اتصل بنا
 

اقتلوا أخاكم ليخل لكم وجه أبيكم ترمب..!

صحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-06-11 الساعة 23:39

حرب البدر السني المكتمل: تصاعد الفتنة والعنف بين الإخوة السنة في الشرق الأوسط
نيسان ـ

تتسارع أحداث الإقليم، على إيقاع نشاز غير منضبط، وكأنها حفلة جنون أو فسق ومجون، لم يسلم، ولن يسلم منها أحد في القادم من الأيام المتشحة بالسواد والإحباط والأجواء المشحونة بغياب التفاؤل المتخفي خلف تلال من الرهبة المسكونة بحكايا الجن والشياطين!
فبعد ست سنوات من الغرق في مستنقع التأجيج الطائفي، والحرب المقدسة ضد الشيعة، لنصرة أهل السنة والفرقة الناجية، والجهاد ضد العلويين والنصيريين والروافض، وغيرها من مخرجات أبواق الدعاية الوهابية التي سادت وعلت حتى شاعت قيم الفحشاء والمنكر بين الأخ وأخيه العربي باسم الانتصار للدين، باتت الوحشية اليوم أكثر ضراوة، وأصبحت قيم الاستذآب أو الاستكلاب بصمة فارقة تتجاوز نيرانها الهلال الشيعي لتغطي كامل البدر السني!
هكذا، بلمح البصر، وما أن وطأت قدما إيفانكا، السيدة الثانية في البيت الأبيض، وزوجها اليهودي المتعصب اليميني جاريد كوشنر، بمعية سيد البيت الأبيض دونالد ترمب، أرض المطار في العاصمة السعودية الرياض، حتى استفاق رجل الشارع في العالم العربي، على صيغة جديدة لحروب المرحلة المقبلة، أركانها معزوفة فتنة جديدة: 'قطر المارقة'، و'حماس الإرهابية'، و'تنظيم الإخوان الراعي لفقه القاعدة وجبهة النصرة'، في مواجهة 'دار الأزهر المصرية' و'المدرسة الوهابية السعودية'!
لا أحد يستغرب أو يحاول إبداء الدهشة!. فهذا ما خلصت إليه دوائر صنع القرار ورسم السياسات وقادة مؤتمرات المال والأعمال والنفط والطاقة والمياه وتكنولوجيا المعلومات، وقادة مؤتمرات البزنس والمنتديات الاقتصادية في واشنطن والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط وجنوب آسيا.
نعم إنها حرب البدر السني المكتمل، حرب الاقتتال بين الإخوة السنة، بدءاً من أحزاب السلفية الجهادية والسلفية الوهابية وتنظيم الإخوان وحركة حماس ودار الأزهر، وكل من يتغطى بمظلة الإسلام السياسي، من تيارات صحوة وعدالة وتنمية وإصلاح وغيرها. ، أي إنضاج فتيل 'معركة البدر السني-السني'، لا معركة 'البدر السني في مواجهة الهلال الشيعي'!
لم لا؟. البدر السني بات مكتملاً ونوره ساطع يضيء الطريق بشدة، بدءاً من البلقان ووسط آسيا والقرم، مروراً بقطر ودول الخليج وغزة ومصر والسودان واليمن، ووصولاً إلى اسطنبول. إلى حد أن نوره بات يكشف ويفضح مخططات واشنطن و'تلّ ابيب' وحلفائهما في الإقليم، فيجب إطفاؤه مهما بلغ الثمن!
نعم، هكذا بدأت دوائر التخطيط العسكري الأميركية والإسرائيلية ترسم خيوط الحرب القادمة، حرب الأخ وأخيه، لكن الأخ هذه المرة، هو 'عربي – عربي' وليس 'عربياً – فارسياً'، والأخ هذه المرة، هو 'سني – سني'، وليس 'سنياً – شيعياً'، والأخ هذه المرة، هو 'خليجي – خليجي' وليس 'خليجياً – إيرانياً'!
من المؤسف، أن الأرضية لهذه المعركة، معركة البدر السني، باتت ناضجة ومكتملة الأركان، وهي بانتظار من يفجر صاعق برميل البارود، لتتحول البحار إلى براكين، ولتصبح كل قصص حز الأعناق وقطع الرؤوس وهدم المساجد والحسينيات والكنائس والمراقد في سورية والعراق، مجرد 'لعبة أطفال' بجانب ما قد نشهده في مسرح عمليات معركة البدر السني!
يجدر التنبيه، إلى أنه رغم ولوغ غالبية تيارات الإسلام السياسي السني وتنظيم الإخوان المسلمين وحركة حماس في الدعاية الوهابية الضارة والمؤذية في استعداء ومعاداة الإسلام الشيعي، ومحاولة إخراج الشيعة من الملة، وتصويرهم على أنهم فرقة ضالة مضلة مخلدة في النار، فإن الوعي الجمعي للشعوب المشرقية العربية، أظهر صلابة مهيبة، ووعياً متقدماً، في مواجهة مخرجات الآلة الإعلامية الفاسدة لقناتي 'العربية' السعودية و'الجزيرة' القطرية، اللتان تشاركتا في تأجيج الصراع المذهبي بين الشيعة والسنة، لتكريس معركة المد السني في مواجهة الهلال الشيعي، وتسويغ قتل الأخ السني أخيه الشيعي، ليخل له وجه أبيه ترمب!
وما أشبه اليوم بالأمس، فما كادت الأمة تنهض من كبوتها، بعد انكشاف مخطط الهلال الشيعي، الذي مهد لفتاوى التكفير والإقصاء وتمزيق روابط المجتمعات العربية والإسلامية، وتمزيق الأوطان وتدمير الجيوش، وما كادت دولتا العراق وسورية، تنجحان في تضميد جراحهما، وتستعيدان السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تحتلها جيوش معارك الجيل الرابع الخفية، الممولة والمسلحة والمدربة أميركيا، حتى بدأنا نسمع قرع طبول معركة البدر السني!
اليوم، أخشى ما نخشاه، هو أن يوغل الأخ السني في قتل أخيه السني، وأن يوغل الأخ الخليجي في قتل أخيه الخليجي، وكلاً منهما يتسابق للظفر بنيل رضا أبيهما 'ترمب'، وكلاً منهما يتسابق ويتنافس في تجويد ذبحة أخيه على سنة الله ورسوله، وقد أمضى سيفه وسنّ سكينه، وكبر وهو ينحر عنق أخيه بينما الدماء تسيل من عروق رقبته المنصوبة على حجر تحت شجرة أو على صخرة ببطن واد أو بسفح جبل، وأمله أن يخل له وجه أبيه ترمب!

نيسان ـ نشر في 2017-06-11 الساعة 23:39


رأي: سعد الفاعور صحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً