حرب صهيونية شعواء على الأردن
أسعد العزوني
كاتب وصحافي وخبير في الشؤون الفلسطينية
نيسان ـ نشر في 2017-05-22 الساعة 10:04
قلناها مرارا وتكرارا وفق الشواهد الراسخات كالجبال ،أنه لا أمان لبني صهيون ولا تعايش معهم عبر التاريخ، وأنهم أثبتوا ذلك في كل مراحل حياتهم وغدروا بمن منحهم الأمن والأمان ، وأظهروا عداءهم للبشرية جمعاء من خلال أكذوبة أنهم شعب الله المختار ،وأن الله الرحمن الرحيم العادل قد خلق الجميع لخدمتهم ، وحقيقة أن مثل هذه الهرطقات لا توجد إلا في تلمود بابل الذي كتبه المجانين من أحبارهم إبان سباهم الآشوري نبوخذ نصر الذي هزمه تحالف قورش الفارسي معهم .
رغم كل ذلك وجدنا من يستمريء نسج العلاقات وتوقيع المعاهدات والإتفاقيات معهم ،وبحمد الله فقد أثبتوا للجميع بدءا من المحروسة مصر وإنتهاء بالأردن مرورا بالقيادة الفلسطينية ومن أمعن في التواصل معهم سرا ،أنهم ليسوا طلاب سلام ،بل هم ثلة حاقدة تمكنت من السيطرة على مفاصل صنع القرار في العالم بعد الخديعة الإصلاحية التي قام بها المدعو مارتن لوثر كينغ ،الذي اعاد الإعتبار لهم بحجة انهم أهل السيد المسيح ،مع انه عليه السلام بريء وأمه الطاهرة البتول منهم إلى يوم الدين.
معروف أن الأردن الرسمي وقع معاهدة سلام مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة'يهود مستدمرة إسرائيل ليسوا يهودا'، وأسهم في الإستقرار الإقليمي كثيرا ،ومع ذلك ها هو في مرمى نيران الحقد الصهيوني ليل نهار ،وهم يكيلون له التهم جزافا للنيل من قيادته التي تشكل لهم شوكة في حلوقهم ، ونال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله ثقة وإحترام صناع القرار في العالم ،عكس قادة مستدمرة إسرائيل المكروهين عالميا ،ولولا مراكز الضغط اليهودي في الغرب لوجدنا المستدمرة الخزرية تلقى مصير نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا.
بدأت الحرب الصهيوينة ضد الأردن الرسمي جلية المعالم ،قبل أشهر عندما قررت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة انه لا صلة لليهود بالمسجد الأقصى ، ولوجعهم غير المحتمل إتهموا جلالة الملك عبد الله الثاني بأنه يقف وراء هذا القرار ،وهذه وأيم الله تهمة محببة إلينا .
منذ ذلك اليوم وماكينة الحرب الصهيوينة تصب جام غضبها على الأردن الرسمي من خلال مواقف وتصريحات مسؤوليها المأفونين ،والله وحده يعلم كيف تتحرك هذه الماكينة السامة ضد الأردن في الخارج.
من جملة نتاج ماكينة الحقد الصهيوينة مقالات سياسية صاغها كبار رجال المخابرات الإسرائيلية ضد الأردن ،بدأها المدعو إيدي كوهين وتبعه المدعو جلعاد شارون ،وها نحن اليوم نقرأ في صحيفة إسرائيل اليوم المقربة من النتن ياهو مقالا مسموما كتبه المدعو نداف شرغاي، يتهم الأردن الرسمي بإزدواجية المواقف ،وانه في الوقت الذي يعلن صداقته لمستدمرة إسرائيل ،يقوم بدعم العمليات المسلحة ضدها في إشارة منه إلى إستشهاد الشاب الأردني محمد الكسجي الذي قتله الجيش الإسرائيلي في القدس المحتلة بحجة محاولته طعن إسرائيليين ،ويبدو انهم إستمرأوا كذبة الطعن والدهس وصدقوها هم أنفسهم.
يبدو أن المأفون شرغاي حديث عهد بمستدمرة إسرائيل ،ولو كان منطقيا لأدرك قبل غيره أن مستدمرته تعيش في أمن لم يكونوا متخيليه يوما ،إلى درجة أن قيادة سلطة رام الله تنسق أمنيا معهم وتحفظ أمنهم ،كما ان حركة حماس أصدرت وثيقة لا تقل في خطورتها عن خطورة اوسلو ناهيك عن الجبهات العربية التي تلتزم الصمت رغم شعارات المقاومة والممانعة الكذابة.
ثم ألا يعلم هذا الشرغاي أن الحدود الأردنية –الفلسطينية'الإسرائيلية' ،يجب ان تحصل على جائزة نوبل للسلام بدلا من المطلوب للعدالة الدولية الإرهابي بيغين وشيمون بيريز، لهدوئها وحرصها على منع دخول حتى النملة غربا ؟لكن هذا ديدن هؤلاء الذين لفظهم الغرب سرطانا إستقر في حلوقنا ،وإبتلعناه لجهلنا.
يبدو أن هذا الشرغاي ومن كتب له مقاله يتخيل أن معاهدة وادي عربة ملزمة لأبناء الشعب الأردني، وهذا ما جعله يتحدث عما أسماه ثمار السلام مع إسرائيل ،متخيلا أيضا أن هناك سلاما حقيقيا بين الأردن ومستدمرة إسرائيل ،ومن الملاحظ أن شرغاي ومن يقف وراءه لم يستطيعوا إخفاء وجعهم الحقيقي الذي سببه لهم الأردن وهو قرار اليونسكو ،حيث كتب ان جلالة الملك هو الذي أوعز لقيادة السلطة ان تتحرك في ذلك الإتجاه.
رغم كل ما اوتوه من قوة ولؤم إلا انهم جاهلون بعض الشيء في إنتاج الحبكة المطلوبة ، إذ يقول شرغاي على لسان معلمه النتن ياهو أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تزود الأردن بحيثيات التحركات المعادية للأردن على حدوده ،ويقصد بذلك فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية ISIS' الملقب بداعش، ولم يتطرق لما تقدمة الأجهزة الأردنية من خدمات لهم هي الأخرى،وليس شتتا أن المريب هنا يصرخ ملء شدقيه :تعالوا وخذوني.
تحاول مستدمرة إسرائيلي الخزرية الصهيوينة النيل من الأردن الرسمي حتى في الخارج لتوجيه ضربات له ،ومنها ما حدث قبل أيام بعد لقاء الرئيس الأمريكي ترامب مع وزير الخارجية الروسي لافروف في البيت الأبيض، وما أثير من ضجة حول ما قيل أن ترامب سربه للوزير الروسي حول داعش ،وفي خضم الجدل الدائر أعربوا عن تخوفهم على عميل لهم زرعوه في داعش ،وما لم يذكروه ان عميلهم هو الحاخام 'سايمون إليوت'أو إليوت شيمون 'بحسب موقع 'فيترانس توداي' الأمريكي،وقد دخلوا على الأردن من زاوية حادة بقولهم أن الأردن زود أمريكا بمعلومات سرية .