اتصل بنا
 

الخليج على شفا حرب ثالثة

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-06-12 الساعة 10:02

التوتر في الخليج ينذر بتدخل خارجي وتصعيد أمريكي عسكري، والخلاف الخليجي قد يشكل توافق دولي على دعوى الاختلاف الإقليمي، وموقف الرئيس الأمريكي ترامب يتحول تباعًا نحو التصعيد والاستثمار في الفرصة، والموضوع يتدحرج ليسككرة ثلج بل ككرة نار تشعل المنطقة.
نيسان ـ

لم تتوافر ظروف سريعة الاشتعال في الخليج منذ ربع قرن تقريباً مثلما هي الآن، فالتهيئةالإقليمية التي تم ضبطها على بوصلة مشوشة قد لا يتم التحكم بمساراتها المحددة وسقوفها المتوقعة إذا طال بها الأمد، فجميع الاحتمالات لا زالت ; مائية; لم تتشكل بعد، وحالة الميوعة وعدمالوضوح تنذر بتدخل خارجي يسعى للاستفادة من الازمات في المنطقة.

ومما يدفع الى التوجسأن الخلاف الاخوي الخليجي قد يشكل توافق دولي على دعوى الاختلاف الإقليمي؛ بحجة تهديدالسلم والامن الدوليين، كما كان الحال في الحرب الخليجية الثانية، في ذلك الوقت يصعب إعادةأقلمة الحل بظل وجود “ تلقّف امريكي; غير معني إلا بمصلحته ومصلحة إسرائيل.

المواقف الامريكية تجاه الازمة الحالية تتغير تباعاً نحو التصعيد واستثمار; الفرصة; وفقاً لمعطياتذاتية وموضوعية، من شأن كيفية ردة فعل الشارع العربي عموماً والخليجي خصوصاً، التخوينالإعلامي المتبادل من الطرفين، خطاب النُخب الشعبوي، والموقف الرسمي العربي المتردد، كلهذه العوامل إذا ما وعيت حجم الخطر فإنها لا شك لا تعطي الضوء الأخضر للأمريكان للتدخلعسكرياً بل تفتح الأبواب الموصدة.

فموقف الرئيس الأمريكي ترامب من الازمة مرّ بثلاثمراحل أولها ; تويتات; تتحدث عن وشاية بعض القادة العرب بدعم قطر للإرهاب، وهنا عن أيإرهاب نتحدث هل هو الذي تم الاتفاق على توصيفه من وجهة نظر أمريكية، أم عربية، أم إسلامية؟.

وثاني المراحل هو ذلك الاتصال الذي اجراه ترامب مع امير دولة قطر والذي حمل طابع الثقة فيجهود الدوحة في مكافحة الإرهاب، وخلص الاتصال إلى نتيجة مفادها أنه بنّاء، وثالثاً ما خرج بهعلينا ترامب ووجهه للعالم بمؤتمر صحفي أجمل به أن التاريخ القطري مليء بدعم الجماعاتالإرهابية، وانه تشاور مع قادته وجنوده حول ذلك، وهنا يلمح الرجل إلى التدخل العسكري ولعلهينتظر ردة الفعل العربية الرسمية منها و الشعبية، إلى هنا وصلت حدة الموقف الأمريكي ولكن مايدفعه نحو المزيد والمرفوض هو بقاء الحال على ما هو عليه فترة قصيرة من الزمن يتشكل فيهاموقف امريكي بطابع عسكري.

بالرغم من تحفظي على بعض السياسات القطرية تجاه الأردن، الا ان الموضوع بدأ يتدحرج ليسككرة ثلج بل ككرة نار تشعل المنطقة بأسرها، ولا بد من السيطرة عليه والوصول لتفاهمات ولوكانت ظالمة لبعض الاطراف لتجاوز مرحلة ضبابية تتشكل فيها مواقف وتحالفات دولية جديدة علىحساب أبناء المنطقة العربية برمتها.

فالإجراءات التي تمت للأسف سيكون لها تداعياتها علىمستويين الأول مستقبل مجلس التعاون الخليجي في ظل الشرخ النصفي الذي احدثه القرار بينالدول الخليجية سواء من حيث التعاون أو مشروع الوحدة المفترض، وخلق ذاكرة قطرية وربماخليجية لا تنسى ما حصل في أيام مباركات بين اخوة وجيران امتدت تداعياته لتطال الجانبالاجتماعي وهو الذي يكوّن بطبيعة الحال الذاكرة السياسية بكل ألوانها.

أما المستوى الثاني فهو بدءتفكك التحالف العربي الإسلامي والذي مرّ بثلاث مراحل أولها تلك التي كانت لدعم الشرعية فياليمن وكانت نسبة المشاركة فيه مرضية الى درجة كبيرة، وثانيها، المشاركة في القمة العربيةالإسلامية الامريكية والتي كانت نسبة المشاركة فيها أقل، وثالثها محاولة خلق موقف موحد تجاهالدوحة وكانت نسبة المشاركة به الأقل على الاطلاق، وهنا نتساءل لماذا ننسف ما انجز سابقاً؟ وهلموازنة ذلك مع الفائدة المرجوة من القرار المُتخذ يستويان؟ وهل ضقنا ذرعاً بتحالف لم يكمل عامهالثاني كلفة ومسؤولية؟ وهل رضينا عن السياسات الإيرانية في المنطقة و اصبنا بترف التحلل منأي التزام جمعي عربي واسلامي؟.

الجغرافيا القطرية محورية فهي فاصل بين دولتين متصارعتين ايديولوجياً وسياسياً، إيران والشقيقةالعربية السعودية واعتقد ان الجميع ليسوا بحاجة إلى تواجد أيراني جديد في دولة عربية تشكلخاصرة الخليج، فاذا كان التواجد الإيراني في البحرين يتم بالوكالة وبشكل خفي، فأنه للأسف سيكون بخلاف ذلك في قطر إذا; فلتت; الأمور، فلقد بدأ الإيرانيون بتسيير شحنات غذائية للدوحة،وهنا لماذا الدفع بقطر للحضن الإيراني؟ لماذا تحفروا في ذاكرة القطريين حصار الاخوة لهم من جهة، والدعم الإيراني غير البريء لهم من جهة أخرى؟ لماذا السعي لتدويل عسكري في قطريشمل القطري والأمريكي والتركي وربما الإيراني وغيره؟

لا زلنا نتأمل بدفعة جديدة لمساعي امير دولة الكويت للحل واذا ما تطلب الامر إعادة صياغة لغةالوساطة وشكلها شيئاً ما فلا بأس ، و اعتقد انه من المفيد تدخل جلالة الملك عبدالله الثاني بنالحسين إلى جانب أخيه أمير دولة الكويت بوصفه رئيساً للقمة العربية، وجار للمنطقة ، وتربطه بالأمير الكويتي علاقات أكثر من اخوية تغلفها الحكمة و الحرص على منطقة مستقرة وآمنة، إذاما تم ذلك فاعتقد دون ادنى شك أننا سنكون امام تقدم حقيقي ينهي الخلاف بين الاطراف يضمنهالزعيمان الأردني والكويتي فحرب الخليج الثانية، اسباباً ومقدمات وخسائر ونتائج لا زالتحاضرة في أذهاننا فلنمنع تكرارها وإعادة انتاجها.

نيسان ـ نشر في 2017-06-12 الساعة 10:02


رأي: عادل الحواتمة كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً