اتصل بنا
 

قطر.. بين اردنيين.. رسمي وشعبي

نيسان ـ نشر في 2017-06-07 الساعة 02:46

x
نيسان ـ


بإعلان الحكومة الاردنية تخفيض مستوى تمثيلها الدبلوماسي مع دولة قطر، وإلغاء ترخيص مكتب قناة الجزيرة، تكون الأمور تتجه إلى مزيد من الوضوح والحسم، في التقاطة سريعة لتغريدة الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي اعتبر فيها ان عزل قطر يشكل 'بداية نهاية رعب الارهاب' .
كان على الأردن الذي يرأس القمة العربية التفكير خارج الصندوق، وتقديم سلة خيارات عربية تنتشل البيت الخليجي من الوحل، وتعيد الأمور إلى نصابها، لا أن يصبح جزءا في حرب يشعلها الأمريكي ليحرق قلوبنا قبل أجسادنا.
هل سألت الحكومة الأردنية نفسها أين سيذهب أبناؤها العاملون في الدوحة بعد اصطفافها اليوم؟ وهل دار في بالها أن ايران لن تفوت هذه الفرصة دون إدخال كامل يدها في الجسد الخليجي؟.
لدينا مواطنون وعاملون في قطر ليسوا أي عاملين، انهم نخبة المجتمع المهني الاردني او قل الطبقة الاردنية الوسطى التي تنبت خارج الحدود بعد ان قضت سياستنا الاقتصادية على روافع الطبقة الوسطى في الداخل الاردني، وها هي تلاحقهم في الخارج.
ما يدعو للاطمئنان رجاحة عقل القطريين الذين لن يفرطوا في (ابنائهم) الاردنيين المقيمين لديهم. فهم يدركون ان الاردنيين في واد غير الواد الرسمي.
إنها الفوضى وقد نقلتها السعودية إلى قلب الجزيرة العربية بجبالها وصحرائها، بأدوات عربية وعالمية في مشهد سيظهر به سقوط بغداد وارتداداتها العربية مجرد مزحة صغيرة أمام الأهوال المنتظرة.
كان واضحا أن الأردن متردد وحائر في أمره حاله حال المطبخ الأمريكي الذي بدا هو الآخر منقسما على نفسه حيال قطر، ففي الوقت الذي انحاز به رئيس أمريكا إلى المشروع السعودي كان الكونجرس ووزارة الدفاع الأمريكية يقفان إلى جانب القطريين، ضمن سياقات الصراع بين الرئيس والمؤسسات.
يأتي قرار عمان في وقت تتسارع به الاحداث في الجزيرة العربية من دون رؤية حقيقية لمآلات الأمور على الشعوب التي ستدفع فواتير أخطاء سياسات دولها المتسرعة، وكأن قطر الشيطان الوحيد بين سلة ملائكة، قرروا التطهر منها قبل انتهاء شهر رمضان.
اليوم، وبعد أن التحق الأردني الرسمي بالصف المستهدف قطر لم يبق امام الدوحة الا الرئة الإيرانية أو القبول بتغيير الأمير تميم بن حمد بن خليفة .

نيسان ـ نشر في 2017-06-07 الساعة 02:46

الكلمات الأكثر بحثاً