اتصل بنا
 

عندما تنفق الوزيرة 15 ألفاً فقط

صحافي أردني

نيسان ـ نشر في 2017-06-18 الساعة 02:24

تكبد الدولة تكاليف سفر الوزيرة لمدة 21 يوماً في مهمات رسمية، وتثير السؤال عن فعالية هذه السفريات وعوائدها، وعن عدم التزام الوزيرة بتقليص النفقات والسفريات كما تعهدت الحكومة.
نيسان ـ

في معرض ردها على سؤال نيابي، قالت وزيرة السياحة لينا عناب إنها كبدت خزينة الدولة 'فقط' 15 ألفا و430 ديناراً، لقاء سفرها 21 يوماً متفرقة على مدى 6 شهور في مهمات رسمية!

وكما في علم اللغة ودلالات المعاني تنم مفردة 'فقط' عن 'التقليل' و'التحديد'، فإنها كذلك في علم النفس، تنم عن عدم إحساس المسؤول أو السياسيي بـ 'الذنب' أو تأنيب 'الضمير' وهو يرتكب كبيرة!

فقط 15 ألفاً، هي الكلفة التي تكبدها دافع الضرائب نظير سفر الوزيرة في مهمات خارجية لمدة 21 يوماً. أي ما يزيد عن راتب شهري يبلغ 1000دينار، يتقاضاه مهندس أو طبيب أو ضابط رفيع على مدار اثني عشر شهرا! أي ما يزيد عن إجمالي الراتب السنوي لأي أردني يصنف ضمن طبقة المحظوظين الذين يتلقون في ظهرهم حجراً كبيراً، ويتدارون من العين والحسد، خشية أن يعرف أقاربهم وجيرانهم قيمة راتبهم الشهري!

وهنا يتساءل المرء: ما الذي حققته الوزيرة خلال هذه السفريات، وكم كانت عوائد السفريات الرسمية من مشاريع جاذبة للاستثمار، أو على الأقل هل نجم عن تلك السفريات التوقيع على اتفاقيات تنشيط سياحي مع وكالات سياحة وسفر ساهمت بزيادة عدد السياح، وكم بلغت نسبة هذه الزيادة، وكم هو المردود الفعلي أو المتوقع لتلك الاتفاقيات إن تم التوقيع عليها؟

لعل الوزيرة التي تصر على استخدام 'فقط' نسيت أو تناست أنها عضو في طاقم وزاري نال الثقة بناء على تعهد من رئيس الحكومة هاني الملقي عند إسناد المنصب إليه، بأن يقلص الرواتب والنفقات، وأن يحد من سفريات الوزراء وأعضاء الحكومة، وأن تكون السفريات الضرورية على الدرجة الاقتصادية!

وهنا، يحق لنا أن نسأل: هل كانت كل تلك السفريات ضرورية. ألم يكن ممكناً أن ينوب عن الوزيرة أياً من سفراء الأردن في أي وجهة من وجهات السفر التي قصدتها. ألم يكن ممكنا أن ينوب عنها الممثل التجاري في السفارة الأردنية بأي من تلك العواصم والمدن التي لا نعرف ما هي، ولماذا سافرت إليها الوزيرة وما طبيعة المناسبة أو النشاط الذي شاركت به؟

عندما تنفق الوزيرة 'فقط' 15 ألفاً تكاليف 21 يوماً من السفر لعواصم وجهات أجنبية، بينما هي تتبوأ منصبها في بلد منكوب بصراع بين شاعر ورئيس حكومة. في وطن منكوب بدفع أكثر من 90% من إجمالي دخله الوطني للوفاء بخدمة الدين العام. في وطن منكوب بدفع ما يقرب من مليون دينار شهرياً رواتب ومخصصات لـ 351 من الوزراء ورؤساء الحكومات السابقين، فلتعذرنا الوزيرة إن قلنا إن 'فقط' هنا تخدش الكبرياء الوطني، وتمعن في إهانة السواد الأعظم من أبناء الشعب الذين رواتبهم دون الـ 500 دينار!

نيسان ـ نشر في 2017-06-18 الساعة 02:24


رأي: سعد الفاعور صحافي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً