اتصل بنا
 

قطر على فوهة المدفع السعودي

نيسان ـ نشر في 2017-05-24 الساعة 14:24

x
نيسان ـ

عاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مصر منتشياً بعد انتهاء أعمال القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، وفي جعبته الكثير ليقوله على الشاشة المصرية بعدما التفت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حذائه، وقال: 'حذاؤك جميل يا رجل'.
صحيح أن ما قاله الرئيس الأمريكي يندرج ضمن سياق الدعابة الدبلوماسية بين الرؤساء، لكن هذه الدعابة تبعها احتفاء رفيع المستوى من قادة عرب كبار بالرئيس السيسي الذي سيبقى محملقاً بحذائه لسنوات قادمة، وكلما قرر ارتداءه ستعتريه نشوة الإطراء.
بعد يومين من حادثة الحذاء، كان السيسي يتابع أخبار عدوته اللدودة 'قطر' وهي تدفع فاتورة تحالفها مع تركيا ودعمها تنظم الإخوان ومؤيديه الإسلاميين في البلاد العربية، ووقوفها إلى جانبهم في 'الربيع العربي'، حتى وصلوا إلى الحكم في مصر قبل أن ينقلب عليهم السيسي ويخطف البساط الرئاسي من تحت أقدامهم ويزج برئيسهم المنتخب بالمعتقلات.
الفاتورة القطرية، تضخمت، ووصلت حد حجب السعودية مواقع قنوات الجزيرة القطرية، وحتى مواقع صحفها؛ رداً على تصريحات منسوبة لأمير قطر، قالت الدوحة لاحقاً إنها مزيفة ونشرت بعد اختراق موقع وكالة الأنباء الرسمية.
هل هذا يعني أن الخليج سيدخل في أزمة جديدة بعد أن ظهرت خلافاتهم إلى السطح؟ أم أن ترتيباً ما يجري إعداده لإحداث إزاحة غير مفهومة في البيت الخليجي بعد زيارة ترامب؟.
على أية حال، توشك المنظومة الخليجية اليوم أن تتورط في أزمة جديدة إلى جانب ورطتها في اليمن بعد أن وجدوا أنفسهم فوق الشجرة ولا سبيل للنزول أرضاً إلا عبر مزيد من الخسائر والتشظي والفرقة، فطاولة الحوارات لم تعد موجودة.
الغريب فيما حدث بين السعودية وقطر أن مجلس التعاون الخليجي يعاني من صراعات متعددة بين عدد من أعضائه، وفيما كان الخلاف بين الدوحة والرياض أحد أقل مستويات الخلافات الخليجية، مقابل توتر العلاقات وتأزمها بين الإمارات والسعودية، إلا أن المراقب يلحظ أن هذه الخلافات العميقة انفجرت في وجه القطري لا في وجه الإماراتي.
وفق هذا المناخ، فإنه من غير المنطقي أن ترفض السعودية كل عناوين النفي التي ساقتها قطر وتأكيدها عدم سحب سفرائها من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات بعد إعلانها بأن اختراقا إلكترونيا طال الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الرسمية (قنا) كان وراء نشر تصريحات 'كاذبة' نسبت إلى الأمير تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.

نيسان ـ نشر في 2017-05-24 الساعة 14:24

الكلمات الأكثر بحثاً