اتصل بنا
 

داعش في طهران...إيران إذ تحرق أصابعها لتكسب تعاطفاً دولياً

كاتب وخبير أمني

نيسان ـ نشر في 2017-06-08 الساعة 11:15

تنفيذ عمليتين إرهابيتين في طهران واتهام السعودية وأمريكا: تحليل للتوقيت والأهداف وبيان داعش
نيسان ـ

أعلن في طهران صبيحة امس الاربعاء عن تنفيذ عمليتين ارهابيتين متزامنتين، استهدفتا ضريح الامام الخميني والبرلمان الايراني، تبعهما صدور بيان عن داعش يؤكد مسؤوليتها عنهما، فيما أشّرت أصابع الحرس الثوري الإيراني واوساط ايرانية مسؤولة إلى المملكة العربية السعودية وامريكا، باعتبارهما مسؤولتين عن العمليتين .
لا شك ان هناك الكثير من الدلائل والمؤشرات التي تلقي ظلالا من الشكوك حول العمليتين، استناداً إلى حزمة من العوامل والمؤشرات التي يعتمدها العقل البارد، كخارطة طريق لا تتوه بوصلتها.
اولا: التوقيت:
تتزامن العمليتان، مع تعرّض ايران لضغوط شديدة، بعد قرارات قمم الرياض، حيث برز الملف الايراني ودورها في دعم الارهاب، واثارة الفتن الطائفية، واطماعها التوسعية في المنطقة، في وقت تدرك به القيادة الايرانية انها في عين الاستهداف من قبل التحالف السني الذي تقوده الرياض وواشنطن.
إن تنفيذ عمليات ارهابية في طهران يبعث رسالة واضحة عن استهداف إيران للعالم، أو قل شأنها شأن الدول الاخرى، لكن السؤال التالي يبقى بلا إجابات، لماذا لم تكن العمليات قبل هذا التاريخ؟. نحن نسأل فقط، وستتكفل الأيام القادمة بتقديم الإجابات في سياقاتها السياسية.
ثانيا : الاهداف:
وفقا للاعلان الايراني، فان تنفيذ عمليتين في طهران -التي هي عمليا ثكنة امنية وعسكرية-، يرفع مستوى الشكوك، خاصة وان عناصر التنفيذ مسلحون برشاشات، وليس احزمة ناسفة يمكن اخفاؤها.
في الحقيقة، ان اي عملية للقاعدة تحتاج لحاضنة شعبية، حتى عمليات لندن وباريس وبروكسل، كانوا يعيشون في اوساط اجتماعية- على الاقل- غير معادية، فكيف في طهران الممنوعة على السنة؟.
لو نفذت العمليتان في بلوشستان،او الاحواز، حيث الغالبية السنية ربما تكون ذات مصداقية اكثر، غير ان ما يلفت النظر استهداف ضريح الامام الخميني، فهو ابتداء مكان يصعب الوصول إليه، فضلا عن رمزية ضريح الإمام الخميني التي ستجمع شعبية واسعة، فالهدف يستحق التعاطف.
ثالثا: بيان داعش:
من الملفت للنظر السرعة في بيان داعش واعلانها المسؤولية عن العمليتين والتهديد بتنفيذ عمليات جديدة، في حين اعتادت داعش إعلان مسؤوليتها عن عملياتها بعد مرور وقت كاف، لا يقل عن حوالي عشربن ساعة بالحد الادنى ، فهل تم تجهيز البيان قبل التنفيذ؟.ا
رابعا : حجم الخسائر:
من غير المؤكد اعداد ضحايا العمليتين، لكن ووفقا لاعلانات السلطات الايرانية، فان العدد بلغ ثلاث ضحايا، ما لبث ان ازداد حتى بلغ في اخر حصيلة ، (١٣) شخصا، والسؤال هل تقبل داعش بعمليات فقط بهذا الحجم الهزيل من اعداد الضحايا ، والاضرار ، مع الاخذ بعين الاعتبار اهمية البعد الاعلامي في هكذا عمليات؟. ثم ماذا عن التضامن الدولي مع ايران بعد تنفيذ العمليتين؟، ألم تساهم في خروج طهران من عزلتها من جهة، وحرف الانظار عن الحليف القطري من جهة أخرى؟.
تلك الأسئلة وغيرها تقدم الدليل تلو الدليل على ان الجهة المستفيدة من العمليتين هي واحدة لا شريك لها، تصبح مفهومة أكثر إذ ما أدركنا حقيقة علاقة القيادة الايرانية مع القاعدة، منذ دحر الاخيرة في افغانستان وايواء ايران قيادات القاعدة.
بين الشكوك والدلائل علاقة ما، وخيط رفيع من مؤشرات تحتاج عقلا بارداً ينقلها من دائرة الشكوك إلى مساحة الدلائل، لنتحدث عن دعم ايران للقاعدة وطالبان في افغانستان وأثره في مشاغلة الامريكان هناك، وفي العراق، لدرجة ان شكوكا اثيرت في الانتشار المفاجئ لداعش في العراق وسيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، في حزيران عام ٢٠١٤، ابان حكومة نوري المالكي، الذي كان يواجه ازمة سياسية حادة، وربيعا عراقيا في مناطق السنة، وذات السيناريو تم تكراره في سوريا بدعم وتوجيه من طهران، حيث نجحت الحكومة السورية في تحويل الثورة الشعبية ضدها الى ثورة اسلامية تقودها داعش والقاعدة.
ان سيناريو عمليتي طهران لم يخرج عن سيناريوهات التواطؤ مع داعش في العراق وسوريا، والتي تمت صناعتها في الغرف المغلقة للحرس الثوري الإيراني، وحتى لا نذهب بعيدا في التفاصيل، فليس بالضرورة ان تكون ايران على علاقة مع قيادة داعش والقاعدة، اذ يكفي ان تكون نسجت علاقة مع بعض اجنحة داعش والقاعدة، غير ان ما يلفت النظر تصريحات اوساط ايرانية متعددة بان المنطقة تغرق في الفوضى بعد قمم الرياض، ومن المؤكد ان عواصم اخرى في المنطقة ستشهد عمليات ارهابية من قبل داعش، فهل اصدرت ايران لبعض اجنحة داعش المخترقة من قبلها اوامر بتنفيذ عمليات جديدة تظهرها ضحية لسلسلة عمليات تجتاح المنطقة؟، وعلى أية حال لن ننتظر كثيرا لنرى في اية عاصمة من خصوم طهران ستكون العملية القادمة؟.
oaalraddad@gmail.com

نيسان ـ نشر في 2017-06-08 الساعة 11:15


رأي: عمر الرداد كاتب وخبير أمني

الكلمات الأكثر بحثاً