اتصل بنا
 

الأسرى يعيدون القضية الفلسطينية إلى الواجهة

نيسان ـ نشر في 2017-05-28 الساعة 15:06

x
نيسان ـ

تراخت حماس عن دعم مطالب الأسرى الفلسطينيين في خضوع لافت لحسابات فئوية نأت بالأسرى ومطالبهم عن سلة اهتمامات خالد مشعل وحسن هنية؛ المنشغلين بإعادة تكييف حماس وتأهيلها للتفاوض مع الإسرائيليين من جهة، وباعتبار أن أغلب الأسرى ينتمون إلى فتح وللتنظيمات الفلسطينية المتعارضة مع خط حماس السياسي من جهة أخرى.
بعد أربعين يوما من إعلان إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام استطاعوا أمس كسر الصلف والعنت الإسرائيلي، وتمكنوا من تحقيق جملة من مطالبهم الإنسانية العادلة، وسط تشرذم فلسطيني وتخاذل عربي وتجاهل دولي لمطالبهم واحتياجاتهم.
نجح الأسير وقال كلمته المدوّية، معيداً قضية الأسرى إلى الواجهة وسلم الأولويات، ولا سيما أن اختطاف مواطنين فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والزج بهم في السجون الإسرائيلية يتعارض والقانون الدولي ويصعّب على ذويهم زيارتهم التي تتطلب تأشيرة دخول إلى الكيان الصهيوني، فضلا عن حصر الزيارة أصلا بالقرابة من الدرجة الأولى.
انتصر الأسير الفلسطيني على جبروت الكيان المحتل، وحقق مطالبه التي دخل إضرابه من أجلها بدءا من يوم الأسير الفلسطيني (17 نيسان الفائت) وحتى نهار أمس. حيث أعلن عن تعليق الإضراب إلى حين تحقيق المطالب التي تحقق أدنى شروط الحياة الآدمية للأسير في سجون الاحتلال.
ولا يمكن تجاهل دور أمهات وأهالي الأسرى المناضلين الذين بنوا خيمة اعتصام للتضامن مع أسراهم ما أجبر السلطة الفلسطينية على اتخاذ خطوات تصب في نهاية المطاف بصالح الأسرى ومطالبهم العادلة، سواء عبر القنوات الأمنية المباشرة مع الاحتلال أو عبر التأثير على الموقف الأمريكي تجاه الأسير ومطالبه.
أمس، انتصر الأسير الفلسطيني بقوة الحق وبعدالة المطالب، وفوّت على المُحتل فرصة تكريس صورة الفلسطيني باعتباره 'إرهابيا' ولا يصلح للشراكة باللمفاوضات السياسية.
أمس علمنا الأسير درسا جديدا في النضال السلمي المنتج، فقدم الفلسطيني للعالم كصاحب حق، يناضل عبر وسائل مدنية، تنسجم مع غاياته ونبل قضيته، في وقت تتسابق به وكالات الأنباء على تصوير الفلسطيني كإرهابي لا هم له سوى طعن الصهاينة 'الضحايا'، في قلب متعمد للصورة، وإظهار الجلاد وكأنه الضحية.
أمس جسد الأسير الفلسطيني معنى كلمات الملكة الحرة زنوبيا عندما قالت: 'بئس تاج على رأس خانع ذليل، ونعمَ قيد في ساعدٍ حرٍّ أبيّ'.

نيسان ـ نشر في 2017-05-28 الساعة 15:06

الكلمات الأكثر بحثاً