اتصل بنا
 

السقوط

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-06-17 الساعة 01:46

تعليق على قضية ابن الشاعر والحاجة لتطبيق القانون بالمساواة.
نيسان ـ

حين كتب حيدر ما كتب من قصائد يتغنى بها بالوطن فنحن معه ونحفظ قصائده وندرسها لطلابنا في المدارس والجامعات وحين ينسلخ عن قضايا المجتمع وتصبح قضيته شخصية فإننا نتجرد من عواطفنا لنحاكم ذلك الابن الموظف؛ لأنه مطالب بوظيفة التي يجب أن تندرج ضمن ديوان الخدمة المدنية وقانونها الذي لايسمح للموظف أن يغيب إلا ضمن ضوابط العمل التي نعرفها ونخضع لها جميعا بغض النظر أكان أبوه شاعرا أم شهيدا أم وزيرا أم مواطنا عاديا.
وقد حدثنا أصدقاء لنا خدموا في الجيش العربي وفي الأمن العام إن الأمراء كانوا في الميدان العسكري يتلقون أوامرهم من المسؤول المباشر بدءا من جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني حين كان صابطا أميرا في القطرانة، وانتهاء بأي أمير على رأس عمله،فنحن لم نسمع انهم خالفوا التعليمات والأوامر العسكرية الوظيفية على الأقل فيما هو معلن لنا نحن الشعب.
لذلك فإننا نعيب على حيدر محمود أن يلعن الظلم حين مس ولده فلذة كبده وقال: إن زمرة دمه لا تختلف عن زمرة دم ابن الملقي.
اللافت في الموضوع ان ابن الشاعر لم يلتزم وهذا كاف لفصله من وظيفته وسحب سيارته ذات اللوحة الحمراء.
نتمنى أن يكون القانون سيد الموقف بدءا من أبنائهم وانتهاء بنا أما أن يكون الوطن جزورا يقسم عليهم ونحن نلاحق بفاتورة الكهرباء والماء والتأخير فهذا ظلم لانرضاه ألبته.
الأصل أن يكون القانون سيد الموقف مع الجميع؛ فالظلم في السوية عدل بالرعاية، أما العدالة الجزئية والمساواة الشكلية فهي ضرب من التخبط والخراب الذي يطال الجميع بلا استثناء.
فليت حيدر لم يكتب ما كتب لأن ابنه المقصود فالأصل أن الشاعر لسان القوم ينطق بهمومه وآلامهم وآمالهم ولسان حالهم، وليته وقف عند قانون الضرائب المجحف، وقانون الصحافة وتحجيمها وتحويلها إلى لسان للدولة وليته تناول قضايا المعلمين ورواتبهم البائسة التي لا تكاد تكفيهم نصف شهرهم، وليته راجع مستشفيات الحكومة ورأى كيف استقوت الحكومة على مرضى غسيل الكلى والسرطان وسحبت الإعفاءات الطبية، وليته تناول قضية تعيين الجامعات وما يندرج تحتها من وساطات تجعل كثير منا يتمنى أنه وقف عند حدوده الدنيا لئلا يرى نفسه محروما من أبسط حقوقه.
وليت شاعرنا خرج من أسرته الصغيرة إلى أسرته الكبيرة لنقف معه ونطالب بما طالب؛ فقد نقل أحد الأصدقاء من عمله الذي يجاور بيته إلى مكان يبعد عنه 100 كيلو ذهابا وإيابا مما اضطره لتقديم إجازة بدون راتب لأن راتبه الصغير لن يغطي بنزين سيارته فآثر العمل الحر على قلته كي لا يقع في مهاترات هو في غنى عنها، والقائمة تطول.
فقد تقدمت قبل سنوات لجامعات أردنية خاصة وحكومية وكان الرفض حليفي لأن 'أبي من أسرة المحراث لا من سادة النجب
وعلمني شموخ النفس قبل قراءة الكتب'
ولم يصل كتاب مظلمتي لأي جهة حكومية؛ لأن أصواتنا لم تسمع إلا في الانتخابات البرلمانية ، والبيوتات الأردنية الشريفة التي لا تملك حولا ولاقوة.
على الأقل نحن الآن عرفنا ان لحيدر ولدا كان مستشارا في رئاسة الوزراء التي لم ندخلها إلا حين كان الربيع العربي في أوجه وقابلنا الدغري الله يسهل عليه ولم يفعل لنا شيئا.
الأمر يطووول وعلينا أن نتمنى مزيدا من الخلافات لنعرف المستور فقد قيل: 'إذا اختلف اللصان ظهر المسروق' ونحن نقول :إذا تضاربت المصالح وصلت لنا أسرار القوم؛ فلله الحمد القائل 'وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا'

نيسان ـ نشر في 2017-06-17 الساعة 01:46


رأي: د. مهدي الشموط أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً