يضطر مستدمروها إلى العودة إليه مرة أخرى ليمارسوا فيه فسادهم وإفسادهم المعهود، رغم أنه منحهم مؤخرا جوازات سفر تمكنهم من الإحتفاظ بجنسياتهم الأصلية ،ويبدو أن الأمور قد خرجت من يديه وباتت عودتهم قريبة ،فها هم شباب اليهود الألمان يعودون إلى ألمانيا ،إضافة إلى الشباب من المستدمرين الروس الذين هاجروا إلى فلسطين المحتلة بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي ،وبحسب آخر الإحصائيات فإن نسبتهم بلغت 17%.
ظاهرة أخرى تدل على إنحياز الغرب للديكتاتوريات بأشكالها وفي مقدمتها الإحتلال الصهيوني ، إذ إرتكب جريمته الأولى بمنح فلسطين وطنا قوميا لليهود ،وغضوا عنجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وإنتهكوا كل المواثيق والأعراف الدولية التي دعوا إليها ،وقد إستنفروا بعد إستكمال إحتلال الجيش الإسرائيلي لما تبقى من فلسطين وأراض عربية اخرى في مسرحية حرب حزيران 1967 وأعلنوا وقفا لإطلاقالنار، لكن إرهاب النظام السوري على سبيل المثال مستعر منذ العام 2011 ضد الشعب السوري ولم يتدخلوا لنجدة هذا الشعب ،وكذلك الشعب العراقي والليبي واليمني .