تقدم جلالة الملك وتاخرتم

كعادته دوما يعطي دروسا عملية في كل المناسبات والحوادث تمثل كل واحدة منها خطة عمل واقعية تساوي آلاف الخطط الاستراتيجية التي وضعتها وتضعها الحكومات ويقوم على إعدادها موظفو الصف الثاني والثالث وينبري لعرضها المسؤولون ليظهروا بمظهر النجباء أمام وسائل الإعلام ورؤساء حكوماتهم لياكدوا صحة اختيارهم لهم.
أمس تقدم جلالة الملك وشارك رجال الدفاع المدني في عمليات الإطفاء فكان في المقدمة على مقربة من ألسنة اللهب والنار ليؤكد قدسية الثرى والمكان وأن القائد موقعه في المقدمة لا في غرف التكييف والمكاتب الفارهة يساند ويساهم مع جنده في كبح جماح النيران.
تزامن حريق الحمر مع أنباء التعديل الوزاري الذي تم اليوم بدخول ثلاثة وزراء للنقل والتنمية الاجتماعية والطاقة نأمل فيهم أن يلتقطوا الدرس الملكي وأن يدركوا حقيقة المهام الملقاة على عاتقهم، وأن يسيروا بنهج جديد يرتكز على الميدان المختبر الحقيقي للإنجاز وأن يبتعدوا عن مكاتبهم الفارهة البعيدة عن هموم الناس واحتياجاتهم، ليعيشوا معاناتهم ويضعوا الحلول الواقعية لها، الهادفة إلى تحسين الخدمة المقدمة للمواطن.
حريق الحمر أنتج رسالة حية نأمل أن تساهم في يقظة المسؤولين الغافلين والمتغافلين عن مشاركة الناس همومهم وحاجاتهم، رسالة أكدت أن شرعية الحكم الهاشمي مستمدة من محبة الناس وقرب جلالة الملك من شعبه.
رسالة تؤكد تقدم جلالة الملك بفكره ونهجه وطموحه على الحكومات المتعاقبة فلو طبقت الحكومات ما جاء في كتب التكليف السامي لتجاوزنا السويد في مستوى المعيشة.