اتصل بنا
 

يا غلام اعطه الف ألف درهم او يزيد

نيسان ـ نشر في 2017-06-16 الساعة 04:17

x
نيسان ـ

عاش الاردنيون أمسية رمضانية ساخرة مع مطلع العشر الاواخر من الشهر الفضيل.
لرمضان هذا العام نكهته الخاصة في انفضاح الكثير من مخلفات السلطة. سلطة بدأت رمضانها بالفاسد من الدجاج وانتهت بالفاسد من السلطة وأزلامها.
فاسد من سلطة، كحشرة امتصت دماء الشعب بهدوء، لم يكسره سوى مشاجراتها الجماعية على الحصص، واقتسام أخشاب الكراسي ونفوذها، وتوزيع ثروات البلد بين طغمة لا تريد أن تشبع.
ليلة أمس بدا المشهد مختلفاً، بعد أن اختلفوا على الغنيمة، وبدأوا بنشر غسيلهم على صحف إلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
أمس أدرك الأردنيون أنهم أمام حشرات لا ترحم، وأمام أبناء يسيرون على خطى أبائهم وأجدادهم في سرقة بلادهم، وحقوقهم ووظائفهم، فامتلأت عروقهم دماء لا تشبه دماءنا، ونشأوا بقناعات غير قناعاتنا، إنهم يعيشون ببلد غير بلدنا.
علينا الاستعانة بالسياق الشعبي الأردني لنفهم أين نقف؟ وماذا نعني نحن بالنسبة لهم؟.
'إنهم يلوّحون على ظهر الحايل والمعشّر'، هكذا يختصر الناس مشهد حكومتهم.
أمس لم تظهر الدولة مكشوفة الظهر أمام مواطنيها فقط، بل بدت عارية وتائهة ورهينة سطوة رجال السلطة وشعرائها.
مقزز ان تتحدث المومس عن الشرف وتستحضر من ذاكرتها الفقيرة ما يسند موقفها، ويضعها في مرتبة الشرف والعفة رغم قناعتها باستحالة امتلاكها، لكنها مجبرة ولا خيارات امامها، فقد سحبوا بساط العزّة من تحتها من دون سابق انذار. الحديث عنها عام لكنه يحتمل التغميس في الصحن وخارجه.
مرعب وصول الدولة الى هذه المستويات الخطيرة من تشويه مؤسساتها والعبث بوظائفها وامتيازاتها وفق قاعدة 'يا غلام اعطه الف ألف درهم او يزيد'، فيما يخضع الناس وابناؤهم الى استحقاقات ومتطلبات اكثر من صعبة لقاء وظيفة من الفئة الثالثة تصل حد حيازة التوفل في اللغة الانجليزية واجتياز مهارات الحاسوب وبرمجياته، فضلا عن خلو سجلاتهم من أية شبهات سلوكية وحزبية.
نحن اليوم امام مشهد بدأت به السنة النار تقترب من حضن سلطة رعت منذ نعومة أظفارها سياسة التنفيع بين مواطنيها، فنشأت طبقة مترهلة لا ترى بشراً سوياً إلا نفسها ونسلها، فقررت مهاجمة السلطة العتيقة بأدوات مختلفة فور فقدانها سلة من الامتيازات والاعطيات حازتها لقاء تغنيها بأزلام السلطة وأقطابها .
إنهم مشاريع شهداء وأشراف أما نحن فمشاريع عبيد وسخرة.

نيسان ـ نشر في 2017-06-16 الساعة 04:17

الكلمات الأكثر بحثاً