اتصل بنا
 

حريات منقوصة..افطار رمضان

كاتب

نيسان ـ نشر في 2017-06-06 الساعة 21:47

حرية المعتقد في الغرب: افطار رمضاني وتقبل الآخر، بينما الثقافة الاستبدادية في الشرق ترفض الآخر وتمس مشاعره، وتحتاج إلى تفكيك التابوهات والتحرر منها.
نيسان ـ

حريات منقوصة ..افطار رمضان
يحق لنا ان نتسائل، كيف للمسلمين في بلاد 'الغرب' الذين عددهم اضعاف المسلمين هنا ، أن يؤدوا شعائرهم وصيامهم دون ان تمس مشاعرهم ويخدش حيائهم، ولا تفرض عليهم عقوبات جماعية في شهر صوم المواطنين من اديان اخرى مثلا، او اي طقس عبادة ولا يجبرون على اغلاق مطاعمهم وقطع ارزاقهم ومداهمتهم وملاحقتهم واعتقالهم واهانتم امام الكاميرات او خلفها، لا من قبل السلطة ولا المجتمع، كل ما في الأمر انها ثقافة نفسية اجتماعية تتقبل وتحترم الآخر، ‏‎بعكس ثقافتنا الاستبدادية التسلطية القمعية، التي ننسبها للدين زورا وبهتانا ، ثقافة ترفض الآخر ومعتقد الآخر وفكر الآخر و مذهب الآخر ودين الآخر، اساس هذه الثقافة هو التنشئة الاجتماعية، لا عجب ولا استغراب ان نجد ممارسات داعشية في شوارعنا، يباركها شعبنا الذي ينادي ليل نهار بالحقوق والحريات الفردية و ومن ضمنها حرية المعتقد! ، والذي لا يعترف من كل هذه الحريات الا بحرية التظاهر والاضراب، يريدها حرية من طرف واحد، انها ليست دعوة للافطار العلني ولا للحث عليه يا سادة، فكل انسان حر بنفسه وبعلاقته بخالقه، لكنها استحضار وتفكيك لحالة فصامنا على المستوى السياسي والشعبي والثقافي ونبش لهذه التابوهات، التي لطالما سميت هكذا زورا، لا يوجد بالدين كله عقوبة مباشرة او حد من الحدود للمفطر لا من الدولة ولا غيرها، هناك كفارة يؤديها الانسان بينه وبين ربه دون تدخل السلطة ولا اجهزة الدولة، فمن اين جائت ملاحقة واعتقال وتكفير واهانة البشر وكرامتهم واكراهم باستخدأم سلطة الدولة على سلوك لم يعتادوه طيلة السنة وبغض النظر من اي دين! الا تمس مشاعر من هم من الدين الآخر عندما يتم قسرهم واجبارهم على سلوك لا يريدوه ضد حاجتهم الانسانية بعكس الصائم الذي يصوم بارادته وهو فرح بهذه العبادة؟ الأمر الآخرهو وكأنه ليس لدينا مشكلة مع المفطر ، بشرط ، ان يكون بالسر لا على مرآى الناس، و هذا فصام آخر ، اي المشكلة ليست بالفعل بحد ذاته، بل بمكان اداء الفعل، انه امام الناس، الامر ليس خوفا من الله بل خوفا من الناس !! وهذا يندرج على بقية الافعال في حياتنا، ان يكون ظاهرها شيئ وباطنها شيئ آخر، اذ يتجلى ذلك بالجملة الشهيرة' بدك تفطر افطر بس مش قدام الناس'.
لا يحق لاحد اكراه الآخر من اي دين، الارض تتسع للجميع، لمن يصلي ولمن يغني، وان السلطة ألسياسية يجب ان تقف مسافة واحدة من جميع المواطنين، وان حقوق الاقليات يجب ان تحترم، فلا اكراه بالدين، ومن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ، ولست عليهم بمسيطر، ولطالما كان الصوم عبادة سرية بين العبد وربه، فان حرمته في نطاق الجسد والروح وعلاقة هذا الجسد وهذه الروح مع الله، لا بالبيئة الخارجية واكراه الآخرين وقسرهم، هذه العبادة، ليست بين العبد والعبد ولا بين العبد والمجتمع ولا بين العبد والسلطة، وليس من حق أحد تنصيب نفسه وصيا على الآخرين لا من الدولة ولا الافراد.

نيسان ـ نشر في 2017-06-06 الساعة 21:47


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً