تركيا والموقف من قطر
د. زيد النوايسة
أكاديمي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2017-06-08 الساعة 21:01
تركيا تستثمر في قطر بنشر 5000 جندي وتدرك أن السعودية لا تستطيع تحمل تدخل عسكري جديد، وقطر تشعر بالمحاصرة وتراهن على أوروبا وألمانيا، والسعودية والإمارات لن يتنازلوا عن مطالبهم في مواجهة قطر التي تقود معركة الإخوان.
تركيا والموقف من قطر...
في تقديري ان قرار البرلمان التركي استكمال الأطر التشريعية لنشر 5000جندي في قطر هو توظيف دعائي واستثمار في قطر أكثر منه تلويح بالدفاع عن دولة قطر وحكومتها في حال تعرضها لتدخل سعودي مصري خليجي لتغيير الحكم...
تدرك تركيا ان العقل السياسي السعودي لا يقوى على تحمل كلفة تدخل عسكري جديد امام المجتمع الدولي وهي الغارقة في رمال اليمن للعام الثالث على التوالي وهي بذات الوقت لا تريد أن تقدم للايراني ساحة جديدة فيها بعد الساحات السورية والعراقية واليمنية والبحرينية بالإضافة للحضور الإيراني مذهبيا في المنطقة الشرقية...
قطر تشعر أنها محاصرة وفرصها تقع بين التصلب السعودي والاماراتي والابتزاز الأمريكي وهي تراهن على أوروبا وألمانيا تحديدا والتي أنتقد وزير خارجيتها وبوضوح التدخل في قطر ولكن ألمانيا ذاتها تفترق مع التركي وتقرر نقل جنودها من انجرلك التركية إلى الازرق الأردنية...
لن تغفر السعودية لتركيا هذه الخطوة وهي التي لم تقبل أن تنسق معه في حلب وتشعر بقلق من تقدم اردوغان في الوسط السني الإسلامي وهي دائرة محرمه الدخول لديها بحكم شرعيتها كونها من يدير الحرمين الشريفين...
في تقديري اننا قد ندخل في تجاذبات معقدة في المشهد القطري الآن وقد بدا واضحا اليوم عودة الخطاب السيادي لمنظومة الإعلام القطرية وعلى رأسها الجزيرة والعربي الجديد والتلفزيون العربي من لندن...
تاريخيا تعرضت قطر لمناوشات مع جارتها ابوظبي ومنذ أن كانت قايمقامية تابعة لوالي البصرة أيام الحكم العثماني وحتى في الخمسينات قام الشيخ زايد بالهجوم على المشيخه إبان حكم الشيخ جاسم وذهب ضحايا كثر بينهم...
لن تتنتازل السعودية والإمارات عن مطالبهم وبالمقابل قطر تقود معركة الإخوان اليوم الذين يجيشون الرأي العام العربي والإسلامي على مواقع التواصل الاجتماعي ودائما تحت اليافطه الجاذبة فلسطين وتضحيات قطر التي تدفع ثمن موقفها لأجل ذلك...
الغريب أن هؤلاء يعتبرون لجوء قطر لتركيا وإيران حق سيادي تبرره وتجيزه القوانين الدولية ونحن مع ذلك ولكن يبدو السؤال مشروعا ووجيها لماذا يتهمون الحكومة السورية التي أستدعت حليفها الروسي والإيراني عندما كانت تدخل في الفوضى المموله قطريا بالدرجة الأولى ولاحقا سعوديا وخليجيا ...
لا أحد يقبل التدخل في شؤون قطر والاطاحه بحكمها فهذا شأن قطري يحدده شعبها ولكن قطر لم توفر بلدا عربيا أو اسلاميا إلا وتركت فيه أثر ودائما غير ايجابي...
من الواضح أن الأمريكان ليسوا على عجلة من أمرهم فهناك فرصة مواتية لابتزاز الجميع حتى الوصول للنقطة الحرجة التي يبدو أنها في حال فشل الوساطة الكويتية واقعه لا محاله...
نيسان ـ نشر في 2017-06-08 الساعة 21:01
رأي: د. زيد النوايسة أكاديمي وكاتب