جبل بني حميدة لا بواكي له
د. عبد الهادي أبوقاعود
أكاديمي أردني
نيسان ـ نشر في 2017-06-18 الساعة 02:27
نقص الخدمات في منطقة مادبا وعدم اهتمام الجهات المسؤولة بتوفير النقل العام للسكان.
يا ترى هل نستطيع أن نتنبا بردة فعل أحد الذوات الحاليين أو السابقين باعتبار أن الحي أبقى من الميت لو أن خط المياه المزود لمنزل معاليه أو عطوفته أو دولته لا سمح الله تعرض للكسر أو أن الشارع الموصل لمنزله بدت عليه علامات التقادم أو أن عامل النظافة تأخر لا قدر الله في الحضور إلى حاوية منزل معاليه أو دولته أو عطوفته، ساحاول الإجتهاد في الإجابة أن ذلك كله لن يحدث ولو حدث لا سمح الله فإن الإعتذار سيكون بزيادة ساعات ضخ المياه اعتذارا وتكفيرا عن هذا الذنب بحق بركةسباحة معاليه أو دولته أو عطوفته أو سيكون بخلطة اسفلتية سريعة في عتمة الليل قبل بزوغ الفجر مع بعض الألوان لاطاريف رصيف شارع دولته أو معاليه أو عطوفته لا أقول هذا تهكما أو سخرية لا والله ولكنه واقع نعرفه ونعيشه وقد يطول بعض السكان من الحب جانب ممن أنعم الله عليهم وسكنوا ذلك الحي السعيد، أقول هذا وأنا أرى منطقة بأكملها ترتيبها الإداري قضاء تتبع لمحافظة مادبا يقطنها ما يقارب الخمسة آلاف نسمة فعليا بينما هم في سجلات الانتخاب يقاربون الثمانية آلاف نسمة بدون وسيلة منذ شهر وأكثر بحجة أن عطاء النقل الذي مضى عليه عشر سنوات قد انتهى ولا ترغب الجمعية التي فازت بعطاء النقل التجديد للخسارة التي ألمت بها وفق قول المتحدث بإسم الجمعية وبذلك تُرك أهل المنطقة يواجهون مصير نقلهم بين قراهم المتناثرة في حر الصيف اللاهب هم وابناءهم الذين يدرسون في الجامعات أو يعملون في السلك العسكري ايعقل أن يُترك الناس سُدى؟ أين وزارة النقل وهيئة تنظيم النقل البري؟ لماذا لم يتم البحث عن مشغل قُبيل انتهاء فترة العطاء بأيام على الأقل حتى لايقع الناس ضحية خسارة جمعية غابت عنها الجهات الرقابية ليتم البحث في أسباب خسارتها ووضع الحلول الناجعة قبل أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه فأنا لا اتهم الجمعية لا سمح الله بالفساد ولكنني أتساءل هل ينتهي دور الجهات الممولة بتقديم الدعم؟ أين متابعة المشروع وتقييم أثره على المجتمع المحلي؟ وهذا الأمر يفتح الباب على تساؤلات ترتبط بتمويل المشاريع في المناطق المختلفة لماذا لا يتم متابعتها إلى أن تتحقق الغاية المنشودة؟ أليس ترك الأمر بهذه الطريقة يجعل هذه الأموال في غير فائدتها ونفعها؟
شهر ونيف وأهل جبل بني حميدة بلا وسيلة نقل هل فكر وزير النقل كيف يصل الطلبة والأهالي إلى منازلهم ألم يخطر بباله أولاده وزوجته وكيف ينتظرهم السائق خارج المنزل صباح مساء وعن يمينهم وعن شمالهم، شهر ونيف وهم يقيسون الطرقات يمدون أيديهم لكل سيارة قادمة أو مغادرة على أمل الحصول على توصيلة.
إن معاناة جبل بني حميدة أكبر من أن تختزل في مقال او خبر صحفي فهي لم تظفر بزيارة لمسؤول حكومي منذ عام بعد زيارة دولة رئيس الوزراء وبعض الوزراء معزين بالشهيد هاني القعايدة، أتمنى أن يفاجئها رئيس الوزراء وطاقمه الوزاري بزيارة ليرى الأمر بأم عينيه دون أن يكون هناك خبر مسبق عن الزيارة حتى لا تنهمر الآليات ووسائل النقل وتختفي بانتهاء زيارته.
أكتب هذه الأسطر وأنا أرى هذه المنطقة بلا وسيلة نقل ونحن في 2017م، وسيدي صاحب الجلالة الملك المفدى يوجه الحكومات في كتب التكليف السامي إلى الخروج إلى الميدان وتلمس احتياجات الناس وحلها، ولكن الحكومات تزور عادة مراكز المحافظات وتقوم بتنسيق الزيارات بحيث تجد أن المدينة بالأمس لا تمت إلى اليوم بصلة فالشوارع نظيفة والسير ينساب كجدول ماء، والورود تملأ الجزر الوسطية، لكنها لا تلبث أن تعود أسوأ مما كانت عليه بعد انتهاء الزيارة او تأجيلها.
حفظ الله وطننا الغالي وقائدنا المفدى وشعبنا النبيل ورزقنا بمسؤولين يبّروا بايمانهم.
نيسان ـ نشر في 2017-06-18 الساعة 02:27
رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني